لمحاربة انتشار فيروس كورونا وتوسيع حملات التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، تستخدم غانا، واحدة من أوائل الدول في العالم، طائرات بدون طيار لنقل اللقاحات إلى أبعد مناطق الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. يمكن سماع صوت الطنين المألوف للطائرة بدون طيار أثناء إقلاعها حين تقوم شركة زيبلينغ التوصيل بنقل آلاف الجرعات من اللقاح.
اقرأ أيضاً : دراسة: لقاحات كورونا "الرائدة" لا تحتاج إلى جرعات معززة
خلال السنوات الأخيرة، قدمت شركة زيبلينغ، الشركة الأمريكية المختصة في توصيل المنتجات الطبية خدمات في هذا المجال في الولايات المتحدة وغانا ورواندا. وتشمل خدمات الشركة نقل لقاحات مضادة لعدة أمراض مثل شلل الأطفال والحمى الصفراء والتحصينات الروتينية الأخرى بواسطة الطائرات بدون طيار.
بدأت زيبلينغ نشاطها في غانا في أبريل- نيسان 2019، ومنذ ذلك الحين وزعت ما يقرب من نصف مليون سلعة طبية. ومع ظهور فيروس كورونا المستجد واتساع دائرة انتشاره لتشمل كافة دول العالم والسباق لتلقيح العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في أسرع وقت ممكن، دخلت وزارة الصحة الغانية في شراكة مع عملاق اللوجستيات ي و بي أس UPS وزيبلينغ Zipline لتوصيل اللقاحات إلى المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها عن طريق البر.
تسليم سريع وبسيط
تبلغ أقصى مسافة يمكن أن تقطعها طائرة بدون طيار تابعة لشركة زيبلينغ 160 كيلومترًا، ذهابا وإيابا، بحوالي 80 كيلومترا لكل رحلة. وتستغرق كل رحلة حوالي 55 دقيقة كحد أقصى، فيما يتطلب توقيت متوسط الرحلة من مركز التوزيع إلى المرفق الصحي المحلي من 30 إلى 40 دقيقة.
يحتوي أسطول زيبلينغ على ما يصل إلى 40 طائرة بدون طيار قد تطير في وقت واحد. تؤمن الشركة حاليًا خدمات توصيل اللقاح المضاد لكوفيد-19 لحوالي 750 إلى 800 منشأة صحية بعيدة في غانا. وتمكنت طائراتها من تسليم ما يقارب 24990 جرعة من اللقاح حتى الآن.
اقرأ أيضاً : باحثون ينشرون نتائج فعالية "فايزر" ضد "المتحور الهندي"
يقول دانيال مارفو، نائب رئيس شركة زيبلينغ في إفريقيا "هذه الخدمة تضع منظورًا مختلفًا للشكل الذي يمكن أن تبدو عليه الخدمات اللوجستية. إذا كان الأمر مثلا يتعلق بشاحنة، فالسؤال المطروح يمكن في: هل سيكون من المنطقي إرسال عشرين شاحنة في نفس الوقت؟ أكيد أن تكلفة عملية كهذه ستكون ضخمة. لكن إرسال طائرات بدون طيار، تعد سريعة سريعة، لأنها تخضع لحركة المرور، وتضمن الوصول إلى جميع المرافق الصحية في نفس الوقت".
تستقبل الشاحنات المبردة شحنات اللقاح على مدرج المطار ومن هناك يتم نقلها إلى مواقع سلسلة التبريد الحكومية المختلفة. وبمجرد تلقي زيبلينغ اللقاحات من وزارة الصحة في أحد قواعد تنطلق عملية الاتصال مع مختلف المرافق الصحية الريفية لمعرفة عدد اللقاحات اللازمة في ذلك اليوم قبل توصيلها جويا.
يقوم موظفو الشركة بوضع اللقاحات في علب خاصة تضمن عدم تلفها وتحافظ أيضًا على درجة حرارة باردة لأنه من الضروري أن تنقل اللقاحات في درجة الحرارة المناسبة طوال مدة الرحلة. يمكن أن تتسع كل علبة حفظ لما يصل إلى 1000 إلى 2000 جرعة في المرة الواحدة.
يُمنح الموظفون في المنشأة الصحية وقتًا وموقعًا دقيقين للتسليم ويتلقون رسالة مطالبة أخرى عبر رسالة نصية قصيرة أو عبر تطبيق واتساب قبل خمس دقائق من استلامها. عند اقتراب الطائرة بدون طيار من موقع التسليم، تهبط لمسافة 10 أمتار تقريبا وتسقط الحزمة.
يقول مارفو إن "العملية تضمن وصول اللقاحات إلى المراكز في غضون 20 إلى 30 دقيقة.ويمكن توصيل عدد محدد من اللقاحات إلى ما يصل إلى 20 مرفقًا صحيًا داخل دائرة محددة".
ميزتان رئيسيتان لاستخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار
تمتلك هذه تقنية التوصيل بالطائرات بدون طيار عدة ميزات من بينها: معالجة هدر الجرعات وضياعها. ففي الكثير من الأحيان، تبالغ المستشفيات والمراكز الصحية في تقدير عدد الجرعات اللازمة، فبمجرد إخراج اللقاحات من نظام سلسلة التبريد، يكون يكون من الضروري استخدامها، مما قد يؤدي إلى التخلص من العديد من اللقاحات في حالة عدم توفر العدد الكافي من المرضى.
كذلك، يمكن لتقنية الطائرات بدون طيار تتبع دفعات اللقاحات بشكل أكثر فعالية. إذا كانت هناك مشكلة أو تم الإبلاغ عن آثار جانبية سلبية، فيمكن لزيبلينغ تتبع الدفعة بسرعة، ومعرفة أين ذهبت بالضبط.
تؤكد زيبلينغ أن الطائرات بدون طيار يمكنها الطيران في المطر والبرد وجميع أنواع الظروف الجوية. وتهدف الشركة إلى تقديم 2.5 مليون جرعة في غانا، تغطي بشكل أساسي سكان الأرياف في البلاد. وتطمح لتوسيع نشاطها ليشمل كل نيجيريا وولاية كادونا.
قدمت غانا حتى الآن، ما مجموعه 1.23 مليون لقاح، بينما تم تطعيم 376 ألف شخص بشكل كامل. وكانت غانا، أول دولة تتلقى شحنة كبيرة من اللقاحات من خلال ألية كوفاكس، البرنامج العالمي الذي يهدف إلى الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19.