نصح طبيب أردني يعمل في أمريكا الحكومة الأردنية بالتعامل بمزيد من الحرص والاهتمام خلال الفترة المقبلة لمواجهة احتمالات تفشي وباء كورونا، بخاصة بعد مشاركة آلاف الأردنيين في فعاليات كثيرة، عبر فيها الأردنيون عن وقوفهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وهو يواجه آلة البطش الصهيونية.
وقال رئيس قسم الأبحاث التنفسية في مركز Blessing health care بالولايات المتحدة الأمريكية د. همام الفرح إن الرذاذ المنطلق من الإنسان خلال الحديث يبقى مدة في الهواء، وهذا الرذاذ هو الذي ينقل الفيروس للآخرين، حينما يكون المتحدث مصابًا، ويصبح الأمر أشد فتكًا، عندما يتحول الحديث إلى هتاف، فالرذاذ مع الهتاف والصوت العالي ينتشر في مساحات أوسع، وبالتالي فإن فرصة انتشار الوباء تكون مضاعفة.
وأضاف خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج " دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا أن حالات الإصابة بفيروس كورونا ارتفعت بشكل ملحوظ بعد المظاهرات التي اجتاحت المدن الأمريكية احتجاجًا على مقتل "جورج فلويد"، وكذلك الحال في الهند بعد سلسلة احتجاجات وقعت فيها، إضافة إلى الاكتظاظ الذي شهدته المدن الهندية خلال الاحتفالات بالأعياد الدينية.
وأوضح أن الفيروس بعد الفعاليات الاحتجاجية يعيش الآن في مرحلة الحضانة، التي تستغرق ما بين أربعة إلى أربعة عشر يومًا، ومن ثم تبدأ الإصابات بالارتفاع، وبعد الإصابات بخمسة أيام تبدأ الأعراض، وتصبح الأعراض شديدة بعد سبعة إلى عشرة أيام.
ويقول للحكومة الأردنية إنه إذا بدأ المنحنى الوبائي بالارتفاع، فعليها تقصي مناطق الارتفاع وفرض حظر جزئي عليها من أسبوعين إلى أربعة أسابيع أو فرض هذا الحظر الجزئي على كامل مناطق المملكة، لمنع التفشي السريع، والحيلولة دون صعود المنحنى بشكل سريع، لأن من شأن ذلك الضغط على النظام الصحي.
لكنه يؤكد أن الحل الأمثل هو التوسع خلال الفترة المقبلة ببرامج التطعيم، فحتى لو أصيب الشخص بعد التطعيم، فإن إصابته تكون طفيفة، ناهيك عن أن فرصة الشخص الذي تلقى المطعوم، حتى لو كان مصابًا، في نقل الفيروس للآخرين ضعيفة، لأن القدرة على نقل العدوى مرتبط بمستوى كميات الفيروس في جسم الإنسان، وهي لدى متلقي المطاعيم منخفضة.
وتوقع الفرح أن تصل نسبة متلقي المطاعيم على المستوى العالمي حتى نهاية فصل الصيف 50 - 60%، وهذا يعني أن الفرصة في عودة الحياة الطبيعية ستكون متاحة قبل نهاية هذا العام.