اعترف عاملون في القطاع الرياضي في المنتخبات الوطنية والأندية والاتحادات الرياضية، بخلل واضح في تدوين سجل كامل ودقيق للإصابات التي يتعرض لها اللاعب طوال مسيرته الكروية، ما يعطل عملية توفير علاج مثالي للاعبين، إلى جانب التهديد بإنهاء مسيرة نجوم في الرياضة الأردنية بسبب هذا الخلل.
وأوضح معنيون في القطاع الرياضي، أن المنتخبات الوطنية ربما تكون نسبيا، الأكثر مؤسسية في انشاء ملفات خاصة لإصابات لاعبيها، ولكنها تصطدم أحيانا بعدم قدرتها على الحصول على سجل طبي للاعب القادم من النادي، نتيجة تجاهل الاندية لتدوين سجلات حقيقية للإصابات التي يتعرض لها اللاعبون.
وبين المختصون أن هناك خللا في تتبع إصابات اللاعبين، ولذا حصول أخطاء في تقدير المدة المناسبة للعلاج، والمدة المطلوبة للعودة إلى الملاعب، ما يلحق الضرر باللاعبين.
اقرأ أيضاً : اللجنة الأولمبية تطالب اتحاد الملاكمة بمخاطبة الاتحاد الدولي بخصوص وفاة راشد الصويصات
وكشف متحدثون لوكالة الأنباء الاردنية (بترا)، أن الاتحادات والأندية، وأحيانا بعض المنتخبات، يلجأون إلى أرشيف وسجلات وهمية لإصابات اللاعبين، الأمر الذي ينعكس سلبا على اللاعب خصوصا والرياضة عموما.
واعترف المتحدثون بتقصير الأندية وبعض المنتخبات والاتحادات، التي لا تلتزم بإجراء فحصوات طبية دورية للاعبين، في الملف الطبي في وقت بات فيه أمرا أساسيا في العمل الرياضي.
اللجنة الأولمبية الاردنية رصدت مكمن الخلل في هذا الجانب، وبدأت بواسطة مركز الإعداد الأولمبي، في إعداد برنامج "فيوجن" المخصص لتتبع إصابات اللاعبين، الذي وصل إلى مراحه النهائية بانتظار اعتماده قريبا.
وقال عضو اللجنة العلمية التابعة لمركز الإعداد الأولمبي، ورئيس اتحاد كرة اليد الدكتور، تيسير المنسي، إن اللجنة الأولمبية بدأت تدرك أهمية توثيق إصابات اللاعبين وتدوينها في سجلات خاصة يسهل على المنتخبات والاتحادات والاندية تتبع إصابات لاعبيها، وبهذا تقديم لاعب لائق طبيا للمشاركة في المنافسات.
وأضاف أن برنامج "فيوجن" الذي وصل إلى مراحله النهائية، يوفر قاعدة بيانات دقيقة ومفصلة للاصابات التي تعرض لها كل لاعب طيلة مسيرته، ما يشكل مرجعية علمية ودقيقة قبل التوجه للمشاركة في المنافسات الرسمية.
واعترف المنسي أن المرحلة الحالية تشهد تقصيرا في توثيق اصابات اللاعبين، بل إن إنشاء سجل طبي للاصابات ربما يكون معدوما في الأندية وبعض المنتخبات الوطنية، وهو ما استدعى انشاء برنامج "فيوجن" لمعالجة هذه الاختلالات.
الدكتور أحمد الخطاطبة الذي يعمل في الاتحاد الدولي للملاكمة وفي الاتحاد الأردني للعبة، أكد أن عمل سجلات طبية موثقة للاعبي المنتخبات والأندية، هي خطوات بدأت في اوروبا منذ عشرات السنين، لأهميتها ودورها في الحفاظ على استمرارية وحياة اللاعبين.
واعترف الخطاطبة أن الرياضة في الأردن ما تزال تفتقر إلى هذه الخطوة، باستثناء اتحادات معينة تولي أهمية لإنشاء سجل طبي لإصابات اللاعبين، لتسهيل عملية العلاج مستقبلا.
وأضاف أنه أحيانا يتعرض اللاعب لإصابة رياضية، فيضطر الطبيب إلى معالجتها بطريقة خاطئ، نتيجة غياب المعلومات الكاملة عن الحالة الصحية للاعب، مؤكدا أن الاهتمام بأرشفة السيرة المرضية للاعبي المنتخبات والأندية، يسهل من العلاج في حال استدعى ذلك تدخلات طبية.
أمين سر نادي الرمثا السابق محمد ابو عاقولة، أشار إلى أن الادارة التي عمل فيها، حرصت على إنشاء سجل طبي لكل لاعب، ولكن دون تفعيله، كون الأندية التي تعاني من مشكلات مالية كبيرة، ترى أن هناك أمورا أهم.
وقال: "لخبرتي في المجال الرياضي، أعترف وللأسف أن هناك تقصيرا من الأندية وبعض المنتخبات في تتبع إصابات اللاعبين، ما تسبب بإنهاء مسيرة عدد من النجوم في مختلف الرياضات".
وأضاف أنه لا يوجد هناك سجلات حقيقة لإصابات اللاعبين، ولا يوجد متابعة للإصابة، ما يتسبب أحيانا بعودة متسرعة للاعب إلى المنافسات ، ويؤثر سلبا على مسيرة اللاعب في الملاعب.
وكشف قائد المنتخب الوطني السابق ولاعب الفيصلي لكرة القدم حاتم عقل، من جهته، عن غياب العمل المؤسسي والممنهج لتدوين إصابات اللاعبين وأرشفتها، رغم اجتهاد المنتخب الوطني لكرة القدم في هذا المجال.
وأضاف: "في أثناء مسيرتي في المنتخب كان هناك عمل جاد لإنشاء ملف طبي خاص لكل لاعب، يكشف سيرته المرضية، والإصابات التي تعرض لها، وكيفية علاجها، والمدة التي استغرقها للعودة مجددا للمنافسات، ولكن تطبيق هذا العمل فعليا، كان يختلف من مسؤول إلى آخر".
وقال عقل إن الخلل في توثيق السجل الطبي لإصابات اللاعبين، يكمن في غياب التنسيق بين المنتخبات والأندية، كما أن غياب الجدية من بعض الأندية والمؤسسات الرياضية في تتبع الاصابات، يشكل خطرا على حياة الرياضيين.
واعترف بوجود خلل في تقدير المدة التي يحتاج إليها اللاعب للعلاج، بل إن بعض الاطباء والمعالجين يلحقون الضرر باللاعب، بإبلاغه بإمكانية العودة للمنافسات، رغم عدم اكتمال مدة العلاج، وهذا يتسبب في كثير من الاحيان بإنهاء مسيرة اللاعب الرياضية.
أما المعالج محمد المومني الذي يمثل المعالجين الرياضيين في التواصل مع الاتحادات الرياضية، وصاحب الخبرة الطويلة مع الاندية والمنتخبات، فقد اعترف أن الرياضة الاردنية لا تملك سجلات طبية توثق إصابات اللاعبين، بل أن الكثير من الأندية تعتبر مثل هذه الخطوة أمرا كماليا.
وأضاف أن هناك لاعبين ينتقلون من ناد إلى آخر، دون أن ينتقل معهم السجل الطبي -في حال كان هناك سجلا طبيا في النادي-، كما أن المنتخبات الوطنية تعاني من عدم قدرتها على الحصول على أرشيف وسجل طبي من الأندية لإصابات اللاعبين المستدعيين للمنتخبات الوطنية.
واعترف المومني أن اغلب المؤسسات الرياضية في الأردن لا تملك سجلا لاصابات اللاعبين، ولذا لن يكون بمقدورها رصد تلك الاصابات وتحديد المدة اللازمة للعلاج، تمهيدا لعودة اللاعب للمنافسات.