كل الأمهات في كل مكان يحاولن إيجاد طريقة لخلق تجربة رمضانية هادفة وجديرة بالاهتمام لأطفالهن.
لكن بصراحة، يمكن أن يكون الأمر مربكاً بعض الشيء! وداد بوشنين، اختصاصية اجتماعية، ومدربة معتمدة، ومؤسسة ورئيسة مجلس إدارة مكتبة "اقرأ واستمتع"، من الإمارات، هنا لتخبرك أنه يمكنك إنشاء ذكريات جميلة ودائمة عن رمضان مع أطفالك من خلال هذه الأنشطة السهلة والبسيطة!
اقرأ أيضاً : 5 أسباب.. هل يداهمك الصداع أول أيام رمضان ؟
بالنسبة للعديد من الأمهات، فإن الفترة التي تسبق شهر رمضان قد تكون مرهقة بعض الشيء. بينما هن متحمسات لدخول هذا الشهر المبارك، يمكن أن يقلقن ويتساءلن ، هل سأتمكن من تأدية صلاة التراويح وقيام الليل ؟ هل ساتمكن من ختم القران اكثر من مرة ؟ هل سيكون لدي وقت لزيارة للواجبات العائلية؟ هل سأمتلك طاقة كافية لرعاية أطفالي؟ وفوق كل هذا، تنهال علينا صور الاستعدادات الرمضانية على وسائل التواصل الاجتماعي.
نساء رائعات لديهن زخارف جميلة يدوية الصنع، وتقويمات رمضان، وجهزن اواني الحديدة لسفرة رمضان والألعاب والملابس الجديدة للاطفال لهذا الشهر، ونظفن منزلهن من أعلى إلى أسفل، واشترين بالفعل هدايا العيد!
يمكن أن يكون الأمر محبطاً بعض الشيء. حتى قبل أن يبدأ رمضان، تشعرين بأنك قد فشلت بالفعل.
حسناً، أنا هنا لأخبرك أن هذا النوع من التحضير لرمضان مفيد وجميل، إلا أنه ليس ضرورياً. لا تحتاجين إلى القيام بأي من هذه الأشياء لخلق تجربة رمضانية هادفة وجديرة بالاهتمام لأطفالك.
كل ما تحتاجينه حقاً هو أن تكوني سعيدة مع أطفالك خلال الشهر، فعندما تكونين سعيدة وتملئين منزلك بطاقتك الإيجابية، فأنت تخلقين جواً بهيجاً. هناك أنشطة سهلة ومجانية في رمضان هذا العام، مثلاً دعي أطفالك يتذكرون تلك الأجواء المبهجة؛ التي جلستِ فيها معهم أكثر، واستمعت إليهم أكثر، وأخبرتهم فيها قصصاً ولعبت معهم.
هذه هي الأشياء التي ستترك لهم تجربة إيجابية في رمضان. وهنا سنذكر لك أنشطة بسيطة وسهلة يمكنك القيام بها مع أطفالك خلال شهر رمضان.
لن تتعبك أثناء الصيام، فهي مجانية وغير مكلفة ، ويمكن القيام بها بسهولة مع الأشياء الموجودة بالفعل في منزلك.
وقت القرآن
ليس رمضان هو الوقت المثالي للأطفال لمعرفة المزيد عن القرآن وحفظه وقراءته. لكني أريدك أن تبتعدي عن الطريقة التقليدية والأفكار المسبقة لحفظ سور القرآن، أريدك أن تجعلي هذا الوقت ممتعاً ومحفزاً
من خلال لعب الألعاب البسيطة كعائلة، حتى يرغب طفلك في قراءة وحفظ القرآن أكثر من أي وقت مضى!
مثال على لعبة كهذه يجلس جميع الأطفال في دائرة ويقرؤون نفس السورة. يأخذ كل شخص دوره لقراءة آية واحدة. عندما يقول الشخص الذي يقرأ كلمة معينة، أو حرفاً معيناً، أو قاعدة التجويد، يتعين على اللاعبين الآخرين الوقوف.
هذه الأنواع من الألعاب ستجعل أطفالك متحمسين للقرآن، ويتعلمون المزيد من اللغة العربية والتجويد والحفظ أثناء اللعب.
ليساعدوك في أعمال المنزل
لان الصيام يجعل المهام المنزلية صعبة في بعض الأحيان. خلال شهر رمضان، شجعي أطفالك على القيام بأدوار معينة داخل الأسرة. بدلاً من إخبارهم بأنه "يتعين عليهم فعل شيء الآن لأنك متعبة"، أخبريهم كم أنت متشوقة لرؤيتهم وهم يتحملون المسؤولية وأنهم أصبحوا أكبر سناً وأكثر. هذه الطريقة في الكلام معهم، تبدو أقوى على مسامعهم.
إذا استطعت، اختاري الأنشطة التي يتعين عليهم القيام بها مثل مساعدتك في تحضير الطعام، أو التنظيف بعد الوجبة. ثم ترتيب المائدة، سيتعلم الأطفال أنهم جزء مهم من الفريق. فالمهام التي يقومون بها بشكل مستقل تماماً ستساعد في تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
اشغليهم بالألعاب المخبأة
على الرغم من أنه قد يكون من الرائع شراء ألعاب وكتب جديدة في رمضان، لتقديمها لأطفالك في اليوم الأول، إلا أن الكثير من الناس ليسوا في ظرف يمكنهم القيام بذلك.
بدلاً من ذلك، أود أن أشجعك على تطبيق نظام تناوب لعبة / كتاب في منزلك. قبل حلول شهر رمضان، ضعي بعض ألعاب الأطفال بعيداً عن الأنظار، وأعيديها مرة أخرى في أول يوم من رمضان، ولاحظي تعلقهم بها من جديد، وإذا كان لديك ما يكفي من الألعاب، يمكنك إخراج الألعاب "الجديدة" كل أسبوع.
أنت بهذا لست بحاجة إلى شراء أي شيء، وفي الوقت نفسه تحققين أقصى استفادة مما لديك بالفعل
شاركيهم أنت أو والدهم الصلاة
حوّلي ركناً من منزلك إلى مساحة جذابة للصلاة. يمكنك القيام بذلك من دون الحاجة إلى شراء أي شيء. استخدمي سجادة الصلاة أو البسط الموجودة في الزاوية. واستخدمي شيئاً ما لتقسيم المساحة جزئياً، مثل خزانة كتب قصيرة أو شاشة لفصل مساحة الصلاة عن باقي الغرفة.
يجب أن يكون للأطفال أدوار في ركن الصلاة. دعيهم يقررون من سيكون الإمام ومن سيدعو الأذان ومن سيحافظ على المكان مرتباً. وغيري الأدوار بينهم، اعتماداً على أعمارهم، ربما لن يلتزموا بجميع الصلوات، لكن صلاة واحدة على الأقل كل يوم للأطفال الأصغر سناً تكون كافية، انضمي إليهم في تلك المساحة أحياناً، ولكن تأكدي من طلب الإذن منهم أولاً!
فكرة مشابهة ربما تكونين قد شاهدتها على الإنترنت هي إقامة خيمة اعتكاف في العشر الأواخر من رمضان. في خيمة لعب بسيطة، ضعي كتب الأطفال الإسلامية والمسابح، وأي شيء آخر قد يحتاجون إليه، وامنحيهم حرية استخدام هذه المساحة كما يرون مناسباً.
استخدمي الموارد الرقمية
هناك وفرة من الموارد والتطبيقات عبر الإنترنت المتوفرة في السوق اليوم. الكثير منها مجاني، أو غير مكلف للغاية. أنا من رأيي أنه في الاعتدال والإشراف، يمكن أن يجعل لوقت الشاشة فوائد كبيرة لأطفالك.
أفضل مثلاً تطبيق قصص الإسراء والمعراج، الإسلامية. إنه مفيد جداً، ويهدف التطبيق في المقام الأول إلى تعليم الأطفال اللغة العربية والقصص القرآنية والأخلاق الإسلامية.