هاجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب مرة جديدة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، شاتما إياه خلال مؤتمر لمانحي الحزب، وفق ما أفادت وسائل إعلام أمريكية الأحد.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الملياردير الجمهوري وجّه انتقاداته الأخيرة ليلة السبت خلال خطاب ألقاه في فلوريدا حيث يقيم.
بدورها، أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس السابق استشاط غضباً ضدّ حليفه السابق على خلفية عدم مساندته له في منع التصديق الرسمي على نتائج الانتخابات الرئاسية في 6 كانون الثاني/يناير.
اقرأ أيضاً : في غياب ترمب.. المعلومات السياسية المضللة تتراجع حتى الآن
وفاز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات، غير أنّ ترمب يصرّ على أنّ الاقتراع شابته عمليات تزوير، من دون إبراز أي دليل.
وكانت القطيعة قد وقعت بين الرجلين في شباط/فبراير الماضي إثر وصف ترمب لماكونيل بأنه "سياسي عبوس متجهم"، مضيفاً أنّ الحزب الجمهوري سيكون خاسراً بوجود مسؤول مثله بين قادته.
وسبق أن تعاون الملياردير الجمهوري بشكل وثيق مع عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي لمدة أربع سنوات. بيد أنّ ميتش ماكونيل رأى أنّ الرئيس السابق "مسؤول" عن الاعتداء على مبنى الكابيتول في كانون الثاني/يناير، قائلا إنّ المشاغبين فعلوا ذلك "لأنّ أكثر رجل نفوذاً على وجه الأرض عبّأهم بالأكاذيب".
وأقرّ الحاكم الجمهوري لولاية اركنسو آسا هاتشينسون، عند سؤاله عن تصريحات دونالد ترمب، بأن حزبه كان بإمكانه تجنب الجدل الأخير.
وقال في حديث لشبكة "سي ان ان" الأحد، "في مكان ما، لا يهم حقا ما قاله، ولكن في نفس الوقت في كل مرة يثار الأمر نكون بغنى عنه. نحتاج إلى الوحدة والتركيز سوياً (...) لدينا معارك نقوم بها".
ودعا الرئيس الأمريكي السابق الذي كان يتحدّث السبت إلى أعضاء اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، في منتجع مارالاغو في فلوريدا، إلى وحدة الحزب، في أعقاب خسارته أمام بايدن وفقدان الحزب السيطرة على مجلس الشيوخ.
وكرّر ترمب السبت تأكيده أنه فاز في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، منتقدا في شكل خاص ماكونيل.
وألقى ترمب باللوم على ماكونيل لعدم بذل الجهود لمنع تصديق الكونغرس على فوز بايدن في الانتخابات.
كما انتقد الرئيس السابق، في تصريحاته السبت، زوجة ماكونيل، إيلين تشاو التي كانت وزيرة للنقل في عهد ترمب لكنها استقالت بعد أحداث 6 كانون الثاني/يناير.
وقال ترمب "لقد وظّفتُ زوجته. هل قال يومًا أشكُركَ؟"، قبل أن يسخر أيضا من تشاو بسبب استقالتها.
ثم أضاف ترمب انه يشعر "بخيبة أمل" من نائبه مايك بنس لدوره في التصديق على نتيجة الانتخابات.
وهاجم مرة أخرى العالم الأمريكي الكبير أنتوني فاوتشي، قائلاً إن عالِم الأوبئة "مليء بالتفاهات".
ومن دون أن يأتي على ذكر أكثر من 560 ألف أميركي توفوا جراء كوفيد-19، أشاد ترمب بجمهوريين أمثال حاكم فلوريدا رون ديسانتيس لإعادة فتح ولاياتهم في وقت مبكر، في تحدٍ لنصائح الخبراء.
وخلال اجتماع مارالاغو الذي قال بعض الجمهوريين إنهم كانوا يأملون في أن يُركّز أكثر على مسار الحزب ودفعه إلى الأمام، أعاد ترمب بدلاً من ذلك انتقاده للمسؤولين الجمهوريين في ولايتَي جورجيا وبنسلفانيا الذين رفضوا دعم مزاعمه بأن الانتخابات الرئاسية سُرقت منه.
ولم يحضر ماكونيل اجتماع مارالاغو. وقال لمستشارين إنه لم يتحدث إلى ترمب منذ أشهر وإنه لا يعتزم فعل ذلك أبدًا، حسب صحيفة واشنطن بوست