حكاية الفتاة روان كما ترويها والدتها المقيمة حاليا بالولايات المتحدة قائلة: "إن ابنتها تعرضت لانتهاك من قبل فئة غير قادرة وغير مؤهلة على التعامل مع أصحاب التوحد الشديد في أحد مراكز الرعاية، وأن ذوي الإعاقة من مرضى التوحد الشديد من الممكن أن يأتيهم انهيار سريع وبالتالي الوفاة".
وتضيف والدة روان لـ "رؤيا"، أن ابنتها فقدت أذنيها بسبب الضرب وتساقطت أسنانها بسببه أيضا، وتم الاعتداء على أجزاء أخرى من جسدها تحفظت على ذكرها.
وأشارت إلى أنها تقدمت بطلب هجرة لابنتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الشروط أجبرتها على الذهاب هناك وترك ابنتها في المركز الذي أكدت له أنها ستغيب لمدة شهر أو شهرين فقط، لاستكمال أوراق روان وإجراءات سفرها.
رؤيا تابعت قضية روان مع وزارة التنمية الإجتماعية لتكشف حقيقة ما جرى.
مدير وحدة بدائل الإيواء للأشخاص ذوي الإعاقة، خليفة الشريدة، قال إن الفتاة روان، تقدمت بطلب إيوائها بمركز إيواء حكومي، نظرا لسفرها للولايات المتحدة لأسباب خاصة.
وأضاف الشريدة خلال حديثه لـ "رؤيا" إنه تم قبول الفتاة "روان" نظرا لظروفها الإنسانية في أحد دور الإيواء الحكومية بشكل مؤقت، ونظرًا للمبررات التي تقدمت بها والدتها، رغم عدم انطباق الشروط عليها، كونها لا تحمل إعفاء جمركيا وتعاني من توحد، مشيرا إلى أن هذه الشروط لا تنطبق على المراكز الإيوائية الحكومية.
وأشار إلى أنه تم قبول روان بتاريخ 20-3-2021، وأثناء مراجعتها لإدخالها، صرحت والدتها عبر "الواتساب"، ان لديها ملفات تظهر وجود انتهاكات وإساءات تخص الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث قامت الوزارة بطلب بيان هذه الانتهاكات منها، إلا أنها لم تستجب.
وتابع الشريدة قوله، إن الوزارة قامت بإخطار النيابات العامة، بأن والدة روان لديها ملف تدعي فيه وجود انتهاكات تخص الأشخاص ذوي الإعاقة.
وبين أن المنتفعة دخلت إحدى المؤسسات التابعة للوزارة بتاريخ 20-3-2021، مؤكدا أنه عندما تدخل أي حالة لهذه الدور تكون هناك لجنة قبول تقيم المنتفعة، حيث تقوم أسرة المنتفعة بالتوقيع على تفويض لإدارة المركز باتخاذ الإجراءات الطبية أو الاجتماعية أو تدخل آخر، ثم تقوم هذه الأسرة بالتوقيع على تعهد بالالتزام بأنظمة وتعليمات هذه الدور والمؤسسات.
وبحسب الشريدة، فقد تم إبلاغ والدة روان أنه في دور الإيواء يتم تقصير شعر الفتيات المنتفعات، وهذا متعارف عليه في جميع الدور الإيوائية، مشيرا إلى أنه يوجد ما يزيد عن 250 منتفعة لم تواجه الوزارة مع ذويهم خلافا حول قص شعرهن.
وأوضح أنه يتم تقصير شعر الفتيات المنتفعات لعدة أسباب، منها يتم يوميا حمام المنتفعين في دور الإيواء، وأنهن بحاجة إلى تصفيف شعر وبحاجة للتأكد من نظافته ونظافة المنتفعة، مؤكدا أن هذا الإجراء هو من مصلحة المنتفعة، وضمن البروتوكول المتبع.
وقال إن والدة "روان" طلبت أن يكون شعر ابنتها بما لا يتعدى صيوان الأذن، والتزمت إدارة المركز بذلك، مؤكدا في الوقت ذاته موافقة الأم على هذا الإجراء.
ولفت إلى أن دور الإيواء تتيح لأسر المنتفعات التحدث معهن على شكل اتصال مرئي، مؤكدا أن هذا يدل على انفتاح هذه المؤسسات وتعاونها مع الأسر سواء كانت داخل الأردن ام خارجها.
وبين أن والدة روان قامت بأخذ صورة من الاتصال المرئي معها "سكرين شوت"، وادعت من خلال هذه الصور أن قصة ابنتها غير مناسبة ولا تحترم الإنسانية، على حد قوله.
وأشار إلى أن والدة روان تواصلت مع أحد المدعين العامين في العاصمة عمان، وقامت بإرسال محامية إلى مركز الإيواء.
وأضاف أن المحامية جلست مع إدارة المركز والمنتفعة واطلعت على قصة شعرها، ورأت أن قصة الشعر طبيعية، ولا يوجد أي خلاف بذلك.