قبل خمس سنوات، وبعد تعرضها للتحرش الجنسي، بدأت الفتاة المصرية سماح أحمد تعلم الملاكمة التايلاندية، حتى أصبحت الآن مدربة لفنون الدفاع عن النفس لحوالي 40 شخصا، معظمهم من النساء والفتيات، في مؤسستها الخاصة "أكاديمية الوحوش".
ومن أكاديميتها التي أسستها منذ عام وتقع في منطقة أبو زعبل، على بعد حوالي 30 كم شمال شرق العاصمة القاهرة، قالت سماح: "لن تحتاج الفتيات إلى حمل أسلحة للدفاع عن أنفسهن. يمكنهن استخدام أجسادهن للدفاع".
وأضافت أنها أطلقت على مؤسستها اسم "أكاديمية الوحوش" لأنها تتطلب شجاعة وقوة الوحش لتعلم الملاكمة التايلاندية.
ووجدت دراسة مسحية للأمم المتحدة في عام 2013 أن 99 في المئة من المصريات تعرضن للتحرش.
اقرأ أيضاً : ضبط شخص نشر فيديو على (Tiktok) يحرض خلاله على التحرش بالفتيات
وسنت مصر عام 2014 عقوبات بالسجن لستة أشهر على الأقل أو غرامات لا تقل عن 3000 جنيه مصري (188 دولارا) في جرائم التحرش، بعد الاعتداء على نساء بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة خلال الاحتفالات بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وباتت ضابطات شرطة يقمن الآن بدوريات في أيام العطل الرسمية أو الاحتفالات.
وفي البداية، رفض والدا السماح لها ما تقوم به، قائلين إن فنون الدفاع عن النفس مخصصة للرجال فقط.
لكنها قالت وهي تقف أمام جدار أسود مطلي بظلال بيضاء لنساء يؤدين الركلات العالية ولمقاتلين آخرين في الحلبة: "لقد أصررت على تعلمها بل وتعليم فتيات أخريات".
وتضغط العديد من الشابات المصريات -مثل سماح- من أجل التغيير، حيث تحدث المئات على وسائل التواصل الاجتماعي عن الاعتداء الجنسي، في إطار حملة (أنا أيضا) التي انطلقت عام 2017 في الولايات المتحدة.
ويقول المقاتلون الشباب في الأكاديمية إنه من المهم بالنسبة لهم الشعور بالأمان للعيش بشكل كامل والتنقل بحرية.
وتشارك 26 في المئة فقط من النساء في مصر، مقارنة بـ 79 في المئة من الرجال في القوى العاملة، وفقا لمؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2015 الذي صنف الدولة الواقعة في شمال أفريقيا في المرتبة 136 من أصل 145 دولة من حيث المساواة بين الجنسين.