قال الباحث في شؤون الاحتلال نواف الزرو إن إعادة اعتقال الأسير المحرر مجد بربر بعد 24 وعشرين ساعة من الإفراج عنه، يؤكد أن الاحتلال يريد أن يقول: إننا موجودون، وأصحاب الأمر والنهي، وأن بإمكاننا أن نفعل ما نريد من دون أي رادع.
وأضاف خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا أنه ينبغي أن يكون ملف الأسرى على رأس قائمة جدول أعمال الفلسطينيين، غير أن زخم الأحداث والتحديات، دفع بهذا الملف إلى الخلف، فأصبح ملفًا منسيًا.
وبين أن الشعب الفلسطيني بأكمله الواقع تحت الاحتلال، منذ عام 1967، لكن عند الحديث عن الموجودين داخل السجون والمعتقلات فإن أكثر من مليون فلسطيني دخلوا معسكرات الإعتقال منذ عام 1967 حتى اليوم، وأنهم حكموا بالسجن ملايين السنين، وأن ربع مليون فلسطيني اعتقل خلال الانتفاضة الأولى، وأكثر من مئة وعشرين ألف فلسطيني اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، وأن عدد الاعتقالات الإدارية من دون محاكمات منذ عام 1967 وحتى اليوم تجاوزت خمسين ألفًا.
وأكد أن عدد المعتقلين متغير، فهو يزيد أو ينقص كل يوم، فالشعب الفلسطيني في حالة صراع يومية بخصوص هذا الملف، بل إن رابين قال خلال الانتفاضة الأولى: الصراع الدائر اليوم بين كيانين، الانتفاضة من جهة، و"كانتسؤوت" -أي معسكرات الاعتقال- من جهة ثانية.
وأوضح أن عدد المعتقلين اليوم بحدود 4700 أسيرًا، منهم 135 أسيرة، منهن 12 أم أنجبن أطفالهن داخل سجون الاحتلال، وعدد كبير منهم محكومون بالمؤبد، وأنه يمكن القول أن مئات الـ"مانديلات" فلسطينيًا -نسبة إلى نلسون مانديلا الذي أمضى 27 عامًا في سجون الفصل العنصري بجنوب إفريقيا- داخل سجون الاحتلال، منهم ثلاثة اقتربت مدة اعتقالهم إلى أربعين عامًا، هم نائل البرغوثي، وكريم يونس وماهر يونس.
وتحدث عن تجربته الشخصية في الاعتقال، بوصفه أسيرًا محررًا، فقال إنه اعتقل وهو في السابعة عشرة من عمره، وأن سلطات الإحتلال ألقت به مع المعتقلين الكبار. فعلى الرغم من أن عدد الأطفال الذين اعتقلوا منذ عام 1967 وحتى اليوم تجاوز ربع مليون طفلًا، غير أن الاحتلال لا يخصص سجونًا للأطفال.
وأضاف أنه كان يعتقد أنه لن يخرج من المعتقل حتى يموت، فقد حكم بالإعدام، لكن جرى الإفراج عنه عبر عملية ىتبادل أسرى، مقابل أسرى من الصهاينة كانوا محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
عملية الإفراج عنه، وكيف يمكن إطلاق سراح المعتقلين، تؤكد، كما يقول الزرو أن العدو الصهيوني لا يعترف بالقانون الدولي، ولا بالقرارات الأممية، فهو لا يعرف إلا لغة القوة، لذا فإن الطريقة الوحيدة الناجعة هي تبادل الأسرى.