منذ مقابلة الأمير هاري وزوجته ميغان ميركل في برنامج أوبرا وينفري، ووسائل الإعلام الأمريكية تنشر القصص حول الوضع المالي للزوجين الذين تخليا عن مهامهما الملكية في بريطانيا ليعيشا في الولايات المتحدة.
ومع أن الحسابات المالية للأمير هاري لم تنشر، ويرفض موظفوه الإفصاح عنها لوسائل الإعلام البريطانية، إلا أنه يمكن تقدير تلك الثروة مما هو متاح من معلومات عن تمويل الأسرة المالكة من المنحة الحكومية السنوية والثروات المعلنة للأمير تشارلز ولي العهد ووالد الأميرين ويليام وهاري وما أعلن عن صفقات إعلامية وفنية لهاري وزوجته حتى الآن.
ربما كانت أقرب التقديرات لمتوسط ثروة الزوجين الشهيرين هي أن هاري تبلغ ثروته الآن ما يزيد على 40 مليون دولار، أغلبها نصيبه من تركة والدته الأميرة الراحلة ديانا سبنسر ونصيبه من تركة الملكة الأم التي رحلت وتركت وصية يقال إن الأمير هاري مستفيد منها ضمن آخرين من أفراد العائلة المالكة.
اقرأ أيضاً : ميغان ماركل تتعرض لهجوم شديد من قبل أختها
تركت الأميرة ديانا نحو 30 مليون دولار في صندوق استثمار لولديها ويليام وهاري يؤول إليهما حين يبلغان سن 25 سنة. ويقدر أن نصيب هاري تضاعف، مع زيادة قيمة الصندوق منذ وفاة والدته، ليصبح عند 20 مليون دولار تقريباً. أما وصية الملكة الأم، التي تركت صندوقاً بنحو 140 مليون دولار لدى وفاتها عام 2002، بلغ نصيب هاري منه نحو 10 ملايين دولار.
أما ميغان ميركل، فثروتها من أعمالها الدرامية والسينمائية قبل أن تترك التمثيل فتصل إلى 5.5 مليون دولار.
تمويل مصروفات
قبل تركهما بريطانيا كان تمويل مصروفات هاري وميغان يأتي في أغلبه من ولي العهد الأمير تشارلز ونسبة 5 في المئة فقط من "المنحة الملكية"، وهي ما تدفعه الحكومة سنوياً للعائلة المالكة لتغطية مصروفاتها للقيام بمهامها الملكية.
بحسب الأرقام المعلنة، فإن الأمير تشارلز دفع في العام المالي 2019-2020 (حتى شهر مارس/ آذار العام الماضي) نحو 7.7 مليون دولار لتغطية نفقات ولديه هاري وزوجته ميغان وويليام وزوجته كيت. بالنسبة لهاري وميغان مثل نصيبها من تلك النفقات 95 في المئة من مصروفاتهما السنوية. ليس من ضمن ذلك تكاليف الحماية الأمنية التي كانت تتوافر للزوجين وهما ضمن العائلة المالكة. فقد كانت الحكومة تتحمل تلك الكلفة، والمقدرة بنحو 5.5 مليون دولار سنوياً.
أما ما أنفقه ولي العهد الأمير تشارلز فهو من ثروته الشخصية، والقدر الأكبر منها هو دوقية كورنوول (محفظة من الاستثمارات العقارية والمالية) تدر عليه دخلاً سنوياً يغطي نفقاته على أسرته وولديه ونشاطاته الخيرية وتبرعاته وغيرها.
وظل الأمير تشارلز يمول مصروفات هاري وزوجته لفترة بعد انفصالهما عن العائلة المالكة، لكنه أوقف هذا التمويل بعدما تأكد أنهما قررا البقاء في الخارج نهائياً والتخلي تماماً عن مهامهما الملكية. أما الجزء البسيط من نفقاتهما الذي كانت تغطيه المنحة الملكية فتوقف أيضاً، كما توقفت الحكومة عن تمويل نفقاتهما على الأمن.
المنح الملكية
والمنحة الملكية هي ما تدفعه الحكومة للعائلة المالكة سنوياً لتغطية مصروفاتها، وفي آخر عام مالي معلن بلغت أكثر من 115 مليون دولار. وتمثل المنحة الملكية ما بين 15 و25 في المئة من أرباح العقارات الملكية التي يملكها التاج البريطاني وتحصلها وزارة الخزانة الحكومية سنوياً.
ولمن لا يعرف، فإن العقارات الملكية استثمار ضخم يشمل أغلب المباني الكبيرة في العاصمة لندن التي تؤجر للأعمال والشركات (أغلب تلك المباني التاريخية الكبيرة في ريجنت ستريت على سبيل المثال). تديرها الحكومة وتحصل أرباحها وتدفع نسبة منها لتغطية مصروفات العائلة المالكة. لكن ملكية تلك العقارات تعود للعائلة المالكة وليس للحكومة.
لم يكن غريباً أن يقول هاري في مقابلته مع أوبرا إن العائلة "قطعت عنه المصروف" بعدما ترك مهامه الملكية. فنحو 4 ملايين دولار سنوياً قد لا تكفي لتغطية كلفة الأمن الخاص للأمير وعائلته. أما السكن، فقد أقام هو زوجته في البداية في منزلين ليسا لهما، أولاً في فانكوفر في كندا ثم في لوس أنجليس.
والآن اشتريا بيتاً في كاليفورنيا بنحو 15 مليون دولار، دفعا مقدماً له 5 ملايين دولار وأخذا قرضاً عقارياً بنحو 10 ملايين دولار.
صفقات بالملايين
منذ انفصال الزوجين عن العائلة المالكة وتخليهما عن مهامهما الملكية، أصبحا مستقلين مالياً وبإمكانهما عقد الصفقات والحصول على التمويل التجاري والاستثماري. وبالفعل وقع هاري وميغان عقدين مع شركة البث للفيديو عبر الإنترنت "نتفليكس" وشركة "سبوتيفاي" للموسيقى والصوتيات عبر الإنترنت. وتبلغ قيمة العقدين نحو 100 مليون دولار.
كذلك أصبح الزوجان المشهوران من بين الأعلى أجراً لإلقاء الخطابات في المناسبات المختلفة. وأخيراً ألقى هاري خطاباً في مناسبة لبنك "جي بي مورغان" الاستثماري مقابل مليون دولار. وتقدر بعض وسائل الإعلام الأمريكية أن الزوجين المتقدمين على لائحة المشاهير يمكن أن يحققا ثروة بنحو مليار دولار في غضون عقد من الزمن.
وفي هذه الحالة سيصبح هاري وميغان أغنى من ملكة بريطانيا، التي تقدر ثروتها حالياً بنحو نصف مليار دولار فقط. تلك ثروة الملكة الشخصية، أما ثروة العائلة المالكة كلها فتصل إلى نحو 25 مليار دولار، إذ تضم ملكية واسعة من العقارات والأراضي الملكية مثل دوقية كورنوول ودوقية كمبريدج وغيرها من الدوقيات الأخرى.