دارت عقارب السَاعة دورتها لتنبئ عن الوفاة رقم 41 في صفوف الأطباء، وهم يخوضون حربهم مع فيروس كورونا المستجد ومناوراته عبر طفراته وتحوره من شكل لآخر باحثاً عن ضحايا جدد.
وبين فينة وأخرى يعلن المرض عن انتصار جديد، بيد أنَ الحرب لم تنته بعد فها هو ذا باب التطوع يبحث عن طارقيه بجانب أسرَة المرضى وغرف العزل.
الفيروس وعبر عام كامل عمَق جراح البشرية في أنحاء العالم كافة، وفتح باب مبادرات تطوع الكوادر الطبية لمواجهته بكل الأسلحة المتاحة، لم يكن الأردن من ذلك استثناء بعد أن اقترب عدد الوفيات بسبب هذا الوباء نحو 6 آلاف انسان وأكثر من نصف مليون مصاب.
اقرأ أيضاً : حصيلة وفيات وإصابات فيروس كورونا في الأردن الأحد
ورصدت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الأعباء الصِحية التي تحملها الكوادر الصحية في عدد من المستشفيات الميدانية والمركزية، وارتفاع عدد المرضى المخصص لكل طبيب وممرض ومساعدين لهم وصل الى العشرات في السَاعة الواحد.
وضع وبائي وعوامل عديدة ولَدت ضغطًا كبيرا يفوق القدرات البشرية للكوادر الطبية في الأردن فتح الباب واسعا للبحث عن بدائل ومبادرات تخفف العبء وألم المرضى لعل أبزرها فتح باب التطوع للكوادر الطبية والتمريضية ففي الأزمات والكوارث يتوحد الجميع لوقف الخطر.
دعوات شعبية ونقابية انطلقت؛ لفتح باب التطوع أمام الراغبين للعمل ضمن فرق الدعم الطبية بمستشفيات العزل أو فرق التقصي والمتابعة الميدانية الطبية والحجر الصحي والمستشفيات وانشطة التعقيم المختلفة، فدائرة الوباء تتسع وهناك من يحمل الثقل وحده ويبحث عن من يعينه. قابلتها دعوات على وسائل التَواصل الاجتماعي أطلقتها حسابات أردنية تدعو الأجهزة المختصة فتح باب التطوع للمساعدة بتنفيذ خطة شاملة وواسعة لتعويض النقص الحاصل جراء ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في صفوف الكوادر الطبية والتمريضية مع تطبيق أعلى معايير السلامة والأمان ومكافحة العدوى طبقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، ضمن برنامج تدريبي متخصص وبالتنسيق مع وزارة الصحة وإدارات المستشفيات والمستشفيات الميدانية وتعزيز الجهود التي يتم بذلها منذ بداية الجائحة من طرف القطاعين العسكري والمدني، العام والخاص، وإشراك كافة الأطباء الخواص في مختلف التخصصات.
وأكد أمين عام المجلس التمريضي الأردني، الدكتور هاني النوافلة، ضرورة الاستفادة من خبرات المتقاعدين من مدنيين وعسكريين وهم من يحملون مؤهلات وخبرات ولديهم القدرة على العطاء ويملكون رغبة كبيرة للوقوف مع الإنسان في هذا الظرف الدَقيق. وطالب بإسناد أدوار لكوادر كليات التمريض في الجامعات الأردنية خاصة بحالات الطوارئ بناء على الاحتياجات الفعلية لكل جهة مع إمكانية منحهم شهادات تقدير وشهادات مشاركة للتطوع وتطوير النظام الصحي للحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للمواطن الأردني ودعم الكوادر الصحية واستدامة عملها وتفعيل وتطبيق نسبة عدد الممرضين لعدد المرضى الذي أصدره المجلس.
وأشار إلى أهمية الاحتفاظ بالكوادر التمريضية في أقسامها وعدم نقلها مراعاة للخبرات المكتسبة حسب اختصاصها.
ودعا إلى تكثيف برامج التطوير المهني المستمر وبناء القدرات لدى الممرضين والقابلات والتركيز على عقد دورات مهارات الاتصال والتفاعل والتواصل الاجتماعي وإرجاع من يحملون تخصصات سريرية من المراكز الطبية إلى المستشفيات وبمشاركة عدد من الكوادر المؤهلة والمتميزة في بعض المهام الإدارية لتأهيل قيادات تمريضية في القطاع الصحي.
وقال نقيب الأطباء الأسبق، الدكتور أحمد العرموطي، إنَ الطريقة المثلى لمساعدة وزارة الصحة في ظروف الجائحة وارتفاع نسبة إشغال أسرَة المرضى بهذا الوباء.
وبين أن ذلك ممكناً عبر طلب طلاب كلية الطب في السنة السادسة والخامسة للعمل في وزارة الصحة مع مرضى كورونا بعد إعطائهم المطاعيم اللازمة وتدريبهم لمد أسبوع لكيفية التعامل مع المرض والمرضى وأخذ الاحتياطات اللازمة مقابل مكافأة تمنح لهم واعتبار الفترة التي يقضونها محسوبة من فترة التدريب بعد التخرج، الأمر الذي يوفر المئات من الكوادر الطبية البشرية، وكذلك الأمر للتمريض، حيث يمكن طلاب وطالبات السنوات الأخيرة، وهذا سيوفر المئات من الكوادر التمريضية ويطبق عليهم نفس المكافأة والتدريب.
وطالب العرموطي ديوان الخدمة المدنية توظيف جميع الأطباء وخريجي كليات التمريض المسجلين لديه فوراً دون انتظار الدور أو المكان، مؤكداً أهمية الاستعانة بالأطباء والممرضات والممرضين المتقاعدين ممن لديهم القدرة على العمل والعطاء، وإطلاق مبادرات ونداء للتطوع من المتقاعدين سواء الأطباء أو الممرضات أو الصيادلة بدون أن يؤثر ذلك على قانونية أخذهم راتبهم التقاعدي وإعادة الأطباء المتقاعدين من الاختصاصين للاستفادة منهم كل في مجال اختصاصه.
وبينت رئيسة الجمعية الأردنية للتثقيف الصحي الدكتورة كاترينا أبو فارس، أن التطوع يعتبر ضمن سلسلة الجهود والإجراءات الاحترازية التي يجب أن تتخذها الدولة للحد من انتشار الفيروس وتعزيز الكادر الطبي المتخصص في علاج الوباء.
وأكدت ضرورة التطوع التي تعكس حساً والتزاما مجتمعيا قوياً من قبل المتطوعين للإسهام بدورهم في جهود الدولة في الحد من انتشار الفيروس.
ودعت الى إنشاء رابط للتسجيل حال الرغبة في الانضمام إلى الفريق على أن يكون متاحاً لكافة العاملين والمتقاعدين من المهن الطبية، أو طلبة الكليات الطبية، أو العاملين، وطلبة الكليات غير الطبية، حيث يمكنهم التطوع في كتابة بعض البيانات الشخصية.
وشددت على ضرورة تقديم برامج تدريبية للمتطوعين من القطاعات الداعمة للمنظومة وتدريب المتطوعين الشباب على طرق الوقاية من الأوبئة. وبينت أن التخصصات التي يمكن فتح باب التطوع فيها هي الأطباء والممرضات وأطباء التنفس والصدر وأخصائي علم الأمراض وأخصائي أشعة وممرضات مخدرات وممرضات مكافحة العدوى وأخصائي الإرشاد في حالات الصدمات/الإجهاد وأخصائي الطب الحيوي/المختبر الطبي وأخصائي الأوبئة.
وقالت إن الوضع خطير بالنسبة للنظام الصحي في بلدنا الذي أصبح مهددا بالإشباع من حيث قدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة من مرضى كورونا الذين يحتاجون إلى العناية المركزة.
وأكدت أن قضية الوباء هي قضية وطنية شاملة ومسؤولية مواجهة الوباء هي مسؤولية مجتمعية أيضا لكل مؤسسات المجتمع المدني والهيئات التطوعية.
وقالت يجب أن نتحمل جميعاً المسؤولية لحماية بلدنا وشعبنا، ولا خيار أمامنا إلا بمزيد من الصبر والصمود والالتزام والعمل بروح الفريق الواحد للوصول إلى بر الأمان بإذن الله.
يُذكر أنَ الأردن افتتح مستشفيات ميدانية في أقاليم المملكة الثلاث وحجز أكثر من 10 ملايين جرعة من لقاحات كورونا التي تم إجازتها من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء ومن المتوقع تطعيم خمس ملايين انسان يقيم في المملكة.
وقام ديوان الخدمة المدنية بتعيين عدة دفعات من الكوادر الطبية منذ بدء الجائحة، وتحاول الحكومة عبر سلسلة إجراءات يومية لكسر سلسلة العدوى من بينها فرض حظر شامل يوم الجمعة وإغلاق المنشآت يومياً اعتبارا من الساعة السادسة مساء طيلة أيَام الأسبوع وتقييد حركة المواطنين اعتبارا من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السابعة صباحا.