يحيي الأردنيون الذكرى الـ 53 لمعركة الكرامة الخالدة التي تسطر أسمى معاني التضحية والبطولات، وتتزامن أيضا مع تضحيات الأحفاد الذين يقفون شامخين فى مواجهة خطر وباء كورونا المستجد "كوفيد 19" والذين يعملون على حمايته من هذا الخطر.
وفي ذلك اليوم الأشمّ تتجسد القيم والمعاني السامية، الصبر والنصر والشهادة، تبعث فينا الأمل، وتزيدنا عزاً وفخاراً بشهدائنا الأبرار وأبطال الكرامة الأحرار الذين لبّوا نداء الحق والواجب، فزرعوا في أرض الكرامة نصراً، ورفعوا رايات المجد عالياً، جباه سجدت لربها وجادت بأرواحها، حملت لواء المجد والتضحية.
ولذكرى الكرامة في أنفسنا خلود، ولبوح مسك الشهادة في قلوبنا وفاء وعهود، ومعان وقيم ستظل خالدة فينا، نكبر بها ونسمو، وسيظل أشاوس الجيش العربي قادرين على تحويل الصعاب والتحديات إلى طاقات لا تعرف اليأس والكلل، منطلقين من إيمانهم بربهم ورسالتهم، يقدمون الشهيد تلو الشهيد، يبذلون دماءهم في سبيل الدفاع عن الوطن والأمة، وستبقى معركة الكرامة جزءاً من تاريخنا العسكري الذي نفتخر ونعتز به، وستظل ذكرى الحسين الراحل صانع النصر في يوم الكرامة في قلوب ووجدان الأردنيين الأحرار، وستبقى راياتنا خفاقة وهامتنا لا تنحني إلا لله عز وجل.
معركة الكرامة تاريخ مشرق ونصر وشهادة الكرامة يوم خالد في تاريخ أُمتنا، ولها في نفوس أبناء الأسرة الأردنية الواحدة أعظم الذكرى والاعتزاز والفخار، ففي الحادي والعشرين من آذار سطّر نشامى جيشنا العربي بدمائهم الزكية أروع ملحمة بطولية، وسجلوا أنصع نصر تاريخي على الجيش الإسرائيلي، فحطموا أسطورته وغروره، ونقشت الكرامة الخالدة بطولة جنود الجيش العربي على صفحات التاريخ وعانقت أمجاد أجدادنا في حطين واليرموك وعين جالوت، وظلَّ الجيش العربي عبر تاريخه المجيد المثل للتضحية والبطولة، تفخر به الأمة وتتباهى، فاستحق منّا التبجيل والمهابة.