القيادات النسائية في المحافظات تكافح ضد الانتهاكات والمعلومات المضللة على الإنترنت

هنا وهناك
نشر: 2021-03-04 17:48 آخر تحديث: 2021-03-04 17:48
القيادات النسائية في المحافظات تكافح ضد الانتهاكات والمعلومات المضللة على الإنترنت
القيادات النسائية في المحافظات تكافح ضد الانتهاكات والمعلومات المضللة على الإنترنت

تتضمن المبادرات المجتمعية العيادة القانونية لضحايا الجرائم الإلكترونية، وتدريباً للمواطنين في مجال محو الأمية الرقمية، وحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين، ورسوم متحركة للشباب.

بعد الانتهاء من برنامج بناء المهارات في مجال محو الأمية الرقمية والتفكير النقدي والقيادة، شرعت مجموعة من النساء في الطفيلة في رفع مستوى الوعي بالجرائم الإلكترونية وآثارها على المجتمع، بالإضافة إلى تقديم الدعم المبدئي واتخاذ التدابير الرامية إلى تخفيف الآثار على الضحايا. وفي غضون ثلاثة أشهر فقط، أنشأن "العيادة القانونية الرقمية"، ودربن أكثر من 1000 شخص، وقُمن -بداية من الطفيلة- بتوسيع نطاقهن ليشمل جميع أنحاء البلاد من خلال برنامج إذاعي. قالت شروق الحمايدة، وهي واحدة من بين أربع قائدات للمبادرات: "لقد رأينا تواتر الجرائم الإلكترونية وتأثيرها ليس فقط على الأفراد، بل على عائلاتهم ومجتمعاتهم ككل. وكان علينا أن نفعل شيئًا حيال هذا الأمر." وكجزء من مبادرتهن، أطلقت الحمايدة وزميلاتها الناشطات برنامجًا إذاعيًا مدته شهرين بعنوان العيادة القانونية الرقمية، وتم بثه عبر محطتان إذاعيتان محليتان، إذاعة جامعة الطفيلة التقنية وإذاعة فرح الناس. أجرت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال مداخلة هاتفية خلال حلقة الأسبوع الماضي، مؤكدة على أهمية المبادرة في رفع مستوى الوعي حول الجرائم الإلكترونية وتأثيرها على المجتمعات المحلية، و"تزويد الشباب، المعرضين بشكل خاص لتأثيرات الإنترنت التي تكون في بعض الأحيان سلبية، بالأدوات التي يحتاجون إليها لحماية أنفسهم".

إن مبادرة "العيادة القانونية الرقمية" التي ينفذها مركز تنمية المجتمع في الطفيلة "الصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد)"، وهي واحدة من ضمن خمس مبادرات مجتمعية تديرها حاليًا القيادات النسائية في إطار مشروع العائلات في العصر الرقمي (فضاء) الذي تُنفذه منظمة IREX، وهي منظمة عالمية للتنمية والتعليم (www.irex.org)، وذلك بالشراكة مع حكومة كندا. تقول السيدة دونيكا بوتي سفيرة دولة كندا لدى الأردن: "الفجوة الرقمية بين الجنسين هي واحدة من أبرز مظاهر عدم المساواة، فهي تهدد السلام والتنمية على مستوى العالم. لا يقتصر الأمر على أن النساء والفتيات يتمتعن بفرص أقل للوصول إلى للإنترنت وفرص أقل لتطوير المهارات الرقمية، بل يتم استهدافهن وتعرضهن لاعتداءات عبر الإنترنت بشكل مجحف". تقول السفيرة أيضًا أن الرقابة على الإنترنت والاعتداءات الرقمية والمضايقات والمساس بالسمعة من شأنهم أن يُثيروا مخاطر أشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي في العالم المادي.

 تساعد المنهجية المُتبعة في مشروع "فضاء" الأشخاص على استهلاك المعلومات ومعالجتها بشكل ناقد، والتعامل مع المعلومات بمزيد من المسؤولية، والمساهمة في وقف انتشار خطاب الكراهية والقصص المؤذية وأنواع أخرى من المعلومات المضللة. يُطلق على نهج IREX الرائد في محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية اسم "تعلم أن تميز" (Learn to Discern) أو L2D باختصار. ووفقًا لكريستين لورد، المديرة التنفيذية ورئيسة مؤسسة IREX "إن L2D يُعلم السلوكيات القائمة على المسؤولية والتي يحركها التعاطف من أجل تبادل المعلومات، والتي تعتمد على التفكير النقدي والإدراك العاطفي والتنظيم الذاتي لمساعدة الأشخاص على تعزيز القدرة على مواجهة الاحتيال." أضافت الدكتورة لورد أن مؤسسة IREX تقدم العديد من التعديلات على L2D في جميع أنحاء العالم في مبادرات الصحة العامة والفصول الدراسية والمناهج الدراسية والمكتبات والمراكز المجتمعية وبرامج الزمالة والشبكات الخاصة بالأقران.

بدأ مشروع فضاء في عام 2018، وقام بتكوين مجموعة من الميسّرات من النساء ذوات الخبرة، اللائي قُمن فيما بعد بتدريب نساء أخريات في مجتمعاتهن على المهارات الأساسية للقيادة والمشاركة، بما في ذلك محو الأمية الرقمية والسلامة على شبكة الإنترنت و L2D. وقام مشروع فضاء على مدى السنوات الثلاث الماضية بتدريب أكثر من 60 ميسرة في 10 محافظات، واللائي قُمن بدورهن بتدريب أكثر من 4000 امرأة. وزادت هذه التدريبات من دعم النساء في أداء دورهن بوصفهن مؤثرات قوية وإيجابية على الشباب في أسرهن ومجتمعاتهن المحلية. وبالإضافة إلى "العيادة القانونية الرقمية" في الطفيلة، فإن المشارِكات في مشروع فضاء يقُمن بتنفيذ أربع مبادرات مجتمعية أخرى للنهوض بالمواطنة الرقمية، والتصدي للمعلومات المضللة، ومكافحة الانتهاكات التي تحدث عبر الإنترنت والجرائم الإلكترونية، ولاسيما التي يتعرض لها النساء والشباب.

 تقوم مبادرة "علمني" في إربد بتعليم النساء كيفية استخدام المنصات الإلكترونية الأساسية وإنشاء محافظ إلكترونية، وهي مورد مهم عندما يستخدم الكثير منهن منصات إلكترونية لأول مرة في ظل جائحة كورونا. يُساعد التدريب الذي تقدمه جمعية نشميات إربد الخيرية في التنقل عبر المنصات الرسمية لتنفيذ الاحتياجات اليومية بشكل آمن ومضمون. 

 بدأت حملة "هذا أنا" الاجتماعية، التي تم إطلاقها في جرش، من إدراك أن إساءة استخدام الصور وتحرير الصور لم يكن له آثار نفسية اجتماعية فحسب، بل كان له أيضًا آثار مادية على الشباب، وخاصة الفتيات. تعاونت القيادات النسائية مع الجمعية الأردنية للتنمية البشرية في جرش لتوفير دورات تدريبية بشأن كيفية اكتشاف الصور المعدلة والمضللة، وتقديم جلسات بقيادة خبراء نفسيين اجتماعيين لتسليط الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الصور للتحريض على خطاب الكراهية، وكيف يؤثر ذلك الشباب.

 وفي السلط، يقوم "نادي الأفلام" بالشراكة مع منظمة موسى الساكت للتنمية، بتزويد الشباب بالتثقيف الإعلامي والتدريب على الإنتاج الإعلامي لسيناريو وتصوير وتحرير مقاطع الفيديو الخاصة بهم، مع تسليط الضوء على قضايا مثل التنمر عبر الإنترنت وخطاب الكراهية والتنميط. يعمل الفريق على إنشاء سلسلة من مقاطع فيديو رسوم متحركة قصيرة كجزء من هذه المبادرة وبهدف وصول نصائح التثقيف الإعلامي إلى جمهور أصغر سنًا. وسوف يعرض الكارتون مفاهيم التثقيف الإعلامي والسلامة الرقمية باستخدام موضوع "الفضاء"، وهو مستوحى من اختصار البرنامج "FADA"، والذي يعني باللغة العربية "الفضاء".

 وأخيرًا، قامت اثنتين من القيادات النسائية بإطلاق مبادرة "لنحميهم" في جرش والطفيلة، وكان الهدف من هذه المبادرة هو توعية كل من مقدمي الرعاية والأطفال على حد سواء بمخاطر الإفراط في استخدام الانترنت وسوء استخدامه. توفر المبادرة ورش عمل عبر الإنترنت مع مجموعة من الضيوف بما في ذلك المعلمين وأطفال المدارس واللاعبين المحترفين والخبراء النفسيين الاجتماعيين الذين يتناولون الأسئلة والموضوعات التي اقترحها أفراد المجتمعات المحلية حول عادات الإنترنت ووسائط الإعلام الصحية للأطفال.

 

أخبار ذات صلة

newsletter