تحيي مدينة ووهان السبت مرور سنة على فرض تدابير عزل صارمة استمرت 76 يوما للحد من فيروس كورونا المستجد الذي يواصل تفشيه في أماكن أخرى، في وقت حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن حصيلة الوباء في الولايات المتحدة قد تتخطى 600 ألف وفاة.
اقرأ أيضاً : خبراء "الصحة العالمية" يصلون إلى ووهان لتحري منشأ كورونا
وازدحمت شوارع ووهان بسيارات المواطنين وعربات النقل العام واكتظت ارصفة المارة، ما يؤكد حجم التعافي في المدينة الكبيرة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة ورصدت فيها أولى الإصابات بالفيروس قبل أن يجتاح العالم.
ويتسارع انتشار الفيروس في دول أخرى. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن نسخة جديدة ظهرت في المملكة المتحدة قد تكون أكثر فتكا وعدوى من تلك التي هددت ووهان قبل عام.
وصرح جونسون في مؤتمر صحافي "إضافة إلى أنه أسرع انتشارا، يبدو الآن أن هناك بعض الأدلة على أن النسخة الجديدة (...) قد تكون مرتبطة بدرجة أعلى من الوفيات".
وجاءت الأنباء القاتمة في وقت سجلت بريطانيا حصيلة وفيات بكوفيد-19 هي الأعلى، في أعقاب ارتفاع عدد الإصابات والاستشفاءات منذ رصد النسخة المتحورة في جنوب شرق إنكلترا في أيلول.
وحصيلة الوفيات التي بلغت 95981 على مستوى البلاد، هي الأعلى في أوروبا.
في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا في العالم، توقع الرئيس الجديد ارتفاع حصيلة الوفيات بالفيروس وأعلن عن زيادة المساعدات الفدرالية.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي "انتشار الفيروس يتفاقم. عدد الوفيات الآن 400 ألف، ويُتوقّع أن يتجاوز 600 ألف".
على مستوى العالم أودى الوباء بأكثر من مليوني شخص وأصاب عشرات الملايين ووجه ضربة قوية للاقتصادات.
وبرزت أدلة جديدة على عمق الضرر الذي لحق بالاقتصاد العالمي. فقد أظهر مؤشر مديري المشتريات الذي يتم تتبعه عن كثب أن أوروبا في طريقها إلى ركود جديد فيما تعاني أمريكا اللاتينية من أكبر انخفاض في حجم التجارة الخارجية منذ الأزمة المالية العالمية.
- تتبع المنشأ -
في ووهان لا يزال فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية في العزل في فندق قبل بدء مهمة للتحقيق في منشأ الفيروس، وقالت المنظمة إنه من المبكر جدا التوصل إلى أي استنتاجات حول ما إذا كان الوباء ظهر بالفعل في الصين.
وقال مدير برنامج الطوارئ في المنظمة مايكل رايان خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن "جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة". وأضاف "من المؤكّد أنّه من المبكر جدّاً التوصّل إلى نتائج دقيقة حول مكان ظهور هذا الفيروس، داخل الصين أم خارجها".
وتترقّب الصين تدقيق فريق الخبراء العاملين لدى منظّمة الصحّة العالميّة والعناصر التي سيُضيفونها إلى روايتها المتعلّقة بالفيروس، خصوصاً أنّها روّجت شيئاً فشيئاً لفكرة أنّ الوباء بدأ خارج حدودها.
وفيما باتت تدابير العزل التي فرضت على أهالي ووهان قبل عام من الماضي، أعلنت هونغ كونغ أول إغلاق مرتبط بالوباء وطلبت الحكومة من آلاف المواطنين لزوم منازلهم في وقت تكافح السلطات تفشي المرض في واحدة من أفقر مناطق المدينة وأكثرها اكتظاظا بالسكان.
ويمنع أي شخص مقيم في المباني السكنية في حي جوردان من مغادرة شقته ما لم يبرز نتيجة فحص تثبته عد إصابته بكوفيد-19. وتقول وسائل إعلام محلية إن حي جوردان يضم 150 مبنى يسكن فيها ما يصل إلى تسعة آلاف شخص.
وتبدأ دول في أنحاء العالم فرض تدابير جديدة السبت، ومن بينها هولندا التي تستعد لتطبيق أول حظر تجول منذ الحرب العالمية الثانية.
والحظر الذي يستمر حتى 19 شباط يمنع المواطنين من مغادرة منازلهم بين الساعة 21,00 والساعة الرابعة والنصف، تحت طائلة دفع غرامة تبلغ 95 يورو (115 دولارا).
في العاصمة الكولومبية بوغوتا، تُطبق تدابير حجر لثالث عطلة أسبوعية على التوالي، ما يعني إغلاق جميع المتاجر الأساسية في المدينة التي تضم ثمانية ملايين نسمة، من الجمعة الساعة 20,00 ولغاية الإثنين الساعة الرابعة.
- نشر اللقاحات -
فيما تتسارع عمليات نشر اللقاحات في أنحاء العالم، أعلنت الحكومة المجرية الجمعة أنها توصّلت إلى اتفاق لشراء مليوني جرعة من لقاح "سبوتنيك-في" الروسي ضد كوفيد، رغم أن الاتحاد الأوروبي لم يوافق عليه بعد.
وعن اللقاحات المختلفة قال رئيس الحكومة فيكتور أوربان "لا فرق إن كانت الهرة سوداء أو بيضاء اللون طالما أنها تمسك بالفأر"، رغم قلق بعض الخبراء إزاء نشر اللقاح الروسي قبل إجراء تجارب سريرية واسعة.
في الوقت نفسه تنتظر البرازيل تسلم مليوني جرعة من لقاح آخر طورته شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا مع جامعة أكسفورد.
وتكرر منظمة الصحة العالمية التحذير من أن دولا غنية تستأثر بالفيروس.
لكن أعلن نبأ سار للدول الفقيرة الجمعة. فقد ذكرت منظمة الصحة ومجموعة فايزر الهعملاقة لإنتاج الأدوية عن تأمين 40 مليون جرعة أولية من لقاح فايزر/بايونتيك من خلال منصة كوفاكس العالمية للقاحات.
وقال الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "لا يمكننا القضاء على الوباء في أي مكان إلا إذا قضينا عليه في كل مكان".
وفي اتفاقية منفصلة تم التوصل إليها برعاية وكالات دولية تعمل مع منظمة الصحة العالمية، سيتم تزويد دول نامية بعشرات ملايين الفحوص السريعة لاختبارات المستضدات بنصف السعر العادي البالغ 5 دولارات.