دشن بشار المصري ومحافظة سلفيت، أول منطار زراعي في منطقة سلفيت، ضمن فكرة مشروع إحياء المناطير الزراعية التي تم تمويلها من مبادرة "عالأرض"، وقد أشرف المبادرون نصرة عزريل، وعبد الرحمن اشتية على تنفيذ المشروع الذي كان أحد أفضل 6 أفكار طابقت الشروط والمعايير التي تم الإعلان عنها ضمن الدورة الأولى من المبادرة في أيلول 2020.
وتشكل "المناطير" الزراعية واحدة من أنماط العمارة التقليدية الملهمة في الريف الفلسطيني، والتي تبنى منذ مئات الأعوام لحراسة الأرض وجني الثمار، وباتت اليوم مهددة بالاندثار.
تم الانتهاء من أول منطار زراعي في المنطقة الشمالية من محافظة سلفيت، على أرض ملاصقة لجدار الفصل والتوسع العنصري تطل على مدينة سلفيت بالكامل؛ بهدف حماية الأرض من مصادرة الاحتلال واعتداءات المستوطنين المتكررة، وذلك لتشجيع المزارعين على استصلاح أراضيهم في المنطقة وحمايتها من خطر الاستيطان.
واستخدم في بناء جدران وأرضية المنطار حجارة الأرض الموجودة في الموقع كنظام عامودي حامل، دون استخدام أي إسمنت، معتمدة بذلك على قوة تماسك الحجارة بين بعضها، بنفس الطريقة التي كان يتم بناء المناطير الزراعية الفلسطينية قبل مئات السنوات.
من جهته، قال بشار المصري "بدأت مبادرتنا بتحقيق أهدافها على الأرض، من خلال الأفكار الخلاقة للمتطوعين الذين أصروا على مقاومة الاحتلال ومواجهة الاستيطان، بطرق جديدة ومبتكرة، مثل المناطير وانتشارها في فلسطين هو النجاح الحقيقي لتكون سببا في إعمار الأرض وحمايتها".
بدورها، قالت منسقة المشروع نصرة عزريل إن الفكرة جاءت كون طبيعة محافظة سلفيت مستهدفة من قبل المستوطنين ومحاصرة بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري، والمزارعون لا يستطيعون استصلاح أراضيهم بسبب هجوم المستوطنين عليهم بشكل دائم ومحاولة تخريب مزروعاتهم والأرض التي بحاجة إلى حماية وحراسة دائمة.
وأضافت عزريل "أن المناطير تفسح المجال للمزارع للتواجد الدائم في أرضه، وتكون مكانًا آمنًا لتخبئة المعدات الزراعية وللراحة خلال فترة النهار، وعندما تقدمنا بالفكرة لمبادرة "عالأرض" التي أعلن عنها بشار المصري حصلنا على كافة الدعم لإعادة إحياء هذا الموروث الفلسطيني القديم، وتم تسخير كافة الإمكانيات لنا للوصول اليوم إلى إنهاء أول منطار في سلفيت لحماية الأرض".
وأعربت عن شكرها لبشار المصري على تقديم كافة الدعم والتسهيلات من خلال مبادرة "عالأرض" للفريق والمزارعين، لما لذلك من أثر كبير في نفوسنا وأصحاب الأراضي في المنطقة، وقناعتنا دائما أن هذه الأراضي ملكنا حتى لو تعرضنا للمضايقات وسنعمل جاهدين على دعم تراث آبائنا وأجدادنا، عبر إعادة احياء التقاليد الزراعية الفلسطينية، وترسيخها في أذهان الجيل الشاب لتعزيز ارتباطهم بالأرض وتعزيز ثقافة العمل التطوعي والجماعي.
يشار إلى أن مبادرة "عالأرض" فتحت الدورة الثانية لاستقبال الأفكار الجديدة التي تسهم بحماية الأرض والناس من الاستيطان، عبر تسجيلها من خلال الموقع الرسمي (www.3alard.ps)، وسيتم تقديم كل الدعم والمساندة لجميع الأفراد والجماعات لتطبيق الأفكار التي تسهم بحماية الأرض.