شدّد سفير النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الكاتب الإنكليزي نيل غايمان على أن العالم يجب ألاّ ينسى محنة اللاجئين السوريين خلال فصل الشتاء رغم الاضطراب العالمي الناجم عن جائحة كورونا.
واعتبر كاتب قصص الخيال الحائز جوائز عدة أن فيروس كورونا المستجد كشف عن نقاط ضعف في قدرة الحكومات على الاستجابة للأزمات، وينبغي أن يكون بمثابة تذكير بأن اللاجئين هم أناس عاديون عليهم أيضاً أن يواجهوا الاضطرابات.
اقرأ أيضاً : تعرف على تصنيف شدة المنخفضات الجوية في الأردن
وقال غايمان لوكالة فرانس برس خلال مساهمته في مؤتمر إطلاق الأمم المتحدة نداء لدعم اللاجئين في الطقس البارد "اذا استفحل أي شيء في العام 2020 فهو اننا بتنا جميعاً على بعد خطوة واحدة من أن نكون لاجئين".
وأضاف المؤلف المعروف بسلسة كتب مصورة مثل "الآلهة الأميركية" و"رجل الرمل" وسواهما "كانت لدينا جميعاً خطط للعام 2020 ولكن القدر سخر منا وأعطانا عاماً مختلفاً تماماً"، ملاحظاً أنها "حكاية معظم اللاجئين أيضاً... لكن الامور لم تسر على ما يرام".
ولغايمان قصيدة بعنوان "ما تحتاجه لتبقى دافئاً" ألّفها مستفيدأً من شهادات متابعيه عبر "تويتر"، وتعاون كذلك مع مئات المتابعين والفنانين لإصدار نسخة رسوم متحركة منها.
وحذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين من أن شتاء 2020، وهو التاسع لبعض السوريين خارج وطنهم، يُرجّح أن يكون الأكثر قسوة حتى الآن على ستة ملايين لاجئ فروا من بلدهم خلال النزاع المستمر منذ العام 2011.
وستواجه المفوضية صعوبات أكثر في التعامل مع التحديات التي تتكرر سنوياً مثل تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة كون وباء كوفيد-19 أثر بشكل كبير على حملات الإغاثة.
واعتبر غايمان أن "من السهل جداً نسيان أزمة اللاجئين، ومن السهل جداً نسيان أن في العالم اليوم قرابة 80 مليون نازح قسريا". وأضاف "لا يُمكننا أن ننساهم (...) الجو بارد حقاً، بل يصبح أكثر برودة إن كنت تعيش في خيمة".
وأكدت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في بيروت ليزا أبو خالد لفرانس برس أن العام 2020 كان "الأصعب حتى الآن" لمليون لاجئ سوري في لبنان، مشيرة إلى أن الكثيرين كانوا يُصارعون أساساً للنجاة من درجات الحرارة المنخفضة والامطار الغزيرة في مخيمات اللجوء المؤقتة.
وأضافت "أصبحت الحياة أكثر صعوبة جراء التداعيات المدمرة لكوفيد-19".
"الحق في أن أكون هنا"
واستوحى غايمان قصيدته، وفق الامم المتحدة، من أكثر من 25 ألف كلمة تم جمعها من متابعين على "تويتر" كتبوا له عن تجربتهم مع الدفء وهو يبدأه بالآتي: "بطاطس مشوية في ليلة شتاء بارد.. بطانية محبوكة بأصابع والدتك أو جدتك الماهرة.. ابتسامة، لمسة، ثقة، وأنت تدخل مكاناً دافئاً بعيداً عن الثلج.. أو العودة إليه، لتصبغ أطراف أذنيك باللون الوردي".
وعاد غايمان الشهر الماضي ليطرح على المتابعين ارسال اعمال فنية تساعده على إحياء القصيدة عبر الرسوم المتحركة. وجرى إرسال أكثر من 900 عمل فني، وفق المفوضية، من مساهمين، بينهم تلاميذ وفنانو رسوم متحركة. وقد جرى دمج مجموعة من تلك الأعمال في فيلم الرسوم المتحركة الذي يتضمن ايضاً لقطات لغايمان أثناء قراءته القصيدة.
وقال لفرانس برس "يمكن لتويتر أن يكون مكاناً قذراً، يمكن أن يكون أسوأ مكان في العالم، مع ذلك يمكنك في بعض الأحيان أن تكتب: ماذا يعني أن تكون دافئاً؟، ثم تحصل على 25 ألف كلمة من ردود الناس، وكلها تستحضر الذكريات، الطفولة وفرح الانتقال من مكان بارد إلى آخر دافئ".
وينهى غايمان، الذي يتحدث عن أفراد من عائلته قضوا في الهولوكست (المحرقة النازية في حق اليهود)، قصيدته بالقول "لديك الحق في أن تكون هنا".
وقال إن العام 2020 أظهر هشاشة لدى الحكومات الديمقراطية وأنظمة الرعاية الصحية الحديثة، مثلما أظهرت أزمة اللاجئين في أوروبا العام 2015 مدى معاناة الهاربين من الحرب.
وقال غيمان "إذا كان وباء كوفيد-19 ازداد سوءا، وساء أكثر تعامل الحكومات معه، فيمكنني بالتأكيد رؤية عالم يحاول فيه الناس مغادرة المملكة المتحدة والهرب إلى مكان آخر أكثر أمانا".
وأضاف "من الجيد أن نرحّب بالناس، لأنك في يوم من الأيام قد ترغب في أن يُرحب بك أحد".
يمكن العثور على فيلم الرسوم المتحركة وتوجيهات للتبرع لـ"نداء الشتاء" على: