أكد مختصون في مجال التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني والرقمي، أهمية الدعم الحكومي للأشخاص القادرين على صناعة الإنتاج الاعلامي والمنصات والبرامج الالكترونية، ليس فقط بهدف الربح المالي او التوجيه السياسي وانما أيضا للتوجيه الثقافي.
وشددوا على أهمية صناعة منصات جديدة وتطوير منصات موجودة بإضافة المحتوى والمضمون الإعلامي الذي يناسب مجتمعاتنا بحيث يتبع الشباب العربي المحتوى والاعلام العربي ويبتعد عن المحتوى غير المناسب لثقافاتنا، مشيرين الى توفر الإمكانيات التقنية والمالية والأفكار الإبداعية في هذا المجال.
وشارك في حوارية "آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الوطن العربي" التي نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، بالتعاون مع صندوق البحث العلمي في المؤسسة / ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وتم بثها عبر منصة (زووم) وصفحة المؤسسة على (فيسبوك)، الأستاذ المشارك في قسم الإعلام في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جاد ملكي، وأستاذة الإعلام الإلكتروني في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة السالم، وادارها المستشار والمؤلف في مجال بناء الهوية الرقمية وبناء الاستراتيجيات الرقمية خالد الأحمد.
وأشار المشاركون الى مشكلة عدم توفر الدعم الكافي للمبدعين والمبادرين في مجال صناعة وتطوير المنصات الالكترونية، لافتين الى مشكلة هجرة العقول والكفاءات العربية الى الخارج لعدم وجود الدعم للأفكار والمشاريع الريادية والابداعية في هذا المجال.
الدكتور جاد ملكي وهو أحد الفائزين بجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب عام 2019 عن حقل (العلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية) بموضوع "أثار وسائل التواصل الاجتماعي على الوطن العربي"، أشار الى الدراسات العلمية والبحثية التي سبقت جائحة كورونا والتي تطرقت الى التعليم عن بعد من حيث إيجابيات وسلبياته، منوها الى ان جميع دول العالم تقريبا خلال هذه الفترة قد قامت بتجريب هذا النوع من التعليم لأنه جاء كضرورة ووسيلة من وسائل الوقاية والحماية ومواجهة جائحة كورونا.
وقال إن الدراسات أشارت الى أن هذا التعليم ينجح فقط مع فئة معينة من الطلاب على مستوى جامعي عالي كطلاب الدكتوراه والماجستير، ولا ينجح مع الغالبية العظمى من الطلاب لأنهم لا يحصلون من خلاله على كامل المادة التعليمية، كذلك لما تحتاجه من جهد ووقت كبيرين، مؤكدا ان الحل لهذا الموضوع هو التوجه الى التعليم (الهايبرد) وذلك للخروج من الاثار السلبية للتعليم عن بعد الالكتروني.
كما تطرق الملكي الى العقبات والتحديات الكثيرة التي تواجه التعليم عن بعد، والتي منها على سبيل المثال ضعف الشبكة العنكبوتية والكلف المالية الكبيرة على الطلاب وعدم توفر (الانترنت) عند الكثير من الطلاب والمناطق النائية والبعيدة، إضافة الى الضغط النفسي على الطلاب والمعلمين.
وأشار الدكتور الملكي الى أن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت جزءا أساسيا من حياتنا ولا نستطيع الاستغناء عنها لأنها تعطينا تعددية تكنولوجية إعلامية.
من جانبها أوضحت الدكتورة فاطمة السالم، كيفية حماية الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة الى أن خطر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خطر حقيقي، مبينة أن الدراسة التي قامت بإعدادها سابقا حول سلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت انه كلما زادت ساعات استخدام هذه المواقع كلما نقصت الثقة بالنفس أولا مثلما تنقص نسبة الرضى عن الحياة، وهنا يأتي دور الأسرة والأهل التوعوي حول الطرق الصحيحة والسليمة في استخدام هذه المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لحماية أطفالهم كي لا يتأثرون نفسيا واجتماعيا بما يشاهدونه أو يسمعونه من خلال هذه المواقع، وتعليمهم انه ليس بالضرورة كل ما يصدر عن هذه المواقع صحيح.
وحذرت الدكتورة السالم من قضية استغلال الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف صناعة المحتوى الإعلامي والتي أصحبت منتشرة بشكل كبير جدا في عالمنا العربي.
وأكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في كسر الكثير من الحواجز والخطوط الحمراء، وفتحت المجال للحديث في موضوعات لم يكن من السهل التطرق لها سابقا، مشيرة الى أنها أعطت مساحة للمرأة وخاصة الخليجية للتعبير عن رأيها في العديد من القضايا ومنها السياسية والتي كنت غير ممكنة قبل عدة سنوات مضت، كما ساهمت الـ (سوشال ميديا) في فتح المجال للتعبير عن الآراء المختلفة بغض النظر عن الموضوع المطروح من خلالها.
وقالت إن مواقع التواصل الاجتماعي تعطينا مؤشرات أولية عن آراء وتوجهات المجتمع ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه المؤشرات حقيقية وواقعية، لكنها في كل الأحوال مفيدة في قراءة التوجهات والآراء.