دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء الى عدم الوثوق بالأطراف الأجنبية من أجل إيجاد حلول لأي مشاكل قد تواجهها الجمهورية الإسلامية.
وتأتي تصريحات خامنئي في أعقاب فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي أبدى عزمه على "تغيير المسار" الذي اتبعه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب مع إيران، والمتضمن فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وسبق للرئيس الإيراني حسن روحاني أن رأى في فوز بايدن فرصة للولايات المتحدة لتعويض "أخطائها السابقة"، مؤكدا أن بلاده لن تفوّت أي فرصة لرفع العقوبات عنها.
وقال خامنئي "لا يمكن الوثوق بالأجانب وعقد الآمال عليهم في إيجاد الحلول"، وذلك في كلمة نشر مكتبه مقتطفات منها.
وأضاف "لقد جرّبنا مرة مسار رفع الحظر وفاوضنا لسنوات من دون أيّ نتيجة. أما مسار التغلّب على الحظر، فقد يتخلّله في البداية بعض الصعوبات والمشكلات، لكنّ عاقبته حسنة"، وذلك خلال اجتماع للمجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي، بحضور روحاني ورئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.
وأتاح الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل خفض أنشطتها النووية.
وسعت الدول المنضوية في الاتفاق (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين) الى ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني، في مقابل تخفيف العقوبات على طهران.
لكن ترمب عمد عام 2018 الى الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
من جهتها، عمدت الأخيرة بعد نحو عام من هذا الانسحاب، الى التراجع عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
اقرأ أيضاً : إيران تعتبر فوز بايدن "فرصة" لواشنطن للتعويض عن "أخطائها"
ولمح بايدن خلال حملته التي سبقت فوزه في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، الى نيته إعادة بلاده الى الاتفاق، بشرط عودة طهران لكامل التزاماتها.
وفي تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، أفاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ستعود "تلقائيا" الى تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق فيينا 2015، في حال رفع العقوبات.
وحذّر خامنئي الثلاثاء من أن "وضع أمريكا غير واضح، والأوروبيون يتخذون باستمرار موقفاً ضد إيران. يقولون لنا ألا نتدخل في شؤون المنطقة، وهم أنفسهم أكثر من يتدخل بالسوء في شؤون المنطقة".
وتابع "الأشخاص الذين يعقدون بعض الأمل عليهم يعادوننا، في حين أن وضعهم الداخلي ليس واضحاً أبداً، والمشكلات الأخيرة لا تسمح لهم بالتحدث واتخاذ موقف من القضايا الدولية".