التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية الاثنين، شخصيات من محافظات الجنوب، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
وأكد جلالة الملك، خلال اللقاء الذي تناول أبرز قضايا الشأن المحلي، اعتزازه وفخره بالعشائر الأردنية.
وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي، لفت جلالة الملك إلى أن مناطق الجنوب لها ميزاتها وإمكانياتها كما هي سائر محافظات الوطن، مشيراً إلى وجود خارطة زراعية يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها حالياً لتحديد الأماكن الصالحة للزراعة وكميات المياه.
وتطرق جلالته إلى أولوية الاستثمار في مجال الزراعة على مستوى المملكة، لافتاً إلى أن المشاريع الزراعية ستنفذها الدولة بالتعاون مع الأهالي في مناطق المملكة المختلفة، بحيث تعود هذه الاستثمارات بالنفع عليهم وبما يُحقق الأمن الغذائي ويخفف من الفقر والبطالة، مع إمكانية فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار.
وأكد جلالة الملك أهمية الاستفادة من العقول والأيدي الأردنية لمصلحة القطاع الزراعي والتخفيف من الفقر والبطالة، مشيراً إلى أن حماية الاقتصاد أولوية.
وفيما يتعلق بالحملة الأمنية على الأسلحة غير المرخصة، لفت جلالته إلى أهمية فرض سيادة القانون ومساءلة من يُعرض حياة المواطنين وأمنهم للخطر.
وقال رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، خلال اللقاء، إن اللجنة العليا التي تشكلت للخارطة الزراعية ستجتمع خلال الأيام المقبلة، وهي تعتبر من أهم المشاريع الزراعية الهادفة إلى التشغيل والتوظيف على مستوى المملكة.
ولفت الخصاونة إلى أن اللجنة ستناقش هذه الخارطة التي تم تطويرها بتوجيهات ملكية سامية من مؤسسات الدولة المختلفة بصورة شمولية على مستوى المزارع القائمة للمؤسستين العسكرية والأمنية والزراعات ذات القيمة المضافة التي تفتح نوافذ تصديرية.
وفي هذا الصدد، بين أنها ستوجد حلاً أمثل لاستخدام الأراضي الزراعية من قبل المواطنين التي تشملها الخارطة الزراعية ضمن معادلة مدروسة تراعي الاستخدام الأنجع للموارد المائية .
وأشار رئيس الوزراء إلى إمكانية تعظيم مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي من خلال تجاوز التحديات المالية إلى استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة وإعطاء دور للشباب في استصلاح الأراضي لتشغيلهم عبر إقامة مشاريع منتجة وإيجاد فرص عمل إضافية.
وأكد أن الحكومة تعمل على إنجاز حزمة للتخفيف عن القطاعات المتضررة نتيجة جائحة كورونا، خاصة القطاع الخاص بشقيه العمال وأرباب العمل من خلال المحافظة على الوظائف الموجودة واستحداث فرص جديدة من خلال المشاريع الاستراتيجية سواء في القطاع الزراعي أو في الصناعات الدوائية والغذائية.
ولفت الخصاونة إلى أنه تمت مضاعفة أعداد الأسرّة في المستشفيات ويجري العمل حالياً على إنشاء مستشفيات ميدانية كبيرة ومتطورة ستكون جاهزة خلال أسابيع سواء في القطاع الحكومي أو الخدمات الطبية الملكية تغطي مناطق شمال ووسط وجنوب المملكة، بما يرفع القدرة السريرية بنحو 1600 سرير عن القائمة حالياً، إضافة إلى مستشفى ميداني سنتسلمه قريباً من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة .
من جانبهم، أشار الحضور إلى مئوية الدولة الأردنية، مستذكرين التضحيات التي بذلت في سبيل بناء أردن قوي وقادر على تجاوز جميع الأزمات.
وأكدوا أهمية مثل هذه اللقاءات لبحث مختلف القضايا المحلية، مشيدين بالرؤية الملكية المتعلقة بتنمية قطاع الزراعة التي ستعود بالنفع على المواطن الأردني.
ولفتوا إلى أهمية استقطاب الاستثمارات التي ستنعكس إيجاباً على الأمن الغذائي.
ودعا الحضور إلى ضرورة إقامة مشاريع وطنية استراتيجية في المحافظات بإشراف القوات المسلحة للتخفيف من الفقر والبطالة.
ووصف الحضور الوضع الوبائي الذي تعيشه المملكة بـ "الضاغط"، لافتين إلى ضرورة التركيز عليه للحفاظ على حياة الناس، ومشددين على أهمية الالتزام بوسائل السلامة العامة من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.
ودعوا إلى إعادة النظر بقانون الأسلحة والذخائر، ذلك أن القانون لم يُعدل منذ زمن بعيد، مؤكدين أن العشائر الأردنية هي الرديف الأساسي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مؤيدين الإجراءات الحكومية لمحاسبة الخارجين على القانون.
كما دعوا إلى ضرورة بناء رسالة إعلامية واضحة يكون أساسها المصداقية والشفافية، لإعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وعدد من مستشاري جلالة الملك.
ويأتي اللقاء ضمن سلسلة اللقاءات التي يعقدها جلالة الملك مع شخصيات من مختلف مناطق المملكة.