لوحظ في الآونة الأخيرة، كثرة "موت الفجأة" في الأردن، إضافة لما تسببه جائحة كورونا من وفيات آخذة بالزيادة يوميا، وهو أمر قال ناشطون إنه غير مسبوق عليهم.
اقرأ أيضاً : وفاة الشيخ علي الحلبي جراء إصابته بفيروس كورونا
ويقول ناشطون، إنه لم يسبق لهم أن رأوا هذا الكم المفزع من منشورات النعي والموت التي تطوف بها مختلف مناطق الأردن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وباتت آلاف من صفحات التواصل ، تتشح بالحزن والسواد، في أعقاب إعلان وفاة العديد من الشباب فجأة دون سابق إنذار أو مرض ألم بهم.
وتشير الدراسات إلى أن "الموت المفاجئ يغيّب شخصا دون سابق إشارة، قد تظهر عليه الأعراض قبل الرحيل بساعات وقد لا تظهر ويخطفه الموت في دقائق أو أقل، فيعجب الناس من وفاة من كان بينهم بصحة جيدة".
والموت القلبي المفاجئ، بحسب أطباء، هو حالة غير متوقعة من توقف ضربات القلب والدورة الدموية تحدث دون سابق إنذار، مما يؤدي إلى توقف الدم عن الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، وذلك حسب تعريف المعهد القومي الأميركي للقلب والرئة والدم.
وقد تختلف أسباب الموت القلبي المفاجئ، فبحكم التعريف تبدو معظم الأسباب ذات صلة بالقلب، ولكنها ليست بالضرورة ناجمة عن نوبة قلبية، لذلك ينبغي التمييز بينهما.
والموت المفاجئ لا يتعلق في دولة بعينها، فقد كشف تقرير صادم أن المئات من البريطانيين ممن هم دون سن 65 عاماً قتلوا بسكتات دماغية وأزمات قلبية بسبب الإغلاقات المتكررة بسبب جائحة كورونا.
وألقى الخبراء باللوم على توجيهات الحكومات في دول العالم حول البقاء في المنزل، والتي منعت المرضى من طلب المساعدة الطبية.
ومن المرجح أن يرتفع عدد الوفيات مع بداية فصل الشتاء وعودة ظهور الوباء، مما قد يؤدي إلى وضع المزيد من المناطق تحت أعلى مستوى من الإغلاق.
اقرأ أيضاً : وفاة الشاب الصيدلاني نصر الشولي جراء إصابته بكورونا
وفي بريطانيا، سجل المسؤولون ما يقرب من 2800 حالة وفاة بأزمة قلبية وسكتة دماغية بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا في آذار ونيسان الماضي، أي أكثر من المعتاد بمقدار 420 حالة وفاة. وعلى مدى الأشهر الثلاثة التالية، كان العدد أعلى من المتوقع بمقدار 350.
كما لوحظ ارتفاع عدد الوفيات بين المتقاعدين، حيث فقد 976 شخصاً إضافياً بين آذار وأيار حياتهم، أي ما يقرب من 6٪ أكثر من المعتاد.
وقالت سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة في مؤسسة BHF: "نحن نعلم أن هناك عواقب مأساوية للوباء على مرضى القلب والدورة الدموية. تسلط هذه الأرقام الضوء على أن التأخير في الرعاية من المحتمل أن يسهم في وفيات أكثر مما نتوقع. ومن المثير للقلق أننا نشهد استمرار هذا الاتجاه لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا حتى بعد الذروة الأولى للوباء."
وكان الأطباء قد حذروا منذ بدء الإغلاق من أن أعداداً أقل من المعتاد من مرضى القلب والأوعية الدموية كانت تزور المستشفيات.
من جهته قال البروفيسور كريس جيل، طبيب القلب بجامعة ليدز "كان من الممكن منع عدد من الوفيات لو أن المرضى حضروا إلى المستشفى بسرعة بعد معاناتهم من نوبات قلبية أو جلطات دماغية".
وأكد الخبراء، أن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، يجب أن لا تقف عائقاً أمام تلقي مرضى القلب الرعاية الطبية اللازمة، وإبقائهم في قمة أولويات المؤسسات الصحية في جميع أنحاء العالم، وفق ما نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية.