تقام أول صلاة جماعية الأربعاء لافتتاح جامع الجزائر، ثالث أكبر مسجد في العالم والأكبر في إفريقيا، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي، بعد سنة ونصف السنة على الانتهاء من بنائه.
اقرأ أيضاً : نصرة للرسول الكريم.. وقفة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية بعمان.. صور
ويفترض أن يتم الافتتاح بإشراف الرئيس عبد المجيد تبون في حال سمح له وضعه الصحي، إذ إنه أدخل مستشفى في الجزائر من دون ذكر الأسباب.
وقالت الحكومة في بيان إن وضعه "مستقر ولا يستدعي أي قلق". وتمّ ذلك بعد خمسة أيام من العزل الصحي بسبب إصابة موظفين من محيطه بوباء كوفيد19.
وسيتمّ مساء الأربعاء افتتاح قاعة الصلاة في المسجد التي يمكن ان تستقبل 120 ألف مصلّ.
ويمتد جامع الجزائر على مساحة 27,75 هكتارا، وهو بذلك الثالث في العالم من حيث المساحة بعد المسجد النبوي في المدينة والحرم المكي في المملكة العربية السعودية.
أما مئذنته التي يمكن رؤيتها من كل أنحاء العاصمة، فهي الأعلى في العالم، إذ تبلغ 267 مترًا، أي 43 طابقًا، ويمكن الوصول اليها بمصاعد توفر مشاهد بانورامية على العاصمة الجزائرية.
وتمّ تزيين الجزء الداخلي للجامع بالطابع الأندلسي بما لا يقل عن ستة كيلومترات من لوحات الخط العربي على الرخام والمرمر والخشب. أما السجاد فباللون الأزرق الفيروزي مع رسوم زهرية، وفق طابع تقليدي جزائري.
**قبل لحظات**
— عبد الله الجزائري (@abdollahjazairi) October 24, 2020
جامع الجزائر بالمحمدية، أفضل صلاةٍ وأزكى سلامٍ على مَن نُسِبَتْ إليه.
أسأل الله أن يجعل هذا المسجد منارة للإسلام والسنة وأن يغيظ به الكفار وأذنابهم العلمانيين المنافقين. #رسولنا_خط_أحمر pic.twitter.com/3nNeZ15EiJ
وتسبب هذا المشروع الضخم الذي أراده الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة المستقيل منذ 18 شهرًا إثر انتفاضة شعبية عارمة ضده، بجدل كبير في السنوات الأخيرة في الجزائر.
وبدأ الجدل حول المشروع الذي استغرق بناؤه أكثر من سبع سنوات، من اختيار الشركة المسؤولة عن البناء، العملاق الصيني "تشاينا ستايت كونستركشن إنجنيرينغ" التي استعانت بعمال من الصين، الى تكلفته التي بلغت رسمياً أكثر من 750 مليون يورو، أكثر بكثير مما كان متوقعاً، ممولة من الخزينة العمومية.
ويعبّر سعيد بن مهدي، في السبعينات من العمر وأب لشابين في البطالة، عن تذمره، قائلا إنه كان يود أن "تبني الدولة مصانع وتجعل الشباب يعملون" خصوصا أن "هناك مسجدا في كل حي تقريبا".
أما بالنسبة لأستاذ علم الاجتماع بلخضر مزوار، فإن الصرح الديني "لم يُبن للشعب".
ويقول إنه "عمل رجل (عبد العزيز بوتفليقة) أراد منافسة الجار المغربي، وإدراج هذا الإنجاز في سيرته الذاتية من أجل الوصول إلى الجنة في يوم القيامة"، ملخّصا الاعتقاد السائد بين الرأي العام.
وضع لافتات توجيهية للطرق المؤدية نحو " جامع الجزائر " pic.twitter.com/YFjSwz0NK3
— EL BILAD - البلاد (@El_Bilade) October 20, 2020
وكانت مئذنة جامع حسن الثاني في الدار البيضاء في المغرب هي الأعلى في العالم (210 أمتار) حتى الآن.
وأخيرًا أثير جدل أيضا حول حجم الجامع وموقعه في المحيط الحضري للجزائر العاصمة.
هذا هو المسجد. جامع الجزائر الأعظم pic.twitter.com/zBO7MvQLir
— أحمد بن صالح الرماح (@al_rammah) December 24, 2019
ويأسف الأستاذ الجامعي المتخصص في العمران نادر دجرمون، لأن زملاءه في "ابتعدوا عن النقد العمراني والبيئي ليقتصروا على الجدل حول الدين والهوية".
ويوضح أن الجامع "يقع في موقع سيء لأنه معزول عن الاحتياجات الحقيقية للمدينة من حيث البنية التحتية"، منتقدًا "التفاخر" بمثل هذه المشاريع الكبيرة في وقت تحتاج الجزائر إلى هياكل صحية وتعليمية ورياضية.
والشيء الإيجابي الوحيد في نظره هو التصميم العصري للصرح الذي "سيكون بمثابة نموذج للمشاريع المعمارية المستقبلية.