قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن عقار ديكساميثازون الكورتيكوستيرويد لا يزال، في الوقت الحالي، هو العلاج الوحيد الذي ثبت فعاليته ضد كوفيد-19، خاصة للمرضى الذين يعانون من أعراض شديدة للمرض.
وأضاف غيبريسوس، في إحاطة له حول آخر مستجدات جائحة كوفيد-19 في المؤتمر الصحفي الذي عقدته المنظمة مساء اليوم الجمعة، عبر تقنية الاتصال المرئي، أن النتائج المؤقتة من التجارب السريرية لعلاجات التضامن التي تجريها المنظمة، أظهرت أن العقارين الآخرين بهذه التجارب، وهما: ريمديسفير و إنترفيرون، لهما تأثير ضئيل أو معدوم بمنع الوفاة من مرض كوفيد-19 أو تقليل الوقت في المستشفى.
وكانت المنظمة، أطلقت تجربة التضامن لتقييم فعالية أربعة عقاقير لعلاج مرض كوفيد-19، حيث تعد التجربة أكبر تجربة عشوائية محكومة في العالم لعلاجات الفيروس، وتشمل ما يقرب من 13 ألف مريض في 500 مستشفى في 30 دولة، وأعلنت المنظمة في شهر حزيران الماضي عن توقف استخدام عقارهيدروكسي كلوروكين للدراسة، وفي شهر تموز أعلنت أنها لن تقوم بتسجيل المرضى بعد الآن لتلقي مزيج من لوبينافير وريتونافير، وفق غيبريسوس، الذي توقع نشر النتائج الكاملة قريبًا بمجلة علمية رائدة.
وبشأن الإرتفاع في أعداد الحالات المصابة والوفيات بالمرض في أورويا، أشار غيبريسوس إلى أنه في الأسبوع الماضي، كان عدد الحالات المبلّغ عنها في أوروبا أعلى بثلاث مرات تقريبًا مما كان عليه الأمر خلال الذروة الأولى في شهر آذار الماضي، مضيفا أنه وعلى الرغم من أن عدد الوفيات المّبلّغ عنها في أوروبا في الأسبوع الماضي لا يزال أقل من ربع العدد الذي تم الإبلاغ عنه في أسوأ أسبوع في شهر آذار الماضي، إلا أن حالات الدخول للمستشفي تتزايد، حيث أبلغت العديد من المدن أنها ستصل إلى السعة الكاملة لأسرّة العناية المركزة في غضون أسابيع قليلة.
وفي هذا السياق، قالت المتخصصة في علم الأوبئة بالمنظمة ماريا فان كيرخوف، في المؤتمر الصحفي، أن هناك ارتفاعا في عدد الإصابات بكوفيد-19 في 80 بالمئة من دول أوروبا، وهناك 37 منطقة تصنف كبؤر ساخنة في 13 دولة، مشيرة إلى أن المنظمة تتابع الأوضاع في هذه المناطق.
وبشأن الإنفلونزا الموسمية، أشار المدير العام للمنظمة إلى أنه خلال شتاء النصف الجنوبي من الكرة الأرضية هذا العام، كان عدد حالات الإنفلونزا الموسمية والوفيات أقل من المعتاد بسبب التدابير المتخذة لإحتواء كوفيد-19 ، لكن لا يمكننا أن نفترض أن الشيء نفسه سيكون صحيحًا في موسم إنفلونزا نصف الكرة الشمالي.
وأضاف، أن الطلب على لقاحات الأنفلونزا قد يفوق العرض في بعض البلدان؛ لذلك فإن فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتحصين أوصى بأن يكون العاملون الصحيون وكبار السن من بين المجموعات الخمس المعرضة للخطر، هم المجموعات ذات الأولوية القصوى للتلقيح ضد الإنفلونزا أثناء الجائحة، فضلا عن أن هناك أداة أخرى غير مستغلة بشكل كافٍ وهي استخدام مضادات الفيروسات لعلاج المصابين بالإنفلونزا، مشجعا جميع البلدان على استخدام جميع الأدوات المتاحة لها في هذا المجال.