يحتفل العالم اليوم 11/10/2020 باليوم الدولي للطفلة تحت شعار "صوتي، مستقبلنا المتكافئ"، حيث أشارت الأمم المتحدة الى أن الفتيات المراهقات يؤكدن على قوتهن كصانعات للتغيير، وأن مطالبهن لهذا العام تركز على أهمية العيش في بيئة خالية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخالية من الممارسات الضارة ومن فيروس الإيدز، كما يطالبن بتعلم مهارات جديدة، وقيادة جيل من النشطاء والناشطات لتسريع التغيير الاجتماعي.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن الأمم المتحدة تعتبر الفتيات والمراهقات تحديداً، هن من يتصدرن الحركات العالمية ويوجهنها لخدمة قضاياهن كتزويج القاصرات وغياب المساواة في التعليم والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتغير المناخ وإحترام الذات، حيث أثبتن بأنهن قوة كاسحة.
اقرأ أيضاً : كورونا تضاعف العنف والتحرش ضد النساء
1.1 مليار فتاة في العالم
وأكدت الأمم المتحدة على أن هنالك 1.1 مليار فتاة حول العالم يتعاملن يومياً مع التحديات والحواجز مثل زواج الأطفال وعدم المساواة في التعليم والعنف والعدالة المناخية والوصول غير العادل للخدمات الصحية.
وتبرز أوجه التمييز ضدهن من خلال الأرقام الأممية، حيث أن ما يقرب من 1 من كل 4 فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 15-19 عاماً لا يعملن وغير ملتحقات في التعليم أو التدريب، مقابل واحد من كل 10 فتيان من نفس الفئة العمرية.
وتعاني الفتيات من مستويات عالية من الفقر حيث ستعيش 435 مليون امرأة وفتاة على أقل من 1.9 دولار في اليوم بحلول عام 2021، ووقعت 47 مليون منهن في دائرة الفقر بسبب جائحة كورونا. وتتعرض واحدة من كل 3 نساء للعنف الجسدي أو الجنسي كما ارتفعت مستويات العنف ضدهن بسبب جائحة كورونا خاصة العنف الأسري.
أكثر من مليون أنثى في الأردن أعمارهن ما بين 10-19 عاماً
وتضيف "تضامن" بأن عدد الإناث في الأردن واللاتي أعمارهن ما بين 10-19 عاماً بلغ 1.040.640 أنثى ويشكلن 20.9% من مجموع الإناث البالغ 4.966 مليون انثى حتى نهاية عام 2019، وذلك وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة لعام 2019.
سلسلة مؤتمرات للقياديات اليافعات في الأردن: أنا صبية.. قد المسؤولية …. أحلامي كبيرة .. وإرادتي قوية
هذا وتسعى "تضامن" ومنذ تأسيسها إلى العمل مع مختلف أطياف المجتمع وذلك إيمانًا منها بأهمية العدالة وتكافؤ الفرص والحصول على المعرفة وصقل المهارات وإشراك الجميع بتنمية وبناء المجتمع إيمانًا بقدرة كلاً منهم/ن على إحداث التغيير، ومواصلةً باهتمام الجمعية بمختلف فئات المجتمع خاصةً النساء والفتيات وبناءًا على مبادرات الجمعية العديدة السابقة للعمل مع الفتيات والفتيان والشابات والشبان كذلك الطفلات والأطفال جاءت فكرة "مؤتمر القياديات اليافعات" وهو الأول من نوعه في الأردن والذي إستهدف الفتيات ضمن الفئة العمرية 14-17 عاماً في أقاليم المملكة (شمال/ وسط/ جنوب).
وهدفت المؤتمرات الى دعم الفتيات اليافعات من خلال العمل على توفير مساحة آمنة ومنبر لهن يسهم في صقل مهاراتهن القيادية وغرس قيم ومفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان لديهن ويمكنهن من التعبير عن أنفسهن وإسماع أصواتهن، من خلال التركيز على أهمية دورهن في التغيير والتنمية المجتمعية الآن وخلال السنوات القليلة القادمة، ومن خلال إتاحة الفرصة لتشجيعهن على إبداء آرائهن وزيادة مشاركتهن في تحديد أولوياتهن واحتياجاتهن وتحديد سبل التغلب على المصاعب التي يواجهنها وتنفيذ مشاريع ومبادرات تحقق هذه الغاية، وتوجيه طاقاتهن نحو العلم والمعرفة وبناء الذات والثقة بالنفس والمشاركة الفاعلة. وقدمت الفتيات اليافعات مقترحات وحلول عملية قابلة للتطبيق، ووجدت لجنة التحكيم التي استمعت إلى عروضهن أن جميع الأفكار المقترحة هي أفكار مبدعة وريادية والمشاريع المرتبطة بهذه الأفكار هي قابلة للتطبيق ومتميزة.
وفي ضوء الأولويات التي ستنبثق عن هذه المؤتمرات إلتزمت "تضامن" بمواصلة البرنامج والسعي لتنفيذ المبادرات والمشروعات المقترحة من القياديات اليافعات إلى برامج ملموسة على أرض الواقع.
إن التمييز ضد القاصرات يؤثر سلباً على تقدمهن وقدرتهن على ممارسة حياتهن الطبيعية والتمتع بحقوقهن التي أكدت عليها المواثيق الدولية خاصة إتفاقية حقوق الطفل، والعنف الذي يتعرضن له سواء داخل منازلهن أو في مدارسهن أو الأماكن العامة أو العنف الالكتروني، كلها تجعل من حياتهن حياة غير آمنة ومبنية على أسس غير سليمة ستعمل على زيادة فرص تعرضهن للعنف والتمييز وعدم المساواة مستقبلاً.
وتدعو "تضامن" الى الوقوف الى جانب الأسر التي لديها طفلات، من خلال التوعية بأن النساء قادرات على المشاركة في مختلف الميادين الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية والسياسية وأن دورهن في الأسرة لا يقل عن دور الذكور، لذلك فإن "تضامن" تدعو الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني الى التركيز على إصلاح القوانين من خلال تعديل النصوص التي تمييز ما بين الرجال والنساء وصولاً الى المساواة بين الجنسين ووقف الممارسات المسيئة والضارة بهن ، كما وتؤكد على أهمية تغيير النظرة المجتمعية النمطية الداعمة للمواليد الذكور على حساب المواليد الإناث من خلال برامج التوعية الموجهة للأسر، ومن خلال دعهم للنساء والفتيات للإنخراط في مجال التعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية وتقلد المناصب العليا والمشاركة في صنع القرار.
وتؤكد "تضامن" على ظاهرة تزويج القاصرات كأحد أهم الأسباب التي تعيق حصول الفتيات الصغيرات على حقوقهن، ويعرض حياتهن للخطر ويحرمهن من التعليم ومن ممارسة حقوقهن كطفلات، ويفضي الى تلقي الصغيرات لنشاط جنسي في فترة لا يعرفن فيها الكثير عن أجسادهن وصحتهن الجنسية والإنجابية ويتعرضن بسبب ضغوطات عديدة لحمل متتابع مما يحرمهن من تنظيم الأسرة.
يؤثر تزويج الأطفال سلباً على تعليم الفتيات بمستوياته المختلفة حتى الدراسات الجامعية والعليا. ويؤدي تزويجهن المبكر عملياً الى إنقطاعهن عن التعليم وبالتالي حرمانهن من هذا الحق الأساسي من حقوقهن، ويؤثر بشكل مباشر على قدرتهن في الحصول على أعمال ووظائف تساهم في تنمية المجتمع تنمية شاملة ومستدامة، ويضعف قدراتهن الإقتصادية والسياسية والإجتماعية على حد سواء.