بالرغم من الاجراءات التي اتخذتها دول العالم لمواجهة أشرس وباء يهاجم البشرية فيروس كورونا كوفيد -19 خلال العقود الماضية منذ الانفلونزا الإسبانية قبل نحو مائة عام، يبدو أن هجمات الفيروس ستواصل استنزاف الإنسانية بلا رحمة.
فبعد تسجيل 274.699 إصابة حول العالم خلال الساعات الـ 24 الماضية؛ تجاوز العدد التراكمي للحالات 33 مليوناً، فيما خطف الوباء أرواح المليون شخص.
فالسؤال الآن هل باتت دول العالم على عتبة إغلاقات جديدة بسبب تسارع انتشار فيروس كورونا؟
اقرأ أيضاً : ما خطورة تزامن كورونا مع الزكام والإنفلونزا في آن واحد؟
صراع نيودلهي وواشنطن
الهند تجاوز عدد اجمالي الإصابات فيها عتبة ستة ملايين حالة، وفق ما أظهرت بيانات رسمية، في الوقت الذي يستمر الفيروس بالتفشي في أنحاء الدولة الشاسعة في جنوب غرب آسيا.
ومع إعلان وزارة الصحة الهندية الإثنين تسجيل 6,1 ملايين إصابة، باتت الهند قريبة في الاسابيع المقبلة من تخطي الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا في العالم من حيث عدد الإصابات.
وسجلت الهند ايضا نحو 100 ألف وفاة حتى الآن، خبراء الأوبئة في الهند حذروا من أن الأيام القادمة ستشهد مناسبتين يخشى أن تسفرا عن ظهور بؤر جديدة للتفشي المتسارع وهما الانتخابات التشريعية بولاية بهار، حيث من المقرر أن يدلي نحو 72 مليون ناخب بأصواتهم. كما أن هناك مناسبة دينية يحتشد ملايين الهنود للاحتفال بها.
اقرأ أيضاً : وفيات كورونا حول العالم تتجاوز المليون حالة
الثالث والرابع
وفيما حافظت البرازيل وروسيا على المرتبتين الثالثة والرابعة عالمياً على التوالي، لجهة عدد الإصابات (4.7 مليون و1.15 مليون إصابة على التوالي)؛ رسم المشهد الصحي البائس حصاراً من كل الجوانب تفرضه المستعمرات الإسبانية السابقة على إسبانيا، التي تعد من أشد الدول الأوروبية تضرراً من الأزمة الصحية.
وتحتل إسبانيا المرتبة السابعة عالمياً بـ735.198 إصابة، و31.232 وفاة. وتحاصرها كل من كولومبيا، في المرتبة الخامسة عالمياً بـ806.038 إصابات، وبيرو في المرتبة السادسة بـ 800.142 إصابة، و32.142 وفاة. كما تحاصرها المكسيك الثامنة عالمياً بـ726.431 إصابة، و76.243 وفاة، والأرجنتين التاسعة عالمياً بـ702.484 إصابة، و15.543 وفاة.
اقرأ أيضاً : آخر مستجدات كورونا حول العالم
بريطانيا من جديد
وفي بريطانيا، استمر تسارع التفشي مع اقتراب الشتاء. وبات أكثر من ربع عدد سكان الجزر البريطانية قيد الإغلاق والحجر المنزلي. وتنامت المخاوف من أن يطال الإغلاق العاصمة البريطانية.
وتزايدت الضغوط السياسية على رئيس وزراء حكومة حزب المحافظين بوريس جونسون، بسبب الخلاف حول سياساته حيال الأزمة الصحية. واتهمته بعض الصحف على لسان شخصيات مناهضة للتدابير الاحترازية بأنه أضحى فريسة لـ "العِلْم المجنون"، في إشارة إلى امتثاله لمشورة كبيري علماء وأطباء الحكومة، اللذين نصحاه بضرورة اللجوء إلى الإغلاق. وذكرت صحف أخرى أمس أن رئيس الوزراء يعاني صحياً من تبعات إصابته بفايروس كوفيد-19.
وأكدت أنه يواجه أزمة مالية شخصية، وهو أمر نفاه متحدث باسمه. ولتزداد محنته، أكدت نتيجة استطلاع للرأي أجرته صحيفة «الأوبيرفر» أمس تقدم حزب العمال على المحافظين، وتفوق شعبية زعيمه سير كير ساترمر على شعبية جونسون.
اقرأ أيضاً : تطعيم 3 الاف روسي بلقاح مضاد لكورونا
مليون وفاة
وتجاوز عدد الوفيات جراء فيروس كورونا عتبة المليون في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأول عام 2019، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس بالاستناد الى مصادر رسمية.
وبلغ اجمالي الوفيات التي تم تسجيلها رسميا 1,000,009 حول العالم من أصل 33,018,877 إصابات.
والمنطقة الأكثر تضررا هي أميركا اللاتينية والكاريبي بعدد وفيات وصل الى 341,032 من 9,190,683 إصابة.
في هذه الاثناء ، حذّرت منظمة الصحة العالمية الجمعة بأنه "من المحتمل جدا" أن تبلغ حصيلة وفيات كوفيد-19 المليونين في حال عدم القيام بكل ما يلزم.
وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية إن عدد وفيات فيروس كورونا قد يصل إلى مليونين قبل استخدام لقاح ناجح على نطاق واسع وإن العدد قد يصبح أكبر دون عمل منسق لكبح الوباء.
عودة الإغلاقات
سُجلت حتى الآن في أوروبا أكثر من خمسة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد.رغم أن معدل الوفيات لم يعد إلى المستويات التي سُجلت في وقت سابق من هذا العام، إلا أن عدد الإصابات الجديدة ارتفع في الكثير من المناطق وقد بدأت دول عدة إعادة فرض إجراءات إغلاق لوقف انتشار خارج عن السيطرة مجددا.
في إنجلترا تقرر إغلاق جميع المطاعم والحانات على الساعة 10 مساءً.
في فرنسا تم إغلاق جميع المطاعم في مرسيليا المتضررة بشكل خاص في باريس والمدن الفرنسية الكبرى الأخرى، فرض حظر التجول من الساعة 10 مساءً ولأول مرة منذ موجة كورونا الأولى في الربيع تضطر المستشفيات الباريسية إلى إلغاء عمليات ليست ضرورية للغاية.
أما في بلجيكا، خففت الحكومة من الإجراءات على الرغم من ارتفاع أعداد كورونا و قالت رئيسة الوزراء صوفي ويلميس أنه ليس من الضروري فرض ارتداء الكمامة في كل مكان.
في العاصمة بروكسل ، تم تطبيق فرض ارتداء الكمامة حتى الآن في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن العامة. غير أنه اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول ،من المقرر أن يقتصر ارتداءها على الأماكن المزدحمة مثل وسائل النقل العام.