أعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أن الحكومة وفي اطار سعيها لمواجهة تحديات الفقر والبطالة والاستثمار في قدرات الشباب ستعمل على إعادة تدريجية لخدمة العلم بشكل وقالب جديد.
وقال الرزاز خلال كلمته الاسبوعية اليوم الأحد: إن وزارة العمل والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي ستبدآن بوضع الخطوط التفصيلية للتنفيذ التدريجي لخدمة العلم.
كما أعلن رئيس الوزراء أن خدمة العلم ستكون إلزامية في هذه المرحلة لفئة عمرية معينة لا تعمل، وليست على مقاعد الدراسة أو خارج البلاد، وستتضمن معايير سيعلن عنها لاحقا خلال هذا الأسبوع.
ولفت الرزاز إلى توجيهات جلالة الملك المستمرة للحكومة بالعمل على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحسين الوضع الاقتصادي والاستثمار الأمثل للقدرات البشرية المتاحة مع اتخاذ التدابير الكفيلة بإيجاد معالجات فاعلة لمواجهة تحديات الفقر والبطالة وصولا لحاضر يتيح الفرص لشبابنا ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.
واكد رئيس الوزراء انه ولغايات تعزيز إقبال الشباب على العديد من القطاعات، وخصوصا قطاع الزراعة، فإن الحكومة طورت منظومة لشمول العمالة الزراعية والعمالة الحرة بتأمينات الضمان الاجتماعي بما فيها التأمين الصحي.
واستعرض رئيس الوزراء مستجدات خطة التعامل مع وباء كورونا، مؤكدا أن رؤية الحكومة في التعامل مع الوباء ما زالت كما هي، "فصحة المواطن فوق كل اعتبار، والهدف واضح، وهو ضبط أعداد الإصابات والوفيات قدر المستطاع لحين انتهاء هذه الجائحة".
اقرأ أيضاً : صندوق الائتمان العسكري يرفع سقوف التمويلات إلى 50 ألف دينار
وقال الرزاز: جميع الإجراءات التي نضعها في مواجهة كورونا تهدف لتحقيق المعادلة التالية: منع تفشي الوباء، واستمرار عجلة الاقتصاد وباقي أنشطة الحياة اليومية الضرورية، ومن بينها التعليم، وأخيرا فتح المطارات والمعابر الحدودية.
واثنى رئيس الوزراء في كلمته اليوم من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات على الجهود الكبيرة والاستجابة السريعة من قبل جميع الأجهزة للعمل على اخماد الحريق الأخير في عجلون. وقال الرزاز في هذا الصدد: هؤلاء الأبطال عملوا في ظرف جوي قاسٍ جداً، ونجحوا والحمد لله في تطويق الحريق وإخماده، وحموا أرواح الأردنيين الغالية، معلنا عن البدء بمشروع التحريج الوطني من منطقة باعون في عجلون كباكورة نشاطات هذا المشروع الذي يهدف إلى زراعة 10 ملايين شجرة خلال السنوات المقبلة.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء :
بسم الله الرحمن الرحيمإخواني وأخواتي المواطنين، أسعد الله أوقاتكم بالخير والصحة والعافية، اليوم نلتقي في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، هذا المركز الذي أثبت أهميته في توحيد وتنسيق الجهود بين الوزارات والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، والجهات ذات العلاقة التي مكنتنا من إدارة الأزمة.
أخواتي وأخواني، اليوم أتطرق إلى موضوعين أساسيين، أولهما: مجابهة تحدي البطالة من خلال إعداد الشباب للانخراط في سوق العمل، وهذا يأتي من خلال إعلاننا عن تفعيل قانون خدمة العلم بحلته الجديدة، وأيضا شمول العمالة الزراعية وفئات أخرى بتأمينات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي لحماية العامل الاردني اينما كان موقع عمله او القطاع الذي يعمل فيه.
الموضوع الثاني، مستجدات خطتنا للتعامل مع وباء كورونا، لكن اسمحوا لي أن أعرج بداية، على حادثة الحريق في محافظة عجلون... ففي وسط هذا المشهد المؤلم، شاهدنا استجابة سريعة من وزارة الزراعة وعملا ميدانيا وبطوليا لنشامى الدفاع المدني والأمن العام والقوات المسلحة – الجيش العربي، والبلديات والعديد من المتطوعين الذين هبُّوا للمساعدة على اخماد الحريق.
هؤلاء الأبطال عملوا في ظرف جوي قاسٍ جداً.. ونجحوا والحمد لله في تطويق الحريق وإخماده، وحموا أرواح الأردنيين الغالية، عجلون بغاباتها الحرجية واشجارها المثمرة تمثل جزءاً مهما من رئة الوطن ومتنفسا للأردنيين، لذلك سنبدأ مشروع التحريج الوطني من منطقة باعون في عجلون، ونعيد الحياة والرقعة الخضراء إلى تلك المنطقة؛ كباكورة نشاطات هذا المشروع الذي يهدف إلى زراعة 10 ملايين شجرة خلال السنوات المقبلة.
نعود للموضوع الأول، لقد كانت توجيهات جلالة الملك -حفظه الله- للحكومة على الدوام بالعمل على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحسين الوضع الاقتصادي والاستثمار الأمثل للقدرات البشرية المتاحة مع اتخاذ التدابير الكفيلة بإيجاد معالجات فاعلة لمواجهة تحديات الفقر والبطالة وصولا لحاضر يتيح الفرص لشبابنا ومستقبل مشرق للأجيال المقبلة.
إن الحكومة -وفي إطار سعيها لمواجهة تحديات الفقر والبطالة والاستثمار في قدرات الشباب- ستعمل على إعادة تدريجية لخدمة العلم بشكل وقالب جديد ومختلف عما كانت عليه في سنين مضت، ولطالما كانت هناك مطالبات مستمرة من الأردنيين في السنوات الماضية بإعادة خدمة العلم لصقل الهوية الوطنية للشباب، وتعزيز ثقافة الانضباط والالتزام بما يخدم مستقبلهم ووطنهم، تلك التجربة التي ارتبطت بحب الفوتيك وشعار الجيش الذي طالما كان رمزا للوطنية والإنجاز.
وستبدأ وزارة العمل والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي بوضع الخطوط التفصيلية للتنفيذ التدريجي بإذن الله، وستكون خدمة العلم إلزامية في هذه المرحلة لفئة عمرية معينة لمن لا يعمل وليس على مقاعد الدراسة وليس خارج البلاد، وستتضمن معايير سيعلن عنها لاحقا خلال هذا الأسبوع.
وتضمن البرنامج تأهيل وتدريب الشباب الذين سينخرطون بمجموعات من مختلف المحافظات، وتزويدهم بالمهارات والقدرات اللازمة للعمل والعطاء وزيادة الإنتاج لتسويق كفاءاتهم والتدريب في مواقع العمل.
إن إعادة إطلاق خدمة العلم، هي واحدة من بين مجموعة جهود نعمل من خلالها على زيادة انخراط الشباب الأردني في قطاعات إنتاجية كالزراعة والإنشاءات والصناعات، وأيضا إكسابهم مهارات رقمية في تكنولوجيا المعلومات أصبحت ضرورة لزيادة الإنتاجية في القطاعات كافة.
ولتعزيز إقبال الشباب على هذه القطاعات، وخصوصا قطاع الزراعة، طورنا منظومة لشمول العمالة الزراعية والعمالة الحرة بتأمينات الضمان الاجتماعي بما فيها التأمين الصحي.
وتأتي هذه الإجراءات كافة في وقت يزداد الوضع الاقتصادي العالمي تأزما، فمديونية كل دول العالم آخذة بالارتفاع، وهناك مؤشرات واضحة على تباطؤ اقتصادي عالمي بسبب كورونا.
والقراءات تظهر أن مختلف اقتصادات العالم تشهد انكماشا بنسبة تتراوح بين 5 إلى 15 بالمئة، ما سيؤدي بالضرورة إلى تراجع في عدد فرص العمل وتزايد البطالة، ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه هذه التحديات، فوضعنا الاقتصادي -والحمد لله- أفضل في منعته من عديد الاقتصادات الأخرى، وسنستمر في جهودنا وبرامجنا الرامية لتحفيز القطاع الخاص وجذب الاستثمار للأردن، خاصة في القطاعات الواعدة التي أثبتت أهميتها خلال الجائحة من صناعات غذائية ودوائية ومستلزمات طبية.
موضوعنا الثاني من حديثي معكم اليوم، هو مستجدات خطتنا للتعامل مع وباء كورونا، أؤكد أن رؤيتنا في التعامل مع وباء كورونا ما زالت كما هي، فصحة المواطن فوق كل اعتبار، والهدف واضح، وهو ضبط أعداد الإصابات والوفيات، قدر المستطاع لحين انتهاء هذه الجائحة بشكل أو بآخر ما قد يستغرق أشهر أو سنوات، وبما يتناسب وقدرات منظومتنا الصحية ولا يؤدي لانهيارها -لا قدر الله-.
اليوم، وبلغة الأرقام، وحتى هذه اللحظة، تُثبت أعداد الإصابات أننا بفضل الله من أقل الدول في عدد الإصابات لكل مليون نسمة مقارنة مع دول العالم خاصة المشابهة لنا في التعداد السكاني، وكذلك نسبة الوفيات بكورونا في الأردن مقارنة مع غيرها من دول العالم، تثبت بأن مقاربتنا للتعامل مع الجائحة كانت مناسبة بحمد الله. ونبذل كل ما بوسعنا، بتوجيهات ومتابعة حثيثة من جلالة سيدنا، لنكون من بين أوائل الدول التي تتمكن من الحصول على اللقاح لتأمينه لمن يحتاجه من المواطنين.
إن جميع الإجراءات التي نضعها في مواجهة كورونا تهدف لتحقيق المعادلة التالية: منع تفشي الوباء، واستمرار عجلة الاقتصاد وبقية أنشطة الحياة اليومية الضرورية، ومن بينها التعليم وأخيرا فتح المطارات والمعابر الحدودية.
وفي حالة اكتشاف ثغرات في التطبيق على أرض الواقع سواء أكان على المعابر الحدودية (وكما تعلمون ما يزال معبر جابر مغلقا إلى حين تأكدنا من إتباع أسلم الإجراءات)، أو اكتشاف ثغرات في الالتزام في أماكن التجمع أو الأسواق، فعلينا إغلاق هذه المرافق، وكل ذلك هدفه حماية صحة المواطن.
واليوم أصبح لدينا منظومة محدثة، بالتحول التدريجي والمنظَّم من إجراءات الحظر والعزل على مستوى المملكة كَكُل، إلى أضيق نطاق ممكن وبالتدرج على مستوى المنزل أو البناية، والحي، واللواء والمحافظة.
المنظومة الجديدة مستندة إلى بيانات ميدانية حول مواقع حالات الإصابة، تُدخَل هنا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات على خرائط جغرافية ذكية للمملكة كاملة، بما يُمكِّن خلية الأزمة من اتخاذ قرارات ميدانية سريعة ودقيقة في تنفيذ العزل في أضيق نطاق ممكن.
هذه المنظومة دائما عرضة للتغيير والتطوير في حال تسارعت الإصابات بكورونا- لا قدر الله-. ومع عودة غالبية النشاطات والمرافق إلى العمل، نحتاج لوسائل تكنولوجية تدعم جهود التقصي الوبائي، وهو ما يمثله تطبيق أمان.
أؤكد أن أي شخص يصله تنبيه من تطبيق أمان بأنه مخالط لحالة إصابة، ستكون كلفة فحصه مجانية في جميع مراكز المملكة الحكومية.
وسوف يجري شرح المنظومة الجديدة من قبل الدكتور عبدالله طوقان، لوسائل الإعلام والرأي العام بمزيد من التفاصيل، ووزير الصحة حول استمرارية تطوير قدرات منظومتنا الصحية.
رسالتي إلى اخوتي المواطنين، "علمتنا الجائحة أننا في بعض الأحيان أمام خيارات أحلاها مر، ولكن هذا المر سيمر بسعينا معا لتحمل المسؤولية الفردية والوطنية لنحمي أنفسنا، وعائلاتنا ووطننا ومستقبلنا، الأردنيون كانوا وسيبقون دائما على قدر أهل العزم". أسأل الله العلي القدير أن يحفظكم ويحميكم جميعاً وشكرا لكم.