بالتعاون مع السفارة الاردنية في رام الله والقوات المسلحة الأردنية التي تتابع الموضوع منذ بدايته، يستعد الفلسطينيون في بلدة بيتا جنوب نابلس لنقل رفات شهيد مجهول الهوية يعتقد بأنه أردني وحاول الاحتلال هدم قبره لتنفيذ مشروع شق طريق استيطاني ضمن مخطط الضم.
اقرأ أيضاً : تسجيل وفاتين جديدتين بفيروس كورونا في فلسطين
وتنتشر في الأراضي الفلسطينية مقابر وقبور لشهداء من المقاومين العرب الذي حاربوا عن ثرى فلسطين إبان حربي عامي ثمانية واربعين وسبعة وستين عدد كبير من هؤلاء من ابطال الجيش العربي الاردني .. جزء من هذه القبور تعود لشهداء مجهولي الهوية، ومنها ما تم اكتشافه مؤخرًا في مختلف انحاء فلسطين التاريخية.
عدد من قبور الشهداء مجهولي الهوية تنتشر على الطريق الواصل بين شرق مدينة نابلس وصولًا الى جنوبها، حيث يروى الفلسطينيون بفخر تضحيات هؤلاء الشهداء وقصصهم تتناقل من جيل لآخر رغم انهم ما زالوا الجنود المجهولين.
قصة تناقلها ابناء قرى نابلس عن شهيد من ابطال الجيش العربي، اشتبك مع جنود الاحتلال من نقطة الصفر فقتل منهم ثلاثة عشر جنديًا قبل ان يرتقي، يوجد ضريحه قرب التقاء اخر نقطة من مدينة نابلس مع بلدة الباذان شرقها، وقصة ثانية عن آخر اعدمه جنود الاحتلال بعد ان نفذت ذخيرته على بعد امتار من حاجز حوارة، كان يرتدي لباسه العسكري ودفن في ذات المنطقة التي ارتقى فيها شهيدًا.
أخر القصص عن الشهداء مجهولي الهوية، هذا الذي أظلته تينة فلسطينية قرب بلدة بيتا جنوب نابلس المحتلة، اثيرت القصة بينما كانت اليات الاحتلال تقتلع شجرة التين هذه لشق طريقٍ استيطاني، ضمن مخطط الضم المنبثق عن صفقة القرن، هذا المخطط الذي بات يستهدف الاحياء والشهداء، محاولة هدم قبر الشهيد تصدى لها اهالي بيتا والقرى المجاورة، واجبوا الجرافات على التوقف.
اخر الشهود على اعدامه من مسافة صفر على يد جنود الاحتلال .. هو الحاج جود الله الاقطش الذي يقطن حي زعترة المشرف على شريح الشهيد، يحاول ان يستذكر الموقف المؤلم، رغم بعد المسافة بقول، كان الشهيد يرفع رأسه، أسمر البشرة بلحية خفيفة، غاب اسفل التينة بعد ان دفعه جنود الاحتلال .. ثم كانت اصوات الرصاص تدلل على اعدامه.
صحوة الشهيد اليوم بعد ثلاثة وخمسين عامًا جاءت كما ارتقاؤه .. على يد اجرام الاحتلال.. الفلسطينيون الذي يخلدون ذكراه رغم عدم معرفتهم بهويته، أصروا ان ينقلوا الجثمان بمراسم عسكرية .. تحت رعاية من السفارة الاردنية والقوات المسلحة التي تعمل في الكشف عن هوية المجهول الذي فدى فلسطين بروحه ويعتقد سكان المنطقة أنه اردنيٌ.