أكد نقيب الأطباء البيطريين الدكتور مهدي العقرباوي أن الدجاج تمر في رحلتها من المزرعة إلى المستهلك بمراحل خطيرة، وتتطلب رعاية واهتمام خاصيّن، غير أن الأخطر فيها هي مرحلة التقطيع والتسحيب، إذا جرت في مشاغل لا تراعي الاشتراطات المطلوبة.
واستعرض خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا"على قناة رؤيا مراحل رحلة الدجاجة من المزرعة إلى سيخ الشاورما، وأوضح تفاصيل الأخطار التي تتعرض لها، والمتطلبات اللازمة لحمايتها من الملوثات والتلف.
اقرأ أيضاً : استمرار اغلاق مطاعم الشاورما في منطقتي صويلح وعين الباشا احترازياً
وقال إن المرحلة الأولى هي المزرعة، وبشكل عام فإن مزارعنا تلتزم بالاشتراطات اللازمة، لانتاج طيور دجاج خالية من الأمراض، وفي حالة صحية جيدة.
وأشار أن المزارع يختار في البداية الصوص الآمن، وأكد أنه يوجد في الأردن أماكن مناسبة لتربية الأمهات والجدات، لانتاج الصوص الآمن ذي النوعية الجيدة.
في كل مزرعة يتطلب وجود طبيب بيطري، يشرف بشكل مباشر على كل مراحل تربية طيور الدجاج، ويتابع عمليات تطعيمها، وإعطائها الأدوية والمضادات الحيوية، ويحرص على وقف إعطائها هذه الأدوية والمضادات الحيوية بوقت يتناسب مع ما هو وارد في بطاقات بيانات هذه الأدوية، للحيلولة دون وجود متبقيات في لحوم الدواجن.
المزارع يحصل على رخصة لإنشاء مزرعة تربية دواجن من وزارة الزراعة، التي تتأكد من وجود كل المتطلبات والاشتراطات اللازمة، وبشكل عام من مصلحة المزارع انتاج دواجن آمنة بصحة جيدة، لأن خلاف ذلك يضر بمصالحه، ومن حيث المبدأ الدجاج غير السليم لا يخرج من المزرعة، ويجري اتلافه داخلها.
وأكد أن طيور الدجاج التي تخرج من المزرعة تكون سليمة وآمنة وخالية من الأمراض المشتركة، وتحمل تقارير، تبين تاريخ هذه الطيور منذ يومها الأول وحتى خروجها من المزرعة.
وقال إن المرحلة الثانية هي نقل طيور الدجاج من المزرعة إلى المسلخ، وهنا قد تبدأ المشاكل، فإن جرى النقل في أوقات غير مناسبة من حيث ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، يعني إصابة طيور الدجاج بالإجهاد، وهذا يؤثر على كمية نزفها عند الذبح، وبالتالي ارتفاع كميات الدم المتبقية في اللحوم، وهذا يشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا، و بالضرورة يخفض من مدة صلاحيتها للاستهلاك.
كما أن الاكتظاظ طيور الدجاج في الأقفاص تأثر قي هذا السياق، فكلما كان العدد أكبر داخل القفص، زادت الفرصة لإصابتها بالاجهاد، وبالتالي يحدث معها ما يحدث مع طيور الدجاج التي تنقل في درجات حرارة غير مناسبة، وهذا ينسحب على طيور الدجاج التي تمكث فترة طويلة في انتظار عمليات الذبح.
الأطباء البيطريون في المسالخ يعتمدون تقارير زملائهم الأطباء البيطريين في المزرعة التي تُرفق مع كل كمية تصل المسالخ، ويأتي بعد الذبح مرحلة خطيرة تتمثل في تنزيل درجة حرارة طيور الدجاج إلى 5 مئوي، لأن من شأن ارتفاع درجات الحرارة فوق 5 مئوي نمو البكتيريا، وبالتالي فرصة لتلف الدجاج.
بعد ذلك يأتي التغليف، بمراحلها الثلاث، إما التغليف بعد التبريد، أو بعد التجميد، أو بعد التقطيع والتسحيب، وهذا يتطلب وجود اختصاصيين أكفياء، وهم متوفرون سواء في المسالخ أو المصانع.
من حيث المبدأ المسالخ والمصانع تحرص على توفير ما يلزم لانتاج دجاج لاحم آمن وصحي، وتوفير مختبرات مناسبة وفنيي فحص للتأكد من صلاحية اللحوم التي تنتج فيها.
يوجد في الأردن مئات المشاغل، التي تقوم بعمليات التقطيع والتسحيب، وتجهيز أسياخ الشاورما، بعضها غير مرخص، ومعظمها تحت الأرض، لا تلتزم بالاشتراطات الصحية، وأهمها أن تكون هذه المشاغل مبردة، ويتوفر فيها مختبرات لفحص المنج النهائي، لكن هذه المشاغل لا تستطيع توفير هذه الاشتراطات، لأنها مكلفة، فالمختبر على سبيل المثال يكلف بحدود مئة ألف دينار، بينما المصانع والمسالخ، وعددها قليل، توفر هذه المتطلبات.
أما بخصوص الدجاج المستورد، فإن الجهات الرقابية تفحص كل الكميات التي تدخل البلد، وتتأكد من خلوها من الأمراض المشتركة، ومن صلاحيتها للاستهلاك البشري.
وتبقى عملية نقل سيخ الشاورما من المشغل إلى المطعم، وهذة المرحلة أيضًا خطيرة إن لم تراعي الاشتراطات الصحية، لكن الأخطر إن لم يلتزم معدو أسياخ الشاورما بالمواصفات القياسية الأردنية، بخاصة وزن سيخ الشاورما، إذ أن ارتفاع وزنه يعني أنه سيكون عرضة لنمو البكتيريا، فالبكتيريا، حينما تتعرض، في بداية إشعال النار، لدرجات حرارة مناسبة، تهرب إلى داخل سيخ الشاروما، وفي الداخل تنمو بشكل كبير، وحينما يأتي دورها لتعريضها إلى النار، تكون كمية البكتيريا فيها أكثر من المواصفة القياسية، وبالتالي، تصبح سامة.