أكّد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية الاستفادة من الفرص السياحية والزراعية والتصنيع المحلي التي يتمتع بها لواء الشوبك، بما يسهم في تنمية المجتمع المحلي وتوفير فرص عمل.
وشدّد جلالته، خلال زيارته إلى لواء الشوبك اليوم الثلاثاء، ولقائه ممثلين عن المجتمع المحلي، على ضرورة تنويع المنتج السياحي خاصة ما يُعرف بـ"سياحة المغامرات"، وربط اللواء مع المثلث الذهبي (العقبة ووادي رم والبترا)، لإثراء تجربة السائح وخدمة المجتمع المحلي.
ووجه جلالته المعنيين إلى وضع خطة تنفيذية واضحة المعالم للمشاريع السياحية في اللواء، مبيناً أهميّة تطوير البنية التحتية لاستقطاب السياحة الخارجية.
وأشار جلالته إلى أهمية القيام بالترويج للواء داخلياً وخارجياً، كونه يتمتع بميزات جاذبة متنوعة كباقي المناطق السياحية، داعياً إلى الاستفادة من البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي "انهض" لإقامة مشاريع صغيرة تخدم السياحة وتطيل مدد إقامة السياح.
اقرأ أيضاً : الملك: الأردن يتمتع بالمرونة التي تؤهله ليكون مركزاً إقليمياً في ظل تداعيات أزمة كورونا
ولفت جلالة الملك إلى أهمية ترجمة الأفكار التي يطرحها أبناء المجتمع المحلي إلى استثمارات على أرض الواقع، مبيناً أهمية المتابعة وتحديد الأولويات لتحقيق الهدف المنشود، قائلاً إن سر النجاح يكمن في المتابعة.
ووجه جلالته، خلال اللقاء، الحكومة إلى توفير مصادر مائية للمزارعين في المنطقة.
وأشار جلالته إلى أهمية تطوير الثروة الزراعية والعمل على زيادة الاعتماد على المياه المستخرجة من الآبار المنتشرة في المنطقة، مؤكداً ضرورة دعم الصناعات الخفيفة التي تساهم في مساعدة المجتمع.
وخلال اللقاء، قدمت وزيرة السياحة والآثار مجد شويكة، عرضا أوضحت فيه أن الوزارة تعمل على أن يكون لواء الشوبك مركزا إقليميا لسياحة المسارات والمغامرات، من خلال تأهيل البنية التحتية وتنويع المنتج السياحي وتدريب المجتمعات المحلية، إضافة إلى التسويق والترويج، مبينة أنه يوجد برنامج تنفيذي واضح بهذا الخصوص.
وقدم مدير صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية صائب الحسن إيجازا حول دور الشركة الأردنية لإحياء التراث، التي تعد إحدى مبادرات الصندوق، في تطوير المنتج السياحي في المملكة من خلال إثراء تجربة السياح، عبر تنظيم عروض وفعاليات في المناطق السياحية، وإعادة تجسيد الحقب التاريخية التي تعاقبت على الأردن في مناطق البترا ووادي رم وأم قيس والشوبك.
ولفت إلى أن الشركة تساهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المحافظات، وخلق فرص عمل مستدامة للمتقاعدين العسكريين في المناطق السياحية المستهدفة، والتدريب وبناء القدرات من خلال رفد الكادر بالمهارات الضرورية وتنظيم دورات متخصصة في مهارات التواصل وأساسيات اللغة الإنجليزية وغيرها، والتشبيك والشراكة مع القطاعين العام والخاص والمجتمعات المحلية.
وحول مشروع الشوبك، أوضح أن الشركة طورت مخططا شموليا أوليا لسياحة المغامرات في الشوبك، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، بهدف إطالة مدة إقامة الزائر وتوفير فعاليات متنوعة وربط اللواء بالمواقع السياحية المحيطة، إلى جانب أن المنتج سيركز على سياحة المسارات البيئية والمغامرات والرياضات الجوية والكهوف والأنفاق.
وأعرب ممثلو المجتمع المحلي، خلال اللقاء، عن تقديرهم لجلالة الملك على نهجه التواصلي مع أبناء وبنات الأردن، وحرصه على الاستماع إليهم والوقوف على احتياجاتهم.
وأشادوا بالتوجيهات الملكية التي من شأنها التصدي لانتشار فيروس كورونا، والحد من تداعياته، فضلا عن التعاون والتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة خلال الأزمة، لافتين إلى أهمية الاستفادة من التجربة بهدف التنمية في مختلف المجالات.
ودعوا إلى ضرورة جذب المزيد من الاستثمارات الزراعية والسياحية والصناعية، وتلك المتعلقة بالطاقة، لتوفير فرص عمل وتخفيف نسبة البطالة خصوصاً بين الإناث، مؤكدين أن ذلك سيخفف من عملية هجرة السكان التي يعاني منها اللواء.
وأكدوا أهمية تعزيز الدور التنموي للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي لتطوير الاستثمارات في اللواء.
وأشاروا إلى أهمية وضع لواء الشوبك على الخارطة السياحية، لما يتمتع به من ميزات جاذبة، مطالبين بإنشاء مسار بطول 100 كيلو متر، تكون الغاية منه ربط محمية ضانا بمحمية البترا عبر جبال وأودية الشوبك، علاوة على إقامة متنزهات ومسارات بيئية، وضرورة ترميم قرية أبو مخطوب لتصبح معلماً يقصده السياح.
وأضافوا أن تعزيز البنية التحتية للمناطق السياحية في منطقتي المطل الغربي وأم العمد وتطوير مركز زوار الشوبك وتزويده بسيارات كهرباء، تعتبر أولوية، وتدعم الجهود الرامية لزيادة عدد السياح ومدد إقامتهم.
كما دعوا إلى تطوير كلية الشوبك الجامعية، وفتح تخصصات تقنية فيها، لتوفير فرص عمل للشباب.
كما أعربوا عن تقديرهم لمواقف جلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومساعيه الدؤوبة من أجل خدمة القضايا العربية والإسلامية، مثمنين موقف الأردن الرافض لأي إجراء إسرائيلي أحادي الجانب لضم أراض في الضفة الغربية.
واشتملت زيارة جلالة الملك إلى لواء الشوبك، على جولة في ركن لعرض المنتجات اليدوية لسيدات المجتمع المحلي في فندق مونتريال التابع لاتحاد جمعيات قرى الشوبك السياحية.
واستمع جلالة الملك إلى ايجاز قدمته سيدات من القائمات على تصنيع هذه المنتجات ضمن المهن المنزلية المرخصة، والتي تضمنت حرفا يدوية، وصناعة الشماغ، ومنتجات غذائية، حيث ثمن جلالته دورهن وجهودهن في دعم وترويج المنطقة سياحياً.
ووجه جلالة الملك الحكومة إلى تمكين سيدات المجتمع المحلي في اللواء، من خلال توفير فرص لتسويق منتجاتهن.
وتفقد جلالة الملك، خلال الزيارة، مركز زوار قلعة الشوبك، حيث استمع جلالته إلى إيجاز قدمه مدير عام دائرة الآثار يزيد عليان، أوضح فيه أن دائرة الآثار وضعت خطة خمسية لإعادة ترميم القلعة، بما يليق بتاريخها، إضافة إلى وجود خطط لتوسعة مركز الزوار، حتى يستطيع توفير السيارات الكهربائية، علاوة على تأهيل الطرق المؤدية إلى القلعة.
وأشار إلى وجود عدة مشاريع لإعادة كتابة قصة المكان ووضع لوحات إرشادية، وربط ذلك بالمسارات البيئية ومسارات التحدي، لما يتمتع به لواء الشوبك من طبيعة خلابة.
ورافق جلالة الملك في الزيارة، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ومحافظ معان.