لطالما اشتهرت مصر بأهراماتها ومنتجعاتها الفاخرة على البحر المتوسط والبحر الأحمر، هل سبق أن قمت بزيارة محمية الصحراء البيضاء، وهي أحد أجمل المعالم الطبيعية، التي يغفل عنها بعض الأشخاص بالبلاد؟
وتُعد الصحراء البيضاء، التي تقع في واحة الفرافرة غرب مصر، بمثابة كنز من العجائب في البلاد، وغالباً ما يشعر الأشخاص، الذين يتجولون في هذه الأراضي الغربية أنهم يزورون كوكباً آخراً، رغم أنهم على بعد 5 ساعات بالسيارة من مدينة القاهرة.
اقرأ أيضاً : فلكيا.. عيد الأضحى يوم الجمعة 31 تموز
وتزايدت شعبية الصحراء الغربية في مصر بين السكان المحليين والسياح، حيث تتراوح الأنشطة من التزلج على الرمال إلى ركوب الدراجات الجبلية والتجديف في الواحات البحرية القريبة.
وتعتبر هذه الصحراء البيضاء مختلفة تماماً عن أي مكان آخر على هذا الكوكب، حيث تبدأ الرحلة إلى الصحراء البيضاء بمكان متناقض تماماً، وهو الصحراء السوداء.
وتتميز هذه الصحراء بعدد لا يحصى من السلاسل الجبلية الفريدة، التي تحمل كل منها طبقة من الأحجار السوداء، التي رُميت من البراكين منذ ملايين السنين، ما أضفى على المشهد الرملي طابعاً ملوناً.
اقرأ أيضاً : "البول" بدلا من "النيتروجين" في زيادة انتاج القمح
وخلال المشي فوق إحدى القمم، سيلاحظ الزائر أن المنطقة خالية من أي علامات الحياة، ولا يوجد هناك سوى طريقاً واحداً ممتداً. لكنه ليس الطريق الذي يؤدى إلى الصحراء البيضاء. فالوصول إلى المحمية يتطلب سيارات دفع رباعي.
ومن المذهل أن يعتقد الزائر أن هذا المشهد كان في يوم من الأيام بحراً أو محيطاً، والدليل الوحيد المتبقي هو مجموعة من صخور الحجر الجيري المتكلسة، التي نُحتت مع مرور الزمن بفعل الرمال والرياح.
ويقع بين التكوينات الصخرية الضخمة في وادي العقبات تل رملي ناعم، وهو مثالي إذا كنت من محبي التزلج على الرمال.
وعند حلول الظلام، يقوم البدو بتحضير عشاء تقليدي للزوار. وغالباً ما تجذب رائحة الطعام فصيلة ثعلب الفنك، والمعروف أيضاً باسم ثعلب الصحراء، الذي يعتمد أحياناً على بقايا طعام الزوار كجزء من نظامه الغذائي.
وتتميز المنطقة بجمالها ليلاً، خاصة عندما تضيء نجومها السماء، ما يجعلها أحد أفضل المواقع لمراقبة جمال مجرة درب التبانة.
وعندما توقظ الشمس عيون النائمين الثقيلة، يفضل زيارة التكوين الصخري، الذي يطلق عليه اسم "الدجاجة والفطر"، قبل حزم الأمتعة ومغادرة المحمية.
وبعد مغادرة المحمية، يسافر بعض المغامرين إلى الواحات البحرية، حيث يعد تسلق جبل الإنجليز إحدى الممارسات الشائعة في تلك المنطقة. وبذلك، يتيح الوصول إلى القمة فرصة مشاهدة بانورامية للواحة بأكملها.
وأخيراً، ستتمكن من الاسترخاء والاستمتاع بالبحيرة المالحة، التي تعد مكاناً ممتازاً يتيح لراكبي قوارب التجديف التقاط صوراً لا مثيل لها، خلال وقت غروب الشمس.