تنطلق الجمعة المقبل في تركيا غيابيّاً محاكمة 20 سعوديّاً يتّهمهم القضاء التركي بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في اسطنبول، حسب ما أكّدت خطيبة خاشقجي لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
وتبدأ المحاكمة في المحكمة الرئيسيّة في اسطنبول الجمعة الساعة 10,00 بالتوقيت المحلّي (07,00 بتوقيت غرينتش)، وفق ما قالت خديجة جنكيز لفرانس برس، مضيفةً "سأكون هناك أيضاً".
قُتل خاشقجي الذي كان ينشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة مقالات ناقدة لسياسات وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قنصليّة بلاده باسطنبول في الثاني من تشرين الأوّل/أكتوبر 2018 على يد سعوديّين قدموا خصّيصاً من السعوديّة إلى تركيا لتنفيذ الجريمة.
اقرأ أيضاً : عائلة جمال خاشقجي تعفو عن قاتليه
ووجّه مدّعون عامّون في تركيا اتّهامات في وقت سابق لعشرين سعوديّاً، بينهم معاونان بارزان سابقان لـ بن سلمان، في ختام تحقيق استمرّ أكثر من عام في قضيّة مقتل خاشقجي.
وذكر مكتب المدّعي العام في اسطنبول في بيان وقتذاك أنّه جرى إعداد قرار اتّهامي، وهو ما يمهّد لبدء محاكمة بحقّ المتّهمين. ويشير القرار إلى أنّ النائب السابق لرئيس المخابرات العامّة أحمد عسيري والمستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني هما المدبّران لعمليّة اغتيال خاشقجي.
وتقول تركيا إنّ خاشقجي تعرّض للخنق ثم قُطّع جسده من جانب مجموعة من السعوديّين داخل القنصليّة. ولم يُعثر قطّ على جثمان الصحافي الذي كان يبلغ من العمر 59 عاماً، على الرّغم من الدعوات التركيّة المتكرّرة للرياض بالتعاون في هذا الإطار.
اقرأ أيضاً : قرار العفو عن قتلة خاشقجي لم يعجب خديجة
ومن المتوقّع أن تحضر أنييس كالامار، خبيرة الأمم المتّحدة المعنيّة بالقتل خارج نطاق القضاء، المحاكمة التي لم يتمّ حتّى الآن تأكيد افتتاحها الجمعة رسميّاً.
في أواخر أيّار/مايو، أعلن أبناء خاشقجي "العفو" عن قتلة والدهم. وبعد ساعات على الإعلان عن العفو، أصرّت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي التركيّة، على أنّ "أحداً" لا يملك حقّ العفو عن قتلته.
وقالت جنكيز على "تويتر"، "ليس لأحد حقّ العفو عن قتلته. وسأستمرّ أنا وكلّ من يطالب بالعدالة، من أجل جمال، حتى نحقّق مرادنا".
وقامت السلطات السعوديّة بمحاكمة عدد من المتّهمين بقتل خاشقجي، قالت إنّهم توجّهوا إلى تركيا لتنفيذ الجريمة من دون علمها. وصدرت قبل أشهر أحكام بالإعدام والسجن، في قضيّة أثارت إدانات دوليّة واسعة. ولم تُعرف أسماء المتّهمين رسميّاً، وجرت المحاكمة بعيداً من وسائل الإعلام.