يرى خبراء أن مضي حكومة الاحتلال قدما في مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة سيكون مخاطرة تقوض تقدم علاقاتها مع الدول العربية وتثير حفيظة القوى الأوروبية، لكنهم يرجحون أن تكون التكلفة الدبلوماسية الحقيقية محدودة.
اقرأ أيضاً : نتنياهو يُحيي ذكرى شقيقه الذي قتل بأوغندا.. ويؤكد انه من الصعب التحلي بالصبر والسلوان
وعليه، تبدو ردود الفعل الدولية غير واضحة، خاصة وأن تل أبيب لم تعلن بعد عن الإجراءات التي تخطط لاتخاذها حيال خطة السلام الأمريكية المقترحة، إذ من المتوقع أن تقوم بخطوة الضم خلال الأيام القريبة القادمة.
وحددت حكومة الاحتلال الأول من تموز موعدا لبدء إجراءات تنفيذ مخطط ضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
كذلك، تنوي تل ابيب ضم منطقة غور الأردن الاستراتيجية والتي تمثل ثلث مساحة الضفة الغربية ويعتبرها الفلسطينيون سلتهم الغذائية.
مخطط الضم هو جزء من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، والتي أعلن عنها أواخر كانون الثاني.
واقترحت الخطة أيضا إمكانية إنشاء دولة فلسطينية مجزأة ومنزوعة السلاح، محاطة بالأراضي المحتلة، وعاصمتها في ضواحي القدس، مع تجاهل مطالب رئيسية للفلسطينيين كاعتبارهم القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وكان الفلسطينيون أعلنوا رفضهم القاطع للمخطط الأمريكي، وها هم يرفضون اليوم مخطط الضم.
ويبحث ائتلاف نتنياهو والذي يشمل "متحفظين" على تنفيذ مخطط الضم، ثمن المضي قدما في المخطط قبل موعد الأول من تموز/يوليو المحتمل للشروع به.
تهديد العلاقات مع العرب
حذر سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة الأسبوع الماضي من أن خطة تل أبيب لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة ستعرقل أي احتمال لحصول تقارب بينها وبين الدول العربية.
ووصف العتيبة مخطط الضم بأنه "استيلاء غير مشروع على الأراضي الفلسطينية، معتبرا أن "استمرار الحديث عن التطبيع سيكون مجرد أمل مغلوط في تحسين العلاقات مع الدول العربية".
بحسب كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب يوئيل غوزانسكي، فإن حدة رد الفعل الخليجي تعتمد على "ما الذي ستفعله تل أبيب بالفعل ورد الفعل الفلسطيني".
وأشار غوزانسكي لوكالة فرانس برس إلى أنه وفي حال كان رد الفعل الفلسطيني على أي إعلان، كبيرا "فسوف نشهد رد فعل أكثر حدة" في الخليج.
وبحسب كبير الباحثين فإن قادة الخليج "لا يمكنهم أن يديروا ظهورهم للفلسطينيين، ولديهم رأي عام يأخذوه بعين الاعتبار".
يقول غوزانسكي إن القادة العرب قد يعانون "ليس فقط إذا بدا أنهم يتخلون عن القضية الفلسطينية، وإنما إذا أظهروا أنهم يتعاونون مع تل أبيب".
ويشير غوزانسكي على وجود مستويين من التعاون بين الكيان والخليج، يتمثلان بالعلاقات السرية المتعلقة بالأمن، وصفقات عامة وخاصة بينها المتعلقة بالمصالح التجارية.
ويرجح الباحث أنه وبغض النظر عن أي خطوات للضم "لا أعتقد أن التعاون الاستخباراتي السري سيتوقف"، منوها إلى أن هدف تقويض نفوذ العدو المشترك المتمثل بإيران "لن يذهب إلى أي مكان".
انقسام الموقف الأوروبي
وشهد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي لكيان الاحتلال في الأسابيع الأخيرة حملة دبلوماسية ضد الضم، لعل أبرز خطواتها الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى القدس.
لكن لا يمكن للاتحاد الأوروبي الإعلان رسميا عن عقوبات ضد تل أبيب خاصة وأن ذلك يتطلب إجماع أعضائه السبعة والعشرين.
ورفضت كل من النمسا والمجر إدانة المخطط ، في حين زار رئيس الوزراء اليوناني، ووزير الخارجية القبرصي الدولة العبرية في وقت سابق من هذا الشهر وأجريا محادثات بشأن التعاون في مجال الطاقة.
لكن يمكن للاتحاد الأوروبي الحد من مجالات تعاون أخرى مع تل أبيب وخاصة تلك التي لا تتطلب إجماع جميع الأعضاء.