في محافظة الإسكندرية بمنطقة سيدي بشر يوجد بئر مسعود وهو عبارة عن ربوة صخرية وسط الصخور اعتاد المصريون الجلوس حولها في الصيف ولها حكايات وروايات أسطورية من قديم الزمن وقد اخذ البئر شهرته عن طريق هذه الروايات القديمة التي تناقلها الناس عن بركة البئر وانه يجلب الحظ.
ويعد بئر الأمنيات، الذي يعرف أيضاً باسم "بئر مسعود"، وجهةً "لكل متمني يحلم بتحقيق أمانيه سواء من أهل مدينة الإسكندرية أو من الزوار".
اقرأ أيضاً : جوجل ستدفع الأموال مقابل" الأخبار" لبعض وسائل الإعلام.. ولكن بشرط- فيديو
ويرجح علماء ومستكشفي الآثار أن بئر مسعود هي مقبرة قديمة شيدت في العصر اليوناني، إذ اشتهر اليونانيون بإقامة مقابرهم قرب البحر، وفقاً لموقع بوابة الأهرام.
وقال المصور المصري حازم العطار، إن البئر ارتبط في رواية قيل أنها "حدثت في عهد الدولة الفاطمة، عن شخص يملكه ثري عربي وكان يعذبه باستمرار، ومن شدة التعذيب تمكن من الهرب ثم توجه إلى الإسكندرية ونام بجانب هذه البئر وتوفي في اليوم التالي، ولذلك اعتبر الأهالي أنها بئرٌ "مسعود" لأنها أراحت الشخص من العذاب الذي كان يراه من مالكه".
كما أشار العطار إلى رواية أخرى ارتبطت باسم البئر، وهي عن طفل يدعى مسعود، والده تزوج من سيدة أخرى بعد وفاة والدته، وكانت تعذبه عذاباً شديداً، لذا هرب الطفل من المنزل واستقر به المقام عند البئر، وفي أحد الأيام وُجد الطفل غريقاً داخل البئر.
أما عن أشهر الروايات التي ارتبط بها اسم البئر، فهي عن شيخٍ صالح يدعى مسعود، وكان يعيش بمنطقة سيدي بشر، وكان يتردد يومياً على البئر ليتأمل في خلق الله، وتوفي بجانب البئر وبعد ذلك، عندما تسببت البئر في غرق المنطقة المحيطة بها، ظن البعض أنها رد فعل غاضب على موت الشيخ مسعود فأطلقوا عليه اسم بئر مسعود، وفقاً لما ذكره المصور.
اقرأ أيضاً : قصي خولي ومعتصم النهار يخضعان لفحص كورونا.. وهذه النتيجة
وأضاف العطار أن هناك الكثير من الروايات والأساطير التي لازالت تدور حول البئر ولا يوجد أي معلومة أو رواية تؤكد ذلك، فجميعها مبنية على الحكايات القديمة.
وعلى غرار نافورة تريفي الشهيرة في إيطاليا، تستقطب بئر مسعود الزوار من أجل طلب الأمنيات، من خلال إلقاء العملات المعدنية داخلها.
وأوضح المصور أن المتمني يقوم بإخراج عملته، والتي يفضل أن تكون فضية كنوع من المباركة، ويضعها بين قبضة يديه ليتمنى ما يريد ثم يلقي بها في البئر.
وقال العطار إنه مع كل العملات الموجودة أسفل البئر، "هناك من يقفز في البئر ويقوم بجمع العملات"، مثل أحمد صابر، وهو صبي من صعيد مصر، والذي أخبره أنه يوجد من ينزلون إلى البئر لجمع العملات، وقال إن أمنيته أن يصبح مشهوراً عندما يكبر من خلال العمل بمجال التمثيل.
اقرأ أيضاً : زوج في دعوى نشوز:" زوجتي نكدية .. وكنت بدي أنتحر "وندمان إنى" صبرت 12 عاما عليها
وهناك أيضاً من يتسابق في المرور بالبئر حتي يخرج من الجهة الأخرى وسط المياه، من خلال ممر ضيق، وهو أمر يتطلب سبّاحاً ماهراً يستطيع أن يؤمّن نفساً طويلاً، وفقاً لما قاله المصور.
ويعتقد المصور أن الناس ترتاد هذه البئر لموقعها المميز من أجل الاستمتاع بأجواء الشاطئ ونسيمه اللطيف، إذ تعد هذه المنطقة مزاراً سياحياً، وتضم ساحة خارجية واسعة في محيط البئر ويوجد بها صخور جيرية كبيرة تتوسط المياه، والتي تجعل منها مقصداً لهواة الصيد.
أما أهل الإسكندرية، فيفضلون زيارة المنطقة خلال فصل الشتاء، حيث يكون المكان أكثر هدوءاً وأقل ازدحاماً، على عكس فصل الصيف، من أجل تناول مشروب "الحلبسة" الساخن، أي مشروب حمص الشام، الذي تُضاف إليه الشطة الحمراء، وعصير الليمون، وبعض البهارات ليشعر من يتناوله بالدفئ، وفقاً لما ذكره العطار.