عاد الهدوء إلى العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، بعد ليلة شهدت مواجهات عنيفة وإطلاق نار في عدد من أحيائها على خلفية تعرض أنصار حزب الله وحركة أمل، بحس "سكاي نيوز عربية".
وأدت التوترات إلى إقفال معظم الطرقات شمالي وجنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، إضافة إلى توترات واحتجاجات في مدينة طرابلس شمال لبنان.
وصدر عن معظم القيادات السياسية دعوات للتهدئة ودحر الفتنة، بحسب ما ذكر مراسلنا في بيروت.
اقرأ أيضاً : متظاهرون لبنانيون يعودون مجدداً إلى الشارع ويطالبون بنزع سلاح حزب الله
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تظاهرة شهدها وسط بيروت تخللها رفع لشعار نزع سلاح حزب الله وتطبيق القرار 1559 الدولي من قبل بعض المتظاهرين، مما أدى إلى استفزاز أنصار حزب الله وحركة أمل الذين تجمعوا على مداخل الساحة، الأمر الذي دفع الجيش والأجهزة الأمنية إلى تشديد إجراءاته والفصل بين الشارعين.
إدانة رئاسية
من جانبه دان الرئيس اللبناني ميشال عون أي تعرض للرموز الدينية لأي مكوّن من مكونات العائلة اللبنانية وما تبع ذلك من أعمال عنف وردود فعل حصلت في مناطق لبنانية عدة ليل أمس.
وقال عون: "إن كلمات الادانة مهما كانت قوية في شجبها وإدانتها لما حصل لا تكفي، لا سيما وأن التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، ذلك أن مناعتنا الوطنية نستمدها من بعضنا البعض، وقوتنا كانت وتبقى وستظل في وحدتنا الوطنية أيا كانت اختلافاتنا السياسية".
وأضاف عون: "أتوجه إلى ضمير كل مسؤول سياسي أو روحي، وإلى الحكماء من اللبنانيين الذين عايشوا أحداث العامين 1975-1976 التي ما زالت ماثلة أمامنا، القيام بما يتوجب عليهم، كلّ من موقعه، من أجل وأد أي شكل من أشكال الفتنة الناجمة عن المساس بمقدسات بعضنا البعض الدينية والروحية والمعنوية، والتي من شأنها، إن استعرت، أن تقوّض الهيكل علينا جميعا في الوقت الذي نحن بأمسّ الحاجة إلى أن نضع اختلافاتنا السياسية جانبا ونسارع إلى العمل معا من أجل استنهاض وطننا من عمق الأزمات المتتالية عليه، خصوصا بعدما ملأت أصوات اللبنانيين الشرفاء المحقة الساحات، مطالبة بعيش كريم لائق لجميع أبناء الوطن الواحد".
وختم الرئيس اللبناني بالقول: "ليكن ما جرى ليل أمس جرس إنذار للجميع لكي يعوا أنه ليس بالتعرض لمقدسات بعضنا البعض نحقق أي مطلب مهما كان محقا، وليس بالشتائم نحقق عيشا كريما، وليس بالاعتداء على العسكريين والتعرض للمتاجر والمؤسسات نصل إلى أهدافنا، لأن أي انتكاسة أمنية إن حدثت لا سمح الله، لن تكون لمصلحة أي كان، فلا نصرة لأحد منا على الآخر بالقوة أو العنف وما الخاسر في ذلك إلا خيرة شبابنا وهم مستقبلنا وحقهم علينا أن نمنحهم الدفع قدما للحياة الكريمة، لا إلى التقاتل وسفك دمائهم من خلال ازدراء مقدسات وقيم بعضنا البعض".