أبدى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الأربعاء معارضته اللجوء إلى قانون يسمح بنشر الجيش في المدن الأميركية بهدف التصدي للحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق ضد العنصرية والعنف الممارس من قبل الشرطة، وذلك في تباين واضح مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
اقرأ أيضاً : توجيه تهمة المساعدة في قتل جورج فلويد إلى ثلاثة ضباط شرطة
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأمريكي في توقيت تستعد فيه البلاد ليوم إضافي من الاحتجاجات، وبعد أسبوع حافل بالتظاهرات السلمية وإنما أيضا بالاضطرابات الليلية، مع تواصل خرق المحتجين حظر التجول المفروض في مدن أميركية عدة.
لكن ليلة الثلاثاء-الأربعاء كانت أكثر هدوءا، واقتصرت خلالها الاضطرابات على عمليات النهب المحلية في أعقاب مسيرات سلمية كبرى نظّمت خلال النهار.
وكان الرئيس الأميركي قد هدّد الإثنين حين كانت الأمور تتّجه نحو تصعيد في أعمال الشغب في مدن عدة، بنشر الجيش "لإنهاء المشكلة سريعا"، في موقف سارعت المعارضة لإدانته معتبرة أنه ينطوي على نزعة استبدادية.
وقال إسبر "لا أؤيد اللجوء إلى قانون الانتفاضة" الذي يسمح للرئيس بنشر الجيش في مواجهة مواطنين أميركيين، بدلا من قوات الحرس الوطني المنتشرة حاليا في مدن عدة.
في واشنطن، تقرّر خفض ساعات حظر التجول الذي سيدخل حيّز التنفيذ الأربعاء الساعة 23,00 بدلا من الساعة 19,00، وتوقّعت السلطات استمرار الأجواء السلمية. وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة لمنع الوصول إلى البيت الأبيض.
وليل الثلاثاء تظاهر الآلاف سلميا في واشنطن للتنديد بوفاة جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى اختناقا خلال توقيفه في مينيابوليس على يد شرطي أبيض في 25 أيار/مايو، وبالعنصرية والعنف الممارس من قبل الشرطة في الولايات المتحدة.
وهتف المتظاهرون "لا سلام من دون عدالة" و"أيدينا مرفوعة لا تطلقوا النار".
- "تفقّد الملجأ" -
واستمر كثر بالتظاهر خارقين حظر التجول، لكن الأجواء بقيت أكثر هدوءا من اليومين السابقين، لا سيما مساء الإثنين حين استخدمت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين قرب البيت الأبيض، لكي يتمكن ترامب من التوجه مشيا إلى كنيسة عريقة قريبة من البيت الأبيض تعرضت لأعمال تخريب في اليوم السابق والتقاط صورة أمامها رافعا كتابا مقدسا.
ويبدو أن ترامب أراد القيام بعمل شجاع بعدما أوردت وسائل إعلام تقارير تفيد بأن جهاز الأمن في البيت الأبيض نقله على عجَل مساء الجمعة إلى ملجأ محصّن خلال تظاهرة كانت تقام أمام البيت الأبيض.
وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية "إنها معلومات خاطئة"، وأضاف "كان ذلك خلال النهار"، موضحا أنه توجه الى المكان "مرتين أو ثلاث مرات" خلال الأيام الماضية لكن في كل مرة من أجل "تفقد المكان".
- توقيف تسعة آلاف شخص -
أيضا في نيويورك، حيث تم تمديد حظر التجول حتى الأحد، كانت الأجواء مساء الثلاثاء أكثر هدوءا، بعد مشاهد العنف التي سجّلت مطلع الأسبوع.
وفي حي بروكلين، خرق مئات حظر التجول، وأكد آرون وهو طالب يبلغ 20 عاما لوكالة فرانس برس معارضته هذا القرار قائلا "برأيهم، يجب ألا يتظاهر الناس ضد مقتل شخص ضغط أحدهم بركبته على عنقه حتى الموت"، في إشارة إلى وفاة جورج فلويد خلال توقيفه على يد الشرطي ديريك شوفين.
وبالإجمال، أجرت الشرطة أكثر من تسعة آلاف عملية توقيف في البلاد في الأيام الأخيرة، وفق تقديرات نشرتها وسائل إعلام أميركية، على خلفية أعمال عنف وخرق حظر التجول.
أما في مينيابوليس، مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، فكان الهدوء مخيما.
وقال أيه جاي تشانر، مغني فرقة "فاير فروم غادز" لوكالة فرانس برس إنه يتظاهر ليس ضد الشرطة إنما ضد النظام الذي يسمح بممارسات هذه الشرطة.
وقضى فلويد اختناقا في 25 أيار وهو يردد "لا يمكنني التنفس" وينادي والدته، مطروحا أرضا مكبّل اليدين، فيما شرطي يركع على عنقه لتثبيته بركبته، وزملاؤه الثلاثة الآخرون يراقبون المشهد من دون أن يتدخلوا.
وطُرد الشرطي شوفين من عمله وأوقف ووجّهت إليه تهمة القتل غير العمد، كما طُرد الشرطيون الثلاثة الآخرون لكن لم يتم اتّخاذ أي تدبير قضائي بحقهم.