ابتكر عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب في الجامعة الهاشمية الدكتور الجراح سهيل البكار طريقة علمية جديدة لتشخيص أصعب أمراض كتل الغدة الدرقية.
اقرأ أيضاً : مختصون أردنيون يحذرون: علاج كورونا بالطب الشعبي وهم يضاعف خطر الموت
ويعد هذا الابتكار إنجازاً أردنياً ريادياً على المستوى العالمي، حيث تم نشر الابتكار كبحث أصيل في المجلة الرسمية لجمعية الجراحين الإيطالية " الأحدث في الجراحة "والتي تصنف من ضمن مجلات الصف الأول العلمية المحكّمة عالميا، وهي ذات معامل تأثير2.476 وتتبع دار النشر العالمية سبرينغر.
وأوضح الدكتور البكار في تصريح خاص لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الطريقة المبتكرة تستند إلى دمج دراسة جينية ودراسة سونوغرافية "تصوير الالتراساوند" للكتلة في الغدة الدرقية التي يتمكن الطبيب المعالج على ضوئها من اختيار العملية المثلى التي يحتاجها المريض الذي يعاني من كتلة يحتمل أن تكون سرطانية.
واشار البكار الى ان الطريقة المبتكرة تمكن الطبيب الجراح من اختيار الاستئصال النصفي بدقة متناهية بدلاً من الاستئصال الكلي للغدة، أي أن الطريقة التشخيصية الجديدة تمكن الطبيب من اختيار عملية صغرى بدلاً من عملية كبرى لتجنيب المريض أكبر قدر ممكن من المضاعفات.
واضاف ان الطريقة التشخيصية الجديدة تم تطبيقها على 157 مريضا، مشيرا الى ان نسبة الدقة التشخيصية وصلت إلى 95 بالمئة، وتعادل دقة بعض الطرق التشخيصية المعقدة في المراكز الطبية العالمية الكبرى، إلا أن الطريقة المبتكرة تتميز عن مثيلاتها بتوفرها، وسهولة استخدامها، وكلفتها المنخفضة، موضحا أنها تقوم على دراسة جينين فقط لهما علاقة بنوع الكتلة "حميدي أو سرطاني"، ومزج نتائج ذلك مع نتيجة تصوير الغدة، ليتحدد نسبة الاستئصال لكتلة الغدة بدقة.
واوضح ان الطريقة التشخيصية التقليدية الموجودة في المستشفيات ذات تكلفة عالية، وتعتمد على سحب عينة من الغدة والكشف عن 67 جينا، إضافة إلى دراسة خصائص الكتلة من حيث التكلس والشكل الطولي والحواف غير المنتظمة، كما أنها لا تعطي نتائج دقيقة، فقد يقوم الجراح باستئصال نصف الغدة الدرقية دون داعي لذلك، فضلا عن أنها تعتبر حكراً على المراكز الكبيرة والمتقدمة فقط.
من جهته قال رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز الزبون لـ(بترا)، إن الجامعة فخورة بالإنجازات البحثية والعلمية التي يحققها باحثوها وأساتذتها خاصة في ظل هذه الأزمة، لافتا الى أنها ستسعى للتواصل مع وزارة الصحة لدراسة إمكانية الاستفادة من هذه الطريقة التشخيصية الجديدة في مستشفياتها.
وأكد الدكتور الزبون ان الجامعة تسهم علميا ومعرفيا بقدراتها البحثية على ابتكار الحلول للمعضلات التي تواجه بلدنا ومجتمعنا في مختلف المجالات خاصة في المجال الطبي الذي يتصدر أولويات بلدنا ودول العالم في هذه الفترة، اذ يتعين على الجامعات تكريس جهودها للتقدم في المعرفة الإنسانية، باعتبارها بوتقة الريادة والابتكار.
والدكتور سهيل بكار هو اختصاصي جراحة الغدة الدرقية والغدد الصماء وحاصل على درجة الدكتوراه في علوم الغدة الدرقية وجراحتها من جامعة بيزا في ايطاليا، وهو عضو جمعية جراحي الغدد الصماء الأوروبية وعضو منظمة الغدة الدرقية الأميركية، وعضو جمعية جراحي المنظار العالمية، وهو محكم دولي معتمد لـ14 مجلة علمية عالمية متخصصة، وحائز على تكريم ولقب سفير جراحة الغدة الدرقية بالطرق المعاصرة، وصدر له 38 بحثاً منشوراً في مجلات علمية.