تتذكّر السودانية حكم ابراهيم، ربّة المنزل الأربعينية، حتى اليوم الكابوس الذي عاشته قبل سنوات طويلة والألم المبرح الذي أحست به خلال ختانها، وهي ممارسة لا تزال منتشرة في السودان الذي يتجه الى منعها وتجريمها.
اقرأ أيضاً : مصر: إعادة حبس طبيب ومحاكمته بعد إجرائه عملية ختان لطفلة أدت لوفاتها
كانت ابراهيم طفلة في السابعة من عمرها عندما مرّت بهذه التجربة القاسية، وتروي اليوم كيف حضرت نساء من الحي الذي كانت تقطنه عائلتها في الخرطوم، إلى منزلها في يوم العملية ورحن يغنين ويزغردن ويرسمن الحناء على يديها.
ولاحقا تمّ نقلها إلى غرفة صغيرة للخضوع للختان الذي يقوم على إزالة كلّ العضو التناسلي الخارجي أو أجزاء منه.
وتقول ابراهيم التي تغطي رأسها بوشاح لوكالة فرانس "شعرت بألم مبرح في كل جسمي لازمني لمدة أسبوع".
وتضيف حزينة "راحت فتيات أعرفهن ضحايا لهذه العادة وفقدن حياتهن.. وفي الزواج لا متعة، بل ألم وتعب".
وأقرّ مجلس الوزراء السوداني تعديلا في القانون الجنائي ينص على أن تجريم عادة الختان ومعاقبة مرتكبها بالسجن لمدة أقصاها ثلاث سنوات مع دفع غرامة.
وينتظر أن يقرّ مجلس السيادة الانتقالي بدوره خلال اجتماع مشترك مع مجلس الوزراء التعديل ليتم نشره ويصبح قانونا. لكن لم يُحدد موعد للاجتماع بعد.
وجاء في نص المادة المعدّلة "يعد مرتكبا جريمة كل من يقوم بإزالة أو تشويه العضو التناسلي للأنثى ما يؤدي إلى ذهاب وظيفته كلياً أو جزئياً سواء كان داخل أي مستشفى أو مركز صحي أو مستوصف أو عيادة أو غيرها من الأماكن؛ ويعاقب من يرتكب الجريمة بالسجن مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات وبالغرامة. كما يجوز إغلاق المحل”.
وتعاقب المادة من يقوم بالفعل سواء أكان طبيبا أو طبيبة أو زائرة صحية.
وبحسب إحصاءات للأمم المتحدة، عانت 87% من النساء والفتيات السودانيات من هذه الممارسة.