محاولة عراقية ثانية لتشكيل حكومة جديدة يقوم بها محافظ سابق

عربي دولي
نشر: 2020-03-18 00:51 آخر تحديث: 2020-03-18 00:51
ارشيفية
ارشيفية

 

كلّف رئيس الجمهورية برهم صالح الثلاثاء محافظ النجف السابق عدنان الزرفي، بتشكيل حكومة جديدة في العراق، الذي شهد هجومين بالصواريخ خلال يوم واحد أحدهما استهدف قاعدة تؤوي قوات أجنبية والآخر قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد.

ومع إعلان الزرفي برنامجه الانتخابي مساء للخروج من مرحلة الركود السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، سقط صاروخا كاتيوشا على حي سكني محاذ للمنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد، والتي تضم مقر السفارة الأميركية.

وهذا هو الهجوم الرابع المماثل خلال أسبوع في العراق.


اقرأ أيضاً : سقوط عشرة صواريخ على قاعدة عسكرية في العراق تؤوي جنوداً أميركيين


ومنذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في كانون الأول الماضي، يعيش العراق ركوداً سياسياً في مواجهة حراك شعبي انطلق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر عدا عن تضرر ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك من انهيار أسعار الخام. 

جاء تكليف الزرفي بعد اعتذار محمد توفيق علاوي عن تشكيل الحكومة لتعذر إيجاد توافق سياسي في البرلمان الأكثر انقساماً في تاريخ العراق. وبالتالي لا تزال حكومة عادل عبد المهدي المستقيل منذ كانون الأول/ديسمبر، تقوم بتصريف الأعمال.

ولدى الزرفي (54 عاماً) العضو السابق في حزب الدعوة المعارض الشيعي التاريخي لنظام صدام حسين، 30 يوماً لتشكيل الحكومة ونيل ثقة البرلمان وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة، وتمرير موازنة يتوقّع أن تكون بعجز كبير جداً.

وتعهد الزرفي في بيان من 12 نقطة، بالعمل على إجراء انتخابات نيابية مبكرة خلال أقل من سنة، وحصر السلاح بيد الدولة.

والزرفي نائب حالي في البرلمان ضمن قائمة "النصر" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي يقدم نفسه على أنه معارض للحكومة المستقيلة.


اقرأ أيضاً : بدء انسحاب القوات الأمريكية من 15 قاعدة في العراق


صواريخ جديدة

وأكد مسؤول حكومي رفيع لوكالة فرانس برس إن الكتل السياسية التي توافقت على الزرفي تريد "شخصية لا مواجهة، بحيث لا تفعل شيئاً كبيراً" قد يخل بالنظام القائم في الدولة التي تشغل المرتبة 16 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم.

وسيرث الزرفي أيضاً، ملف تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية.

وتواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات مع قوات التحالف ضد الجهاديين، لكن البرلمان العراقي صوت أخيراً على انسحاب 5200 جندي أميركي من البلاد. 

وتتعرض القواعد العسكرية العراقية التي تنتشر فيها قوات أجنبية إلى هجمات صاروخية تتواصل من أكثر من خمسة أشهر.

وسقط صاروخان على قاعدة عسكرية قرب بغداد الثلاثاء.

واستهدف الصاروخان في وقت متأخر الاثنين معسكر بسماية على بعد 60 كلم جنوب بغداد، حيث يتمركز جزء من عناصر الوحدة الإسبانية في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وقوات من حلف شمال الأطلسي. 

وتضم القاعدة أيضاً قوات أميركية وبريطانية وكندية وأسترالية، تقوم خصوصاً بتدريب عسكريين عراقيين على إطلاق النار وتشغيل الدبابات. 

ومنذ أواخر تشرين الأول/أكتوبر، استهدف نحو 25 هجوماً مماثلاً قوات أجنبية في العراق، لم يتبنها أي طرف حتى الآن، لكن واشنطن تنسبها لكتائب حزب الله الموالية لإيران.

وفي تغريدة على تويتر قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنّ "العراقيين يريدون حكومة تحافظ على سيادة العراق وتوفّر احتياجاتهم الأساسية ولا ينخرها الفساد وتصون حقوق الإنسان الخاصّة بهم".

وأضاف "إذا أعطى رئيس الوزراء المكلّف عدنان الزرفي الأولوية لهذه المصالح، فسيحصل على الدعم الأميركي والدولي".

حظر تجول

وتؤكّد القوات العراقية، التي تستند إلى دعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في محاربة فلول الجهاديين على أراضيها، أنها لم تتمكن أبداً من كشف هوية المهاجمين، رغم إعلانها في كل مرة عن ضبط منصة إطلاق الصواريخ.

ورحبت كتائب حزب الله الخميس للمرة الأولى بالضربات الصاروخية التي قتلت عسكريين أميركيين ومجنّدة بريطانية الأربعاء، دون أن تتبنى الهجوم. ونددت من جديد بـ"قوات الاحتلال الأميركي". 

وردت واشنطن ليل الخميس بضربات استهدفت وفق تأكيدها قواعد لكتائب حزب الله.

وتزيد هذه الهجمات والهجمات المضادة المخاوف من تصعيد في العراق. 

وفي كانون الثاني/يناير ردت الولايات المتحدة على مقتل أميركي بهجمات صاروخية أواخر عام 2019، باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية في بغداد، ما دفع إيران إلى استهداف قاعدة تؤوي أميركيين في العراق بصواريخ.

لكن انتشار فيروس كورونا المستجد يصعّب الآن عملية اجتماع السياسيين.

وبعد فرض حظر للتجول في في محافظات عدة، تدخل العاصمة بغداد حظراً لمدة أسبوع يبدأ عند منصف ليل الثلاثاء، في بلد بلغ عدد الوفيات فيه 12 شخصاً و133 إصابة بالفيروس.

وتتخذ السلطات العراقية إجراءات مشددة بهدف منع انتشار الوباء خصوصا في العتبات المقدسة لدى الشيعة التي يقصدها خصوصاً زوار إيرانيون. كما أوقفت الرحلات بشكل كامل لمدة أسبوع.

وأعلنت المرجعية الدينية الشيعية العليا منع إقامة صلوات الجماعة، واعتبرت "شهيداً" كل طبيب أو ممرض يتوفى خلال معالجته مصابي كورونا.

أخبار ذات صلة

newsletter