أعلنت السعودية اتخاذها إجراءات وقائية واحترازية، شأن كثير من دول العالم، لمواجهة فيروس كورونا الجديد، الذي تم اكتشافه في الصين في كانون الأول الماضي.
اقرأ أيضاً : كيف ستتعامل السعودية مع فيروس كورونا في موسم العمرة ؟
ويبدو أن تأجيل الفعاليات الجماهيرية الذي لجأت له بعض الدول لن يشمل السعودية التي تستعد لموسمي عمرة وحج يحضرهما ملايين المسلمين.
وعادة ما تبدأ السعودية بإعداد خططها لموسم الحج فور انتهاء الحجيج من أداء مناسكهم ومغادرة المملكة، حيث تشارك العديد من الجهات الحكومية والخاصة في سلسلة اجتماعات مجدولة لتنظيم العمل.
ويجري العمل وفق تلك الخطط دون أي تغيير لحد الآن، ما يعني أن البلد الخليجي ماضٍ في استعداداته لموسمي عمرة وحج جديدين، قد يشهدان بعض الإجراءات الوقائية التي خبرتها السعودية في السنوات الماضية من خلال تعاملها مع عدة أوبئة عالمية، وفق ما نشره موقع إرم نيوز الإخباري.
واستضافت وزارة الحج والعمرة، قبل نحو أسبوع، الاجتماع الأول لفريق العمل المشترك للإشراف على منظومة التفويج، بحضور ممثلي عدد من القطاعات الأمنية والجهات المشاركة في منظومة الحج، وذلك بهدف مناقشة نتائج موسم حج العام الماضي ومعالجة أهم التحديات والصعوبات التي تم رصدها خلاله.
ووفقًا لبيان رسمي للوزارة، استعرض فريق العمل المشترك الخطة التكاملية التفصيلية لمنظومة التفويج لموسم حج العام الحالي، والتقنيات الحديثة المساهمة في توسيع دائرة التواصل والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتطوير منصات تفاعلية لتبادل الآراء والأفكار التي تهدف إلى إنجاح خطط الحج، لا سيما المتعلقة بمنظومة التفويج.
خبرات الماضي في مواجهة الأوبئة
ومنذ عام 2012، عندما ظهر فيروس كورونا بنوعه الأول المعروف بالفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، استطاعت السعودية تنظيم مواسم حج وعمرة ناجحة وخالية من أي تفشٍ لذلك الوباء، من خلال سلسلة إجراءات اتخذتها حينها، وبددت فيها كل التوقعات بتأثر مواسم الحج بذلك الوباء الذي يعتقد العلماء أن مصدره هو الإبل.
وفي موسم الحج الماضي، لم يتم تسجيل أي إصابة بكورونا الشرق الأوسط التنفسية، بحسب وزارة الصحة السعودية، التي تقول إن إجراءاتها الوقائية شملت الحد من تواجد الإبل في مناطق الحج لأي غرض كان، وتم تخصيص مسالخ محددة للإبل، والاستعاضة عن الإبل في النسك والأضحية في مناطق الحج بالأصناف الأخرى من الماشية بعد صدور فتوى دينية بذلك.
وتشمل إجراءات الوزارة لمواجهة ذلك الفيروس، تدريبا مكثفا في المنشآت الصحية في مناطق الحج على رصد وعزل الأمراض التنفسية الشبيهة بكورونا، بالإضافة إلى الاستعداد الجيد لنقل الحالات عند تسجيلها إلى خارج مناطق الحج حال اكتشافها، مع وجود مختبرات موسمية لتشخيص ذلك المرض بتقنية ”البلمرة الجزئية“ في المشاعر المقدسة.
ويقول المسؤولون السعوديون القائمون على مواسم الحج والعمرة التي تستقطب الزوار من كل دول العالم، إن بلادهم راكمت خبراتها في التعامل مع الأوبئة بما يضمن سلامة المعتمرين والحجاج، وأن فيروس كورونا الشرق الأوسط خير دليل على ذلك.
وقبل فيروس كورونا بنوعيه، واجهت السعودية فيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد ”سارس“، والذي اتسم عند ظهوره عام 2003 بسرعة الانتشار، وتسبب بحصد أرواح نحو 800 ضحية في العالم.
وتعتمد السعودية منذ تزايد ظهور أوبئة عالمية في السنوات الماضية، وبينها انفلونزا الطيور والخنازير، على خطة عمل تشمل وجود مراكز مراقبة صحية في المنافذ الجوية والبحرية والبرية للمملكة، حيث تعد هذه المنافذ بوابات للمراقبة الصحية وخط الدفاع الأول لمنع وفادة الأمراض المعدية وانتشارها على حد وصف المسؤولين السعوديين.