ليس ما جاء في صفقة القرن حول فرض سيادرة الاحتلال على مستوطنات الضفة الغربية وضم الاغوار وشمال البحر الميت وليد اللحظة، ولا ببنات أفكار لفريق دونالد ترمب الذي اعد الصفقة، ولا حتى بمخططات لحكومة بنيامين نتنياهو الحالية ولا التي سبقتها، هذا الشق عرض في اول جلسة وزراء لحكومة تل ابيب بعد نكسة حزيران عام سبعة وستين، فيما عرف حينها بمشروع الون وهو مخطط واضح لا يحتاج لاي رسومات تعدها لجنة التخطيط الامريكية الصهيونية التي اعلن عن تشكيلها الليلة الماضية.
كان عبارة عن مشروع يفرض تسوية اقليمية، اقترحه يغال الون احد قادة حزب العمل حينها على مجلس الوزراء مباشرة فور انتهاء احتلال الضفة والقدس، وكان يهدف لثلاثة اهداف مركزية، اولها اقامة حدود امنية بين الكيان والاردن وهذا يأتي في صفقة القرن بما عرف على انه ضم غور الاردن وشمال البحر الميت، ووقف سيطرة الكيان على الشريحة العربية من السكان سعيًا للحفاظ على صبغته القومية اليهودية، وهذا تمام يعني خلق دولة معازل فلسطينية منزوعة السيادة كما جاء في الصفقة، اما الهدف الثالث فكان تحقيق الحق التاريخي المزعوم للكيان للشعب الاسرائيلي في ارض الميعاد، هذا كان واضحًا في تصريحات نتنياهو اليوم بأن حكومته تعمل على تحويل الضفة الى جزء لا يتجزأ من الكيان.
حدد المشروع منطقة غور الأردن من نهر الأردن وحتى المنحدرات الشرقية لجبال نابلس وجنين لتبقى تحت سيادة الاحتلال، وهكذا أيضاً بالنسبة لمنطقة القدس وضواحيها ومنطقة الخليل كما هو الحال الان، أما بقية أراضي الضفة الغربية فتعاد إلى السلطة الأردنية مع فصل تام بينها، وإقامة معبر بين هذه الأراضي وبين الأردن بواسطة لسان في ضواحي مدينة أريحا، هنا تختلف مقترحات الون والصفقة لكن النتيجة واحدة، فخارطة الارخبيل التي عرفت بها صفقة ترمب الدولة الفلسطينية هي ذات رسومات الون قبل ثلاثة واربعين عامًا.
المشروع لم يُصادق عليه إطلاقا داخل وخارج الحكومة عند عرضه، ولكن المتتبع لسياسة الكيان يُلاحظ إن مخططات الحكومة الاستيطانية تجاوبت بشكل أو بآخر مع ما ورد في هذا المشروع، صفقة القرن التي بدء بتطبيقها مع اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة موحد للكيان، تنفذ المشروع بحذافيره وفقًا لرؤية صهيونية.