نقل وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، السبت، رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فخامة الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي تمحورت حول الجهود المستهدفة خفض التصعيد في منطقة الخليج العربي وأكدت مركزية حماية سيادة العراق وأمنه واستقراره للأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
وأكد جلالة الملك في رسالته التي نقلها الصفدي إلى الرئيس صالح ورئيس الوزراء عبد المهدي في اجتماعين منفصلين وقوف الأردن بكل إمكاناته إلى جانب العراق الشقيق في مسيرة تثبيت الاستقرار وإعادة البناء بعد النصر الذي حققه على العصابات الداعشية بتضحيات كبيرة.
اقرأ أيضاً : الصفدي من بغداد: الامور بدأت نحو التهدئة والمنطقة ليست بحاجة لحرب جديدة
كما نقل الصفدي تمنيات جلالة الملك عبدالله الثاني بالشفاء العاجل للمرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني بعد العملية الجراحية التي أجراها وبدوام الصحة والعافية على سماحته.
وأكد كل من الرئيس صالح ورئيس الوزراء عبد المهدي تثمينهما الكبير لمواقف جلالته الداعمة للعراق وأمنه واستقراره وأكدا الحرص على استمرار التنسيق والتعاون مع المملكة في جميع المجالات.
وجرى خلال اللقائين استعراض التطورات التي تشهدها المنطقة والجهود المبذولة لنزع فتيل الأزمة وحماية العراق من تبعات التوتر الإقليمي.
وكان الصفدي عقد قبل لقائه الرئيس العراقي ورئيس الوزراء محادثات مع وزير الخارجية العراقي الدكتور محمد علي الحكيم.
وفي تصريحات صحافية مشتركة مع نظيره العراقي حذر الصفدي من خطورة التصعيد وأكد على ضرورة دعم مسيرة إعادة البناء في العراق والحفاظ على تماسك التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وقال الصفدي "أتشرف بأن أكون في العراق الشقيق اليوم حاملاً رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله إلى فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء تتمحور حول تنسيق الجهود من أجل خفض التصعيد في المنطقة، وتؤكد وقوف الأردن بالكامل إلى جانب أشقائنا في العراق من أجل حماية استقرارهم وامنهم وسيادتهم."
وأضاف الصفدي أنه يحمل أيضاً تمنيات جلالة الملك عبدالله الثاني بالشفاء العاجل وبدوام الصحة للمرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني.
وشدد الصفدي أن احترام سيادة العراق والحفاظ على أمنه واستقراره ضرورة تحتاجها المنطقة ويحتاجها الأمن والسلم الإقليميان والدوليان.
وزاد "ستخسر المنطقة كثيراً اذا ما أُحيل العراق ساحة حرب وصراع. وتستفيد المنطقة كثيراً ويتعزز الأمن والاستقرار إذا ما وقفنا جميعاً إلى جانب العراق ليكون ساحة للبناء والإنجاز."
وقال الصفدي "موقف المملكة الأردنية الهاشمية كان واضحاً منذ البدء في الدعوة إلى خفض التصعيد واعتماد الحوار سبيلاً لحل الأزمات، وفي الدعوة الى تحييد العراق الشقيق عن تبعات أي توتر إقليمي وضمان أن لا يكون العراق ساحة للصراع والتوتر."
وقال الصفدي "وهذه هي الرسالة التي أحملها اليوم من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي عاد للتو من زيارة الى أوروبا حيث كان الموضوع العراقي في مقدم ما بحثه جلالته، وكان التركيز على حماية العراق و على استقرار العراق وأمن العراق ضرورة إقليمية ودولية."
وقال الصفدي "بدأنا العام بتوتر لم نرده جميعاً لكن الحمدلله بدأت الآن الأمور تميل باتجاه التهدئة، وعلينا جميعاً واجب أن نعمل باتجاه زيادة وتيرة الجهود المستهدفة الحفاظ على الهدوء والخروج من أزمة هددت المنطقة كلها بحرب كانت ستكون دمارية."
وأكد وزير الخارجية أن المنطقة ليست بحاجة الى حروب جديدة هي "بحاجة إلى أن نقف جميعاً مع بعضنا البعض وأن نعمل بشكل كلي من أجل تحقيق ما تصبو اليه شعوبنا جميعاً من أمن واستقرار وإنجاز وحياة أفضل."
وقال الصفدي "المملكة الأردنية الهاشمية كانت وستبقى سنداً للعراق الشقيق، داعماً له في كل جهوده التي تسعى إلى تجاوز تبعات حقبة كانت صعبة بالتأكيد على الجميع، وأيضاً في الحفاظ على النصر التاريخي الذي حققه العراق الشقيق على العصابات الداعشية التي كانت وتبقى تشكل خطراً علينا جميعاً."
وأضاف "هذا إنجاز تاريخي يستحق أن يُدعم ويستطيع العراق الشقيق أن يعتمد على المملكة الاردنية الهاشمية بشكل كامل بأننا معكم وإلى جانبكم نقدم كل ما نستطيع."
وشدد الصفدي "سنستمر بالتعاون مع العراق الشقيق في محاربة الإرهاب، ونؤكد بان الخطر الداعشي ما يزال قائماً، وبالتالي لا بد من الحفاظ على الجهد الجماعي الدولي في إطار التحالف من أجل ضمان هزيمة هذه الآفة، ومن أجل أن نضمن أن ما أنجزه العراق بتضحيات كبيرة هو إنجاز دائم."
ولفت الصفدي إلى التطور المستمر في العلاقات الثنائية حيث "قطعنا خطوات وازنة باتجاه مأسسة التعاون وضمان استمراريته."
وأشار الصفدي إلى آلية التعاون الثلاثي ما بين الأردن والعراق لتعزيز التعاون وهي خطوة باتجاه تعاون عربي أوسع.
وقال الصفدي إن الأردن والعراق "أشقاء علاقاتنا تاريخية، حاضرنا يستوجب أن نتعاون والمستقبل الذي نعمل من أجله مستقبل سيشهد المزيد من التعاون والمزيد من التنسيق."
وبالنسبة للجالية العراقية في المملكة أكد الصفدي أن "هؤلاء هم أبناؤنا، كثيرون منهم ولدوا في الأردن وترعرعوا في الأردن، ونحن نرى إليهم أشقاء، أعزاء مرحب بهم."