أجرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دراسة مسحية، استهدفت فيها جيل الألفية في العديد من البلدان المنكوبة بالنزاعات.
وجاءت نتائج الدراسة، أن معظم الفلسطينيين من أبناء الألفية يرون أن النزاع بين الاحتلال والفلسطينيين لن ينتهي أبدا.
استطلعت الدراسة العام الماضي آراء أكثر من 16,000 شخص من أبناء الألفية في 16 دولة -نصفها تقريباً في حالة سلام ونصفها الآخر متضرر من النزاع- إذ عبّروا عن وجهات نظرهم بشأن النزاع ومستقبل الحرب والقيم التي يقوم عليها القانون الدولي الإنساني.
كانت العديد من الإجابات التي قدمها الفلسطينيون من أبناء الألفية ملفتة للنظر بشكل خاص. على سبيل المثال، ما يقارب 52% ممن شملتهم الدراسة من الفلسطينيين يعتقدون أن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني "لن ينتهي أبدا"، مما يجعلهم الأقل تفاؤلاً مقارنةً بالأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في البلدان الأخرى المتأثرة بالحروب.
بشكل عام، تشير النتائج إلى أنّ القلق ينتاب أبناء هذا الجيل إزاء المستقبل، ومن المرجح أن تؤدي التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط إلى تزايد هذه المخاوف، إذ يعتقد حوالي نصف من شملهم الاستطلاع في جميع أنحاء العالم أنه من المرجح أن تكون هناك حرب عالمية ثالثة خلال فترة حياتهم، وقد لاقى هذا التوجّه تأييداً بنسبة 65٪ من الفلسطينيين.
قال رئيس اللجنة الدولية بيتر ماورير: "قد يعكس هذا المؤشّر لدى أبناء جيل الألفية تبايناً متزايداً في وجهات النظر، وتصاعداً ملحوظاً في وتيرة الخطاب اللاإنساني". وأضاف قائلاً: "إذا كان أبناء جيل الألفية محقّين بشأن إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة، فسيكون حجم المعاناة التي ستطال البلدان والقارات هائلاً. وفي هذا تذكير بمدى أهمية مراعاة قوانين الحرب التي تحمي البشرية في الحاضر والمستقبل".
كما كشفت الدراسة الاستقصائية عن بعض التوجهات المثيرة للقلق فيما يتعلق باحترام القانون الدولي الإنساني؛ إذ يعتقد حوالي 36٪ من أبناء الألفية في جميع أنحاء العالم أنه ينبغي عدم السماح للأسرى من مقاتلي العدو بالتواصل مع ذويهم، علماً بأن التواصل الأُسري حق أساسي يكفله القانون الدولي الإنساني.
في الوقت ذاته، تؤمن الغالبية العظمى من جيل الألفية حول العالم، بمن فيهم الفلسطينيون، بضرورة فرض قيود على الحروب. نسبة قليلة تصل إلى 15٪ من المجيبين في جميع أنحاء العالم يعتقدون أن على المقاتلين "أن يفعلوا كل ما يتطلب الأمر للتغلب على العدو أثناء الحرب، بغض النظر عن الإصابات التي قد تنجم عن ذلك في صفوف المدنيين".
تعتبر هذه الدراسة المسحية امتداداً للاستطلاع الذي أجرته اللجنة الدولية عام 2016 بعنوان "الناس والحرب"، والذي سلط الضوء على توجّهات مُقلقة مثل تناقص احترام الأفراد لقوانين النزاعات المسلحة. يهدف الاستطلاع الجديد إلى تكوين فهم أفضل لآراء أبناء الألفية باعتبارهم صنّاع القرار المستقبليين في بلدانهم.