هي عائشة الرابي، الشهيدة الأم، والأم النموذج، تلك التي تركت خلفها زوجًا يشتاقها وشابين يافعين، وستة من البنات المتعلمات اللواتي يحملن ذكراها اينما حللن وارتحلن.
في منزلها الذي تشتاقها كل زواياه ومقتنياته، حملت بنات بناتها الاسم الذي لن ينسى، ثلاثة عائشات ولدن بعد استشهاد عائشة الجدة، فيما تنتظر العائلة عائشة رابعة بعد حين.
الطفلتان هنا يمنحن المكان رونقًا من بريق جدتهن، الثالثة تقيم مع والدتها في الخليل، ابنة عائشة التي كانت عائدة من زيارتها رفقة زوجها وابنتها الصغيرة راما عندما استهدفت مركبتهم صخور المستوطنين ما ادى لاستشهادها.
مؤخرًا اعترفت محكمة الاحتلال بجريمة اعدام المستوطنين للشهيدة، يقول زوجها يعقوب الذي يكرس وقتًا كبير من حياته للحصول على حق زوجته من الاحتلال، بأن الامر لن يتوقف عند اعتراف الاحتلال بالجريمة، هو يطالب الآن بهدم منزل المستوطن المسؤول عن استشهاد زوجته.
امام منزل الشهيدة، ابناء بلدتها طالبوا القيادة الفلسطينية بحمل ملف الشهيدة لمحكمة الجنايات الدولية، فيما طالبوا المجتمع الدولي بالوقوف امام مسؤولياته تجاه جرائم الحرب التي ينفذها المستوطنون بحق اصحاب الارض تحت حماية جنود الاحتلال، جريمة اعدام الشهيدة عائشة لم تكن الاولى ويؤكدون بأنه في ظل محاولات حكومة تل ابيب ضم المستوطنات ومنع الشرعية لمستوطنيها فانها لن تكون الاخيرة.
تنتظر عائلة الشهيدة كما بلدتها والفلسطينيون اجمع تبعات اعتراف الاحتلال بارتكاب الجريمة، لا يعولون كثيرًا على معاقبة المجرم لأن قاعدة الاحتلال في التعامل مع الفلسطينيين تقوم على انهم المجرمين الذين يجب تهجيرهم من هذه ارض الميعاد بحسب ادعائهم، فكيف يعاقب المجرم واصل الامر بأن الخصام فيك وانت الخصم والحكم.