بعد أن وجهت النائب العام الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون على فادي الهاشم زوج الفنانة نانسي عجرم بـ"جناية القتل القصدي" على خلفية مقتل شاب سوري في منزله، والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن عشرين عاماً أشغالاً شاقّة.
جاء الحكم من القاضية عون، استناداً للمواد 547، 229 في القانون اللبناني.
كما لا يعد قرار توجيه الاتّهام من القاضيّة عون، حُكماً نهائيّاً، حيث ينظر فيه القاضي نقولا ناصر، ويتردّد أنّ الأخير سينظر في الاتّهام، ويأخذ في حُكمه مُراعاة “الدفاع عن النفس"، وبحسب القانون اللبناني سيجري استجواب الهاشم، والمتروك بسند إقامة بعد أن جرى توقيفه على خلفيّة الحادثة.
ووجّهت تهمة القتل العمد لزوج نانسي، بحُكم عدد الرصاصات غير المُفسّر الذي ورد في القضيّة، والذي وجّهه فادي إلى المُتّهم القتيل، والذي يقول الدكتور فادي أنه جاء دفاعاً عن بناته، وعدد الطّلقات وجّه للشاب السوري من الأمام والخلف، وهو ما أثار تساؤلات حول تفسير الدفاع عن النفس، الذي يحتاج إلى 18 طلقة دفاعاً.
ويشترط لاتهام شخص بالقتل القصدي في لبنان توفر الشروط التالية: وقوع الفعل المادي أو الاعتداء، تحقق النتيجة، توفر النية الجرمية لدى الجاني، توفر الرابطة السببية بين الفعل وعدم الفعل، وفق ما نشرت CNN على موقعها الالكتروني.
وقد تصل عقوبة القتل القصدي في لبنان إلى الإعدام في حال توفر شروط معينة، أو قد تخفف العقوبة بناء على ظروف وشروط أخرى.واستند الإدعاء إلى مادتين في الدستور، أولهما المادة رقم 229 والتي تتضمن النص التالي: "لا يعاقب الفاعل على فعل الجأته الضرورة إلى أن يدفع به عن نفسه أو عن غيره أو عن ً ملكه أو ملك غيره خطرا جسيما محدقا لم يتسبب هو فيه قصدا شرط أن يكون الفعل متناسبا والخطر".
أما المادة الثانية التي استند إليها الإدعاء فهي 547 وتنص على: "من قتل إنسانا قصدا عوقب بالأشغال الشاقة من خمسة عشر سنة إلى عشرين سنة".
وتصدّر اسم الفنانة اللبنانيّة نانسي عجرم، الوسوم المُتصدّرة في لبنان، على خلفيّة مقتل شاب سوري في منزلها على يد زوجها الدكتور فادي الهاشم على مدار أسبوعين، وعاود اسم الفنانة التصدّر مُجدّداً، على خلفيّة الحُكم الذي صدر الأربعاء من قبل القاضية غادة عون، وهو الحُكم الذي يُحوّل إلى القاضي الأوّل، ويبث فيه قراراً نهائياً، وفق موقع رأي اليوم.
وثارت عاصفة تغريدات على موقع التدوينات القصيرة تويتر، بين من اعتبر أن القرار إنصاف للشاب القتيل السوري، وبين من تعاطف مع الفنانة نانسي عجرم، ووصف الجريمة بالبطولة والدفاع عن الشرف ليتصدر وسم تضامني آخر مع الفنانة وزوجها حمل اسم "كلنا حدك نانسي"، كلنا فادي الهاشم، فيما أخذت القاضية غادة عون بعضاً من المديح التويتري، على أساس أنها لم تخضع للتهديدات والضغوضات، ومال الطبقة السياسيّة، والفنيّة، وليعود الجدال العنصري السوري - اللبناني إلى الواجهة.
اقرأ أيضاً : "جناية القتل القصدي".. محامي زوج نانسي عجرم يعلق على قرار النيابة
وعلى وقع الاحتفالات “السوريّة"، بنبأ الإدانة، سارع محامي الفنانة عجرم جابي جرمانوس، إلى التعليق على اتّهام الهاشم زوج نانسي بالقتل العمد طبيب الأسنان، بأنّه لم يستغرب ذلك الادّعاء الراهن، كون المسار الطبيعي بتحويل الملف إلى قاضي التحقيق الأوّل في لبنان، وأكّد أنّ الأخير سيصدر قراراً يعتبر فيه فعلة فادي الهاشم “دفاعاً مشروعاً عن النفس"، ومن الطبيعي بحسب المحامي أن يجري الادّعاء، ويتابع التحقيقات، ويُثبت صحّة ما ادعى به الهاشم، ويتم توصيف فعل الأخير بالدفاع المشروع.
وبحسب المادة 229، فإنّ القانون اللبناني لا يُعاقب الفاعل على فعلٍ ألجأته الضرورة إلى أن يدفع به عن نفسه، وماله، وملكه، “خطراً جسيماً مُحدقاً"، لكن القانون أوضح أيضاً وفق المادة المذكورة، اشتراط أن يكون الفعل مُتناسباً والخطر، وهو ما يُعيد إلى الواجهة رواية الدفاع ب18 طلقة، وإذا كان فعل الدكتور فادي مُتناسباً مع الخطر، والذي يقول إنه هدّد بناته، فيما تتضارب الروايات حول حقيقة الحادثة، ودوافعها، وفيما إذا كان الشاب السوري طالب حق، أو ذهب ضحيّة جريمة عُنصريّة.
وفي حال لم يأخذ قاضي التحقيق الأوّل نقولا ناصر، في أسباب دفاع الهاشم، وروايته للدفاع عن النفس، واعتبره مُذنباً قاتلاً، فإنّ الأخير ستنتظره عُقوبة 20 عام من الأشغال الشاقّة، ومستقبل عجرم الفني سيكون على المحك، ولعلّ الطبقة اللبنانيّة الفنيّة والإعلاميّة ستكون في حرجٍ كبير، وذلك بعد التضامن الكبير الذي أبدوه مع الفنانة صاحبة أغنية “يا طبطب".
الجدير بالذّكر أنّ السلطات السوريّة، كانت قد أعلنت أنّ الطب الشرعي سيقوم بتشريح جثّة الشاب فور وصولها إلى سورية، وبحسب زاهر حجو المدير العام للهيئة العامّة للطّب الشرعي في سورية، فإنّ تقرير الطب الشرعي اللبناني كان عشوائيّاً، وعبثيّاً، وليس مهنيّاً، ولا يكتبه سوى طبيب مُبتدئ في هذا المجال، وهو ما قد يُعيد طرح التساؤلات، حول حقيقة رواية عائلة نانسي لحادثة اقتحام فيلا المنزل، وكُل العُيون بكُل الأحوال ترقب القرار الأخير للقاضي نقولا ناصر، وفيما إذا كان سيُجّل حُكماً غير مسبوق.