فاضت مواقع التواصل الاجتماعي، ألمًا بصور مواطن سوري بعدما لاحقه الموت حتى بعيد دفن طفله، منتزعاً منه طفلاً آخر.
ولعل ألم هذا الرجل السوري الذي ملأت صوره على مدى الساعات الماضية مواقع التواصل، قد لا يتحمله صخر.
لقطة واحدة، حبستها صورة، كفيلة بأن تشرح كل ما يشعر به هذا الرجل ذو القلب المفطور من ألم، صورة شغلت مواقع التواصل، وغدت حديث السوريين.
قبل 4 أيام من الحادث فقط، انتقلت عائلة سورية لاجئة مؤلفة من أب وأم ومعهما طفلاهما عمر وآية، للعيش من حاوية بلاستيكية أو ما يعرف بالـ"كونتينر" في مقاطعة سيهان بولاية أضنة جنوب تركيا، إلى مزرعة قريبة في المنطقة نفسها هرباً من أمطار غزيرة أغرقت المكان.
إلا أن المأساة لاحقت خالد الحامد، الأب الظاهر في الصورة، على ما يبدو، حيث فقد ابنه الصغير عمر عندما كان يلهو، بعد أن أغلق باب المزرعة الحديدي على نفسه، وعلى الرغم من إسعافه مباشرة إلا أنه فقد حياته فورا.
اقرأ أيضاً : تركيا .. طفل سوري ينتحر بسبب توبيخ المدرس وتنمر الطلاب
فما كان من العائلة إلا أن اتجهت إلى سوريا لدفن صغيرها في مدينة تل أبيض شمال الرقة، وفي طريق العودة، حدث ما لم يكن بالحسبان، حيث انفجر لغم أرضي، خاطفاً أنفاس الطفلة آية بعد أن دفنت أخاها، وأصاب الأم البالغة من العمر 25 عاماً بإصابات بليغة، وفق صحيفة Hürriyet التركية.
لحقت آية بأخيها، لم تقوَ الصغيرة على مفارقته. وأمام ما حدث، لم يستطع الأب المكلوم تمالك نفسه، فأصيب بانهيار عصبي، وسقط أرضا، يبكي حرقة فلذات أكباده.
وفيما ينتظر خالد اليوم زوجته المصابة التي مازالت ترقد في مستشفى "أكجا قلعة" في حالة حرجة، حال سؤاله يقول هل من الأفضل لها أن تصحو لتعرف ما حل بطفلتها؟ أم أن للقدر رأياً آخر بحال السوريين الذين أذاقتهم الحرب أمر طعم لويلاتها؟
قد لا يوجد شخص في العالم أكثر حزنا من السوري خالد الحامد ..أب، ولاجئ سوري في تركيا، فقد ابنه الصغير في حادث، فذهب إلى سوريا مع عائلته لدفنه وعند عودته انفجر لغم أرضي في سيارته، ما تسبب بفقدان ابنته الأخرى وإصابة زوجته بجروح بليغة? pic.twitter.com/7Gm7Dqhf2q
— هوميروس (@SHE5WN6ON) December 21, 2019