قال الدكتور محمد الحلايقة نائب رئيس الوزراء الأسبق رئيس مجلس إدارة المنتدى الديمقراطي الاقتصاد الأردني ان الاردن والمنطقة تعيش حالة من الارباك السياسي والاقتصادي بسبب عوامل مختلفه اهمها ظهور عملاق اقتصادي سياسي يتحرك ببطء وهو "الصين"، وانحسار النفوذ السياسي والدور الفاعل للاتحاد الأوروبي، وتفشي ظاهرة الارهاب جاء ذالك خلال محاضرة نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة اليرموك تحت عنوان "الأردن بين السياسة والاقتصاد".
وأوضح الحلايقة أن صورة المنطقة العربية ليست مشرقة في الوقت الحالي لاسيما وأن الجامعة العربية في حالة سبات، والدول العربية تنهب ثرواتها، إضافة إلى المشاريع الثلاثة التي تحاك في المنطقة العربية في الوقت الراهن وهي مشروع الاستيطان اليهودي الصهيوني في فلسطين بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، والمشروع الايراني في العراق وسوريا واليمن، والمشروع التركي الذي أصبحت قوته محدودة.
وقال الحلايقة إنه ومنذ نشوء الدولة الأردنية وهي تتعرض لأزمات متتابعة جعلها تعيش وسط أزمة وضغوط تمارس على مواردها وبنيتها التحتية، مستعرضا محددات التنمية في الأردن وهي الموقع الجيوسياسي للأردن، وضعف مواردها خاصة المياه والطاقة، وتراج أداء الإدارة الحكومية، والفساد.
اقرأ أيضاً : الرزاز يرفض تقزيم تقرير ديوان المحاسبة: نؤسس لأعراف جديدة
وبين أن الاقتصاد والسياسة متلازمان ولا يمكن الفصل بينهما حيث ان هناك ثمن سياسي لكل موقف اقتصادي، وأن كل دولة تحاول اصلاح اقتصادها عليها أن تصلح سياستها كذلك، موضحا أن الاقتصاد الأردني يواجه العديد من التحديات والاختلالات حيث أن هناك خلل مالي كبير في ايرادات الدولة، وأن فرض وزيادة الضرائب لا تعالج مشاكل الموازنة والعجز فيها، واعتماد الحكومة للمقاربات المالية بدلا من المقاربات الاقتصادية التنموية، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من ذلك إلى أن الدينار الأردني ما زال ثابتا، واحتياط الأردن من العملات الصعبة جيد.
وشدد الحلايقة على ضرورة وضع خطة وطنية لمعالجة وتخفيف أعباء المديونية، ومعالجة المشاكل التي يعاني منها المواطن والمتمثلة في تدني مستوى المعيشة، وتآكل الدخل، والفقر، والبطالة، والضرائب المرتفعة وخاصة ضريبة الدخل، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أثرت على الأردن نتيجة لإغلاق الأسواق التصديرية، وتوقف شبك الكامل للتجارة مع سوريا.