السر وراء العمر الطويل لمن يتخطون المائة عام

أجرى باحثون من مركز ريكن للعلوم الطبية التكاملية وجامعة كيئو في اليابان، دراسة شملت 7 معمرين تزيد أعمارهم عن 110 أعوام لمعرفة سبب الأعمار الطويلة لمن يتخطون المائة عام.

وكشفت الدراسة التي أجراها الباحثون أن "السبب" وراء العمر الطويل لدى المعمرين لا يعود إلى نمط حياتهم كما كان الاعتقاد السائد حيث أن كثيرا منهم لا يعيشون نمط حياة صحيا، وإنما إلى طبيعة نظامهم المناعي، الذي يختلف عما هو موجود في أجساد البشر في الأعمار الأصغر حيث يكمن الاختلاف في كرات الدم البيضاء، وتحديدا ما يعرف باسم الخلايا التائية (T cells).

ووجد العلماء أن الخلايا التائية تهاجم الفيروسات والخلايا السرطانية بشكل مباشر لدى كبار السن، في حين أنها لا تهاجمها بهذه الطريقة في الشخص العادي، وفقا لما ذكره موقع "ساينس ديلي".

ويزيد عدد خلايا "CD4 T"، وهي نوع من الخلايا المناعية، لدى المعمرين مقارنة بالأشخاص الأصغر سنا، كما أن "مهمة" تلك الخلايا تختلف أيضا اما بالنسبة للأشخاص الأصغر سنا، تلعب دورا "مساعدا"، أي أنها تساعد خلايا بيضاء أخرى على محاربة الالتهابات والعدوى والخلايا التي قد تصاب بالسرطان.

ولدى المعمرين، فإنها تشن بنفسها الهجوم ضد الفيروسات والأمراض هذا إضافة إلى دراسات أجريت في الماضي، ولاحظت أنهم يبدون أكثر قدرة على التكيف مع أمراض القلب والسرطان وغيرها.

وقال الدكتور كوسوكي هاشيموتو، كبير مؤلفي الدراسة: "يميل الأشخاص الذين عاشوا حياة طويلة بشكل استثنائي إلى قضاء حياتهم بأكملها في صحة جيدة. هذا يعني أن جهاز المناعة لديهم نشط للحماية من الالتهابات والأورام".

وهناك أمثلة كبيرة على شخصيات عاشت طويلا رغم عاداتها غير الصحية، مثل التدخين وشرب الكحوليات منها رجل أميركي يدعى أوفرتون توفي العام الماضي، وهو من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، عن عمر 112 عاما، بعدما اعتاد في حياته الطويلة على جرعات يومية من الآيس كريم والسيجار والويسكي.

وتوفيت الفرنسية جين كالمنت عام 1997 عن عمر 122 عاما بسجل طبي سليم، مما جعلها رسميا أكبر شخص يعيش على الإطلاق، لكنها ظلت معظم فترات حياتها مدخنة شرهة، وتزعم أن زيت الزيتون والنبيذ والتدخين والشوكولاتة هي التي أبقتها حية لفترة طويلة.