عقد مجلس النواب جلساته بالدورة العادية الرابعة التي افتتحها جلالة الملك اليوم الأحد بخطاب العرش السامي، برئاسة المهندس عاطف الطراونة وحضور رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وهيئة الوزارة.
ورفع رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة أسمى آيات التهنئة والتبريك لمقام جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين وللأسرة الأردنية الواحدة الموحدة بمناسبة ذكرى المولد النبوي، سائلا أن تعاد هذه الذكرى والوطن مصان بكل الخير ومحصن من كل شر، معبرا عن الفخو بتجاوزنا للتحديات بكل صبر.
وقال: لقد تشرفنا اليوم بالاستماع لخطاب العرش السامي، حيث وجهنا جلالته فيها للالتزام بمسار سنوي من الخطط والبرامج والتوجهات، وكرس جلالته من خلالها مفهوماً للبرنامج الوطني المرن في استجابته للتحديات، عميقاً في تعامله مع الهم الوطني، عابراً لكل الاختلالات التي تقع نتيجةً لظروف نعرفها جميعا.
واضاف "لقد صدح الصوت الهاشمي في المطالبة بتحمل المسؤولية من السلطات الدستورية ووضعنا أمام قيم وطنية راسخة قوامها إن كنا مسؤولين اليوم فإننا مساءلون غداً، الأمر الذي يحتم علينا التحلي بكل الجدية والإخلاص والوفاء فيما نقوم به من موقعنا التشريعي والرقابي".
وأكد عدم المساس بالمقدس الدستوري وحمل الأمانة أمام الله أولاً، وأمام المليك، وأمام شعبنا الذي ينبض بالعزيمة والإنجاز.
وتابع، "ها نحن على بعد زيارة من احتفالاتنا بعودة أراضي الباقورة والغمر، التي أمر جلالةُ الملك بإنهاء العمل بملحقها من معاهدة السلام الأردنية الاسرائيلية، لتبقى أراضي أردنيةً بعد إنهاء عقودِ المستأجرين الإسرائيليين فيها، وتخضع بذلك للقوانين الأردنية على كل شبر منها، بعد إنهاء مظاهر التواجد الإسرائيلي إلا بقوانيننا وأنظمتنا وسيادتنا، وشروط السلام المتكافئ".
واشار إلى أن هذه المناسبة تسجل بحروف من نور، معاني السيادة الوطنية، ومفاهيم الالتزام بقيم هوية الوطن الجامعة، ومضامين التمسك بكل مقدس وطني، لتنتصر كرامتنا على كل التحديات، ولنزهو فخراً بكل منجزاتنا رغم كل ما تعرفونه من ضغوطات وأجندات، معطوفة على ظروف الجوار والإقليم والصراع الأممي على الأرض العربية.
ولفت الى ان بداية أعمال دورتنا العادية الرابعة، وهي بمثابة الشوط الأخير لنا قبل موعد الاستحقاقات الدستورية ومواعيدها للعام المقبل، وهي الدورة التي أتمنى أن نجسد من خلالها رسالةً لشعبنا العظيم ونكرس معها تطبيقات العمل الوطني ضمن أولوية الأهم على المهم، وتجذير مفاهيم التعامل مع الملفات وفق مصالح وطنية مقدرة.
وقال: إذا كنا على علم واطلاع بأن ما يشغل عقل الملك ويشغل جميع الأردنيين هو الهم الاقتصادي، فإن علينا واجب دعم توجهات جلالته وأن نضع خطتنا ورؤيتنا في الأمر من منطلق دورنا التشريعي عبر مناقشة وإقرار قانون موازنة عامة موجه بهدف معالجة فجوات رواتب القطاع العام، ودعم قطاعي التعليم والرعاية الصحية، ومعالجة التشوه الضريبي الذي عطل حركة الأسواق، وأسهم في تراجع النشاط الاقتصادي للقطاعات الفاعلة.
وشدد على صياغة ملامح الرؤية المقبلة مع التذكير بأن نجاح أي برنامج اقتصادي لا يمكن عزله عن تجذير جهود مكافحة الفساد فعلا لا قولا، من خلال سيادة القانون على الجميع، ودعم استقلالية قضائنا العادل بكل متطلبات مهمته الوطنية في محاسبة كل أوجه التقصير والفساد أينما وجدت ومهما طالت من أسماء أو عناوين.
واكد الحاجة اليوم إلى الانخراط في جهد وطني قوامه إعادة الثقة بمؤسساتنا الدستورية، وذلك عبر الالتزام المطلق وتحت طائلة مراقبة الشارع، بمضامين العدالة والمساواة وعناوين سيادة القانون ودولة المؤسسات، واستهداف الطبقة الفقيرة في برنامجِ دعم وإسناد، والعمل حقا لا قولا ببرامج التشغيل الوطني الذي يعالج عقدة الشباب الأردني الذي أثقله الإحباط، وبغير ذلك سنكون تجاوزنا دورنا في آخر عمرنا بالتقصير.
ونوه الى تمسك في مجلس النواب بثوابت ومواقف وثقناها في الميادين وعلى المنابر، فالقضيةُ الفلسطينية ثابت وطني، وندعم جهود جلالة الملك المفدى عبر مطالبته بحل عادل وشامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال وجميع مظاهره، واستكمال باقي قضايا الوضع النهائي عبر مفاوضات يقبل بها الفلسطينيون.
وتابع، سنظل في مقدمة كل جهد وطني في جهود مكافحة الإرهاب الذي نعتبره خطراً أممياً، ما أن تختفي ذيوله حتى يطل علينا برأسه باسم جديد وممارسات بشعة، ليمارس هذا الإرهاب الجبان أعمالَه تحت مظلة الدين ويستبيح دماء البشر بجهل وعبث وتخريب.
كما تمنى الطراونة أن نتحد على أهداف المرحلة المقبلة، وكلي أمل بأن نصنع أمراً مختلفا في دورتنا هذه، فنتركه لمن هم بعدنا كرسالة في استمرار بناء عمل البرلمانات الوطنية، عبر العمل الجماعي الكتلوي والجبهوي والتشاركي.
وكان أمين عام مجلس النواب عبد الرحيم الواكد تلا نص الإرادات الملكية السامية المتضمنة: فض الدورة الاستثنائية لمجلس الأمة اعتباراً من 7 أيلول 2019، وإرجاء اجتماع المجلس في دورته العادية حتى 10 تشرين الثاني 2019 ، والدعوة إلى اجتماع المجلس في دورته العادية اعتباراً من 10 تشرين الثاني 2019.
واستهلت جلسة النواب بتلاوة آيات من القران الكريم، كما وقف اعضاء المجلس والحكومة دقيقة صمت وقرأوا الفاتحة على روح النائب الاسبق تيسير الفتياني الذي وافته المنية أمس السبت.
وشرع المجلس بعد ذلك بإجراءات انتخاب اعضاء مكتبه الدائم دون رئيس المجلس.