تعهد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس بالرد على الهجوم الذي تشنه تركيا منذ التاسع من الشهر الحالي في شمال شرق البلاد "بكل الوسائل المشروعة"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وقال الأسد، خلال استقباله مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، إن الهجوم التركي "هو غزو سافر وعدوان واضح"، مضيفاً أن سوريا "سترد عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة".
وأضاف الأسد أن سوريا ردت على الهجوم "في أكثر من مكان عبر ضرب وكلائه وإرهابييه".
وتأتي تصريحات الأسد بعدما انتشرت القوات الحكومية في مناطق عدة قريبة من الحدود التركية بموجب اتفاق مع الأكراد.
وتشنّ تركيا مع فصائل سورية موالية لها منذ التاسع من الشهر الحالي هجوماً ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، بعد يومين من سحب واشنطن لقواتها من مناطق حدودية.
ولم يجد الأكراد مع تخلي واشنطن عنهم سوى اللجوء إلى دمشق. وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأحد الاتفاق مع الحكومة السورية على انتشار الجيش على طول الحدود مع تركيا لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية في تصديها لهجوم أنقرة.
وبموجب الاتفاق، انتشرت وحدات من الجيش خلال اليومين الماضيين في مناطق حدودية عدّة، أبرزها مدينتا منبج وكوباني في محافظة حلب شمالاً. ويصرّ الأكراد على أن الاتفاق مع دمشق "عسكري"، ولا يؤثر على عمل مؤسسات الإدارة الذاتية التي أعلنوها بعد سيطرتهم على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد.
وخاضت القوات الحكومية وقوات سوريا الديموقراطية اشتباكات محدودة مع الفصائل الموالية لأنقرة في محيط بلدة عين عيسى (شمال الرقة)، كما سيطر الطرفان على قاعدة غادرتها القوات الأميركية قرب كوباني (شمال حلب).
وسيطرت القوات التركية خلال الأيام الماضية على شريط حدودي بطول 120 كلم، يمتد من مدينة تل أبيض (الرقة) حتى رأس العين (الحسكة)، التي طوقتها الخميس وسيطرت على نحو نصف مساحتها إثر معارك شرسة ضدّ قوات سوريا الديموقراطية.
وتهدف أنقرة من خلال هجومها إلى إنشاء "منطقة آمنة" بعمق 32 كيلومتراً على حدودها، ترغب بإعادة قسم من 3,6 مليون لاجئ سوري على أراضيها إليها.