هذا النظام الغذائي مهم لمرضى القولون العصبي

صحة
نشر: 2019-10-02 23:25 آخر تحديث: 2019-10-02 23:25
ارشيفية
ارشيفية

القولون العصبى من الأمراض المنتشرة بين العديد من الأشخاص نتيجة العادات الغذائية الخاطئة وسلوك وضغوطات الحياة اليومية، ويعد من أكثر مشكلات الجهاز الهضمي، والذي يؤثر في جودة الحياة اليومية للمصاب.

يسمع بعض المرضى لأول مرة مصطلح متلازمة القولون العصبي IBS أثناء الكشف والتشخيص لدى أخصائي في الجهاز الهضمي وشرحه لهم سبب إصابتهم بنوبات متكررة من آلام في البطن وعدم الراحة في الجهاز الهضمي. يستخدم الأطباء مصطلح "القولون العصبي" عندما لا يكون هناك تفسير أفضل للأعراض التي يعاني منها بعض المرضى.

وبحسب ما جاء في موقع "Medscape"، يمكن أن يكون النظام الغذائي منخفض السكريات المخمرة والسكاريد والسكريات الأحادية، والمعروفة اختصارا بـFODMAP، أن يمثل حلا جذريا لمشكلات الجهاز الهضمي، وتحديدا ما يطلق عليها "القولون العصبي".

إن "فودماب" هي سلسلة قصيرة من الكربوهيدرات، التي يتم امتصاصها بشكل بصعوبة في الأمعاء الدقيقة. وعلى الرغم من أن "فودماب" يتواجد بصورة طبيعية في الطعام والنظام الغذائي البشري، إلا أنه تم اكتشاف وسائل لنظام غذائي منخفض الـ"فودماب" لتقليل الأعراض، التي يعاني منها مرضى متلازمة القولون العصبي وغيرها من الاضطرابات المعدية المعوية الوظيفية.

وتقول الدكتورة كريستي كينغ، أخصائية تغذية في مستشفى تكساس للأطفال: "إن زيادة الوعي بالنظام الغذائي منخفض الـ"فودماب" بين الأطباء والمرضى مهم جدًا لأن كلا النهجين يمكنهما العمل معًا ولا يستبعد أحدهما الآخر".

اكتشاف النظام الغذائي

تم اكتشاف فوائد النظام الغذائي منخفض الـ"فودماب" في أستراليا عام 2010 عندما توصل فريق من الباحثين في جامعة موناش إلى أن تقييد الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من FODMAP يمكن أن يخفف من أعراض القولون العصبي الشائعة مثل ألم في البطن وانتفاخ البطن والإسهال والإمساك.

ويقول دكتور إيمون كيغلي، مدير مركز الاضطرابات الهضمية في مستشفى هيوستون ميثوديست": "ربما يستفيد ما يتراوح بين 70٪ إلى 80٪ من مرضى القولون العصبي من اتباع هذا النظام الغذائي". ولكن يجب ملاحظة أن "من الصعب تطبيقه، لفترات طويلة، لأنه يستبعد العديد من الأطعمة الغنية بالعناصر المغذية، وكذلك الأطعمة التي تعمل كركائز لبكتيريا الأمعاء المفيدة".

الوجبات الغذائية الممنوعة

وتشمل قائمة الوجبات الغذائية الواجب الامتناع عن تناولها القمح والجاودار والبصل والبقوليات والثوم، والتي تكون غنية بمركبات السكُريات قليلة الدهن؛ ومنتجات الألبان الغنية باللاكتوز (المعروف باسم ثنائي السكاريد)؛ والفواكه ذات المحتوى العالي من الفركتوز، وكذلك الفواكه والخضراوات والمحليات الصناعية، التي تحتوي على نسبة عالية من المانيتول والسوربيتول.

الوجبات المسموح بها

تنقسم الأطعمة قليلة الـ"فودماب" إلى مجموعات وفقًا لجداول أعدتها جامعة موناش كما يلي: الخضروات: براعم الفاصوليا والفاصوليا الخضراء والجزر والأعشاب الطازجة والخيار والخس والطماطم والبصل الأخضر.

البروتين: اللحوم والأسماك والدجاج

منتجات الألبان: اللبن الخالي من اللاكتوز والزبادي الخالي من اللاكتوز والجبن الصلب.

الخبز والحبوب: الخبز الخالي من الغلوتين والخبز المخمر والأرز المطحون والشوفان والمعكرونة الخالية من الغلوتين.

البسكويت: البسكويت الخالي من الغلوتين وكعك الأرز والذرة.

المكسرات والبذور: اللوز (بما لا يزيد عن 10 حبات) وبذور اليقطين.

المشروبات: الماء والقهوة والشاي.

بروتوكول غذائي شخصي

ويقول الدكتور ويليام تشيي، أستاذ علوم الجهاز الهضمي والتغذية في جامعة ميشيغان إن النظام الغذائي منخفض الـ"فودماب" ليس مجرد حمية غذائية وإنما هو في واقع الأمر بروتوكول غذائي ثلاثي المراحل يتكون من مرحلة التخلص من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة من 2 إلى 4 أسابيع، تليها إعادة تدريجية للأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات فردية لتحديد حساسية المريض لأي نوع منها، ثم يتم إعداد النظام الغذائي في المرحلة النهائية.

وتقول دكتور كينغ إن الوضع عند الأطفال مشابه، "ففي تجربتنا السريرية، وجدنا أنه في غضون أسبوعين، إما أن المرضى قد تحسنوا أو لم يتحسنوا. إذا لم يكن هناك تحسن في غضون 6 أسابيع، فإنه يتم التوصية بمراجعة الطبيب المعالج والانتقال مرة أخرى إلى الحمية الغذائية المنتظمة."

الإشراف والتوجيه

يتفق الخبراء الثلاثة على أن الحصول على التوجيه والإشراف من اختصاصي تغذية على دراية بنظام التغذية منخفض الـ"فودماب" أمر بالغ الأهمية لنجاح التجربة وضمان سلامة المريض.

وتنوه دكتور كينغ إلى أن اتباع هذا النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن والبروتين. كما تؤكد أن الطريقة المنهجية لإعادة إدخال وجبات تحتوي على كربوهيدرات أحادية في المرحلة الثانية من البروتوكول مهمة للغاية ولا يمكن القيام بها بشكل صحيح دون إرشادات من الخبراء. وبالإضافة إلى أوجه القصور الغذائية، فإن دكتور كينغ تحذر من أنه إذا لم يجر الإشراف على المريض بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يصاب بمضاعفات أخرى ومشاكل صحية إضافية وأخرى نفسية تشمل هواجس عن الكم والكيف لما يتناولونه.

أخبار ذات صلة

newsletter