يتوجه القيادي في حركة طالبان الملا بارادار الأربعاء إلى باكستان التي يزورها الموفد الأميركي زلماي خليل زاد، وفق مسؤولين، بينما لم يتضح بعد ما إذا كان الرجلان سيلتقيان للمرة الأولى منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف المفاوضات بين واشنطن والمتمردين.
وقال المتحدث باسم المتمردين ذبيح الله مجاهد في تغريدة إن باكستان هي المحطة الرابعة من جولة للملا باردار شملت روسيا والصين وإيران.
وأعلنت مصادر المتمرّدين أن الملا بارادار سيصل إلى باكستان ليل الأربعاء.
وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية إن خليل زاد موجود منذ أيام في إسلام أباد لمتابعة المحادثات التي أجراها الرئيس ترمب مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأسبوع الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتابعت أن "هذه الاجتماعات ليست بمثابة إحياء لعملية السلام في أفغانستان".
وبارادار أحد مؤسسي حركة طالبان، هو رئيس الجناح السياسي للحركة ومقره عادة في قطر حيث أجرت الحركة لمدة عام تقريبًا مفاوضات مباشرة مع وفد أميركي برئاسة خليل زاد.
وكان الجانبان على وشك التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يسمح لواشنطن ببدء سحب قواتها من أفغانستان مقابل وعود أمنية من طالبان.
لكن في السابع من أيلول ألغى ترامب قمة سرية كان من المقرر عقدها بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في كامب ديفيد وأعلن بعد يومين أن المحادثات باتت بحكم "الميتة".
وقال المتحدث باسم طالبان من الدوحة سهيل شاهين لوكالة فرانس برس إن الزيارتين المتزامنتين إلى باكستان "مصادفة".
ولكن ردا على سؤال عن امكان عقد لقاء بين المتمردين وخليل زاد قال "لم لا؟ المسألة تتعلق بالأميركيين".
وأضاف أن طالبان لا تزال على استعداد لتوقيع الاتفاقية التي توصل اليها خليل زاد وبارادار في الدوحة.
وقال "لم نتراجع عن الاتفاقية، نحن نؤيدها. الأميركيون تراجعوا وعليهم أخذ المبادرة".
وأضاف شاهين "المحادثات هي السبيل الوحيد للمضي قدما". وقال "ليس هناك حل عسكري لأفغانستان.
- استمرار عملية فرز الأصوات -
وباكستان التي تعترف بنظام طالبان وطالما اتُهمت بدعم التمرد، ساهمت في الترتيب للمحادثات ودعت أيضا لاستئنافها.
وأعلنت الخارجية الباكستانية أن زيارة وفد طالبان "ستشكل فرصة لمراجعة ما تحقّق من تقدّم في محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان، ولبحث إمكان استئناف عملية التسوية السياسية المتوقّفة".
وذكرت وسائل إعلام باكستانية إن قائد قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، يزور إسلام أباد أيضا. وامتنع المتحدث باسمه عن تأكيد ذلك.
وقال مسؤول أمني باكستاني رفيع إنه من المحتمل أن يلتقي المتمردون قائد الجيش الجنرال قمر جواد باجوا.
تأتي تلك الزيارات فيما تنتظر أفغانستان نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نهاية الأسبوع الماضي وستقرر ما إذا كان الرئيس الحالي أشرف أغني سيفوز بولاية ثانية من خمس سنوات، أمام أكبر منافسيه عبد الله عبدالله.
ويسعى الرجلان لقيادة الدولة التي تنهكها الحرب وإجراء مفاوضات محتملة مع طالبان التي طالما اعتبرت الحكومة في كابول "دمية" بيد الولايات المتحدة.
وأحد أهداف المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبن إقناع المتمردين بالتفاوض مع الحكومة على أمل التوصل لاتفاق سلام دائم.
لكن إدارة غني كانت مستبعدة بشكل كبير من المفاوضات. والأربعاء كرر المتحدث الحكومي صديق صديقي الموقف أن كابول يجب أن تكون في صلب أي عملية سلام.
وكتب على تويتر "لا يمكن لأي تقدم أن يكون وشيكا إذا لم تكن عملية السلام بقيادة الحكومة الأفغانية".
ومن غير المتوقع صدور نتائج الانتخابات قبل 19 تشرين الأول.
ويحتاج المرشّح للحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات للفوز من الدورة الأولى، وإلا تجرى جولة ثانية بين المرشّحين الحائزين أعلى نسبة من الأصوات.