قبل خمس سنوات، ولدى تقديم ملف ترشيح قطر لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى، وقفت مريم فريد كسفيرة أمام مسؤولي الاتحاد الدولي تشرح لهم أهمية اسناد البطولة لبلادها، دون أن تدري أنها ستكون إحدى عداءاتها على أرضها في العام 2019.
الثلاثاء، شاركت فريد (21 عاما) الثلاثاء في تصفيات سباق 400 م حواجز. وعلى رغم أنها أنهتها في المركز الأخير بفارق أكثر من 15 ثانية عن صاحبة المركز الأول، لكنها نالت تحية المشجعين بعدما حققت الشابة المحجبة "حلم" الركض أمام الجمهور القطري في ستاد خليفة.
وقالت فريد لوكالة فرانس برس "انتظرت هذه اللحظة طويلا، لقد أصبح الحلم حقيقة. أنا فخورة. على المضمار كان الأمر رائعا، كنت أشعر بالحاجة الى البكاء".
وتابعت العداءة التي تخرجت من أكاديمية "أسباير" الرياضية القطرية "لقد خضت السباق أمام أفراد من عائلتي وأصدقائي. انا مغتبطة جدا".
وأضافت "حلم كل رياضي أن ينافس على أرضه وبين جمهوره وكنت محظوظة لأن الفرصة كانت سانحة أمامي. كنت أتابع أبرز العداءات في هذا السباق على انستاغرام، واليوم (الثلاثاء) كنت أركض الى جانبهن".
بالنسبة الى فريد، لا يقتصر دورها في المضمار على محاولة تخطي الحواجز، بل كسرها أيضا، وتغيير النظرة النمطية حيال "المرأة العربية والمسلمة"، متابعة "هدفي هو إلهام الجيل الجديد وكسر الحواجز".
وشددت على أنها قادرة على "ارتداء الحجاب والقيام بما يحلو لي".
خاضت الطالبة في الاتصالات في جامعة نورث وسترن الأميركية في قطر، السباق بلباس أسود يغطي جميع أجزاء جسدها. مزاولتها الرياضة بدأت منذ سنوات الدراسة في ثانوية ليسيه بونابرت في الدوحة حيث "كنت دائما أتفوق على الشبان في رياضتي كرة القدم وألعاب القوى".
لكن هذه الممارسة لم يكن هدفها الاحتراف في البداية، قبل أن تتبدل الأمور في العام 2013 عندما اكتشف موهبتها مدرب للمنتخب القطري أثناء مشاركتها في نشاط لألعاب القوى في "أسباير".
بعد ذلك، كان الأمر بسيطا "تحدثوا الى والدي فوافق على الفوز ولا يزال من أكبر الداعمين لي (...) كان وشقيقتي في الملعب لمتابعة سباقي".
- 20 رياضية -
باتت فريد جزءا من منتخب بلادها، وتضع نصب عينيها المراحل المقبلة والمساهمة في تعزيز إقبال النساء القطريات على الرياضة، لاسيما في ظل سعي البلاد الى تعزيز الإقبال على المنافسات، مع التحضير للموعد الرياضي الأهم في تاريخ الدولة: مونديال كرة القدم 2022.
ورأت فريد التي تتحدث اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية بطلاقة، أن الرياضة النسائية تطورت في الأعوام الماضية في قطر، على رغم أنها قطر تشارك بعداءتين فقط في البطولة الحالية.
وأوضحت "قبل عقد من الزمن لم تكن المشاركات النسائية كثيرة في البلاد، أما الآن فمعظم المسابقات تشهد مشاركة نسائية فردية او حتى جماعية"، مضيفة "نحن مجموعة من 20 رياضية في ألعاب القوى على سبيل المثال من مختلف الفئات العمرية".
واعتبرت فريد في تصريحات للموقع الالكتروني لألعاب القوى أن المسؤولية الملقاة على عاتقها "كبيرة، فأنا لا أشارك لتمثيل نفسي فقط، بل من أجل ثقافة، تقاليد، المرأة القطرية، المرأة التي ترتدي الحجاب".
أضافت "لا أريد الاكتفاء بالمشاركة بل أريد اثبات قدرة المراة العربية على المنافسة وإحراز الألقاب، لا شيء مستحيل".